قد تكوني تهزين لطفلك في سريره عندما شعرتي بتشوش رؤية مربك مع شعور بالتنميل في أصابعك؟ أو شعرتي مؤخرًا بحالة من الحزن والاكتئاب لم تفارقك منذ فترة طويلة؟ أم أنك في غمار انشغالك وانصبابك على عملك، وجهت لكي إحدى صديقاتك ملاحظة بسيطة بأنك بشرتك تبدو شاحبة بعض الشي؟ كل هذه الأسئلة التي بدأت تحوم حولك، ما هي إلا إشارات يرسلها جسدك إليك ليقول لك “أنت بحاجة للاهتمام والالتفات لنفسك قليلًا”. وعندما تسألين هل هناك خطبٌ ما؟ فالإجابة هي أجل، هذه هي أعراض نقص فيتامين ب 12 عند النساء، وإليكي سنجيب عن كافة ما يدور في ذهنك عنه، تابعي معنا.
ما يجب معرفته عن فيتامين ب 12
لفيتامين ب 12 العديد من المهام في جسدك، فعلى سبيل المثال، يساعد على تركيب الحمض النووي DNA، ويدخل في تشكل الكريات الحمراء في الدم.
وبما أن جسدك لا يستطيع صنعه بنفسه، علينا أن نحصل عليه من الطعام الحاوي على لحوم حمراء بشكل أساسي أو بوساطة المتممات الغذائية. كما يجب الحفاظ على تواجده ضمن حمية منتظمة، لأن جسدك لا يخزنه لفترة طويلة. فهل أنت تحصلين عليه بشكل كافي؟ عليكي أن تبدأي بهذا السؤال أولًا.
الحاجة اليومية من فيتامين ب 12
تعتمد الإجابة على عدة عوامل، منها العمر، وعاداتك الغذائية، في حال كان لديك حالة مرضية مرافقة، أو تتناولين أدوية معينة. إن عدم حصول الفرد على كفايته اليومية سيؤدي حتمًا لإصابته بنقص فيتامين ب 12.
إن الحد المتوسط الموصى به، والمقاس بالميكروغرام (mcg)، يختلف حسب العمر:
- حديثي الولادة حتى عمر 6 أشهر: mcg0.4.
- الرضع من 7 أشهر وحتى السنة: mcg0.5.
- الأطفال الدرّج بعمر 1 وحتى 3 سنوات: mcg0.9.
- الأطفال بعمر 9 وحتى 13 سنة: mcg1.8.
- المراهقين 14 وحتى 18 سنة: mcg2.4.
- البالغين 2.4mcg (2.6 كل يوم للحوامل، و 2.8 كل يوم للمرضعات).
الأغذية الغنية بالفيتامين ب 12
يمكنك الحصول عليه بتناول الغذاء الحيواني المصدر، كاللحوم الحمراء، أو أغذية غنية بالمشتقات الحيوانية. وتشمل المصادر الحيوانية التي تحوي عليه أيضًا، كالبيض، والسمك، ومنتجات اللبن، والدواجن. فالنظام الغذائي المتوازن العامل الأول لحمايتك من نقص فيتامين ب 12.
عوز فيتامين ب 12
العديد من السكان حول العالم يتناولون طعام يحوي على قيم غذائية عالية، فإذا لم تكوني متأكدة من أن أعراضك تعزو لنقص فيتامين ب 12، يمكنك إجراء فحص دم لمعايرة مستوى ب 12 في دمك.
مع التقدم بالعمر يصبح امتصاص فيتامين ب 12 أكثر صعوبة على الجسم. كما تسبب عمليات إنقاص الوزن وغيرها من عمليات إزالة أجزاء من المعدة حدوث نقصه، بالإضافة لمعاقرة الكحول. كما وتزداد فرصك بتطوير عوز فيتامين ب 12 في حال كنت تعانين:
- التهاب معدة ضموري، وهو يجعل من الظهارة المبطنة للمعدة، رقيقة وضامرة.
- فقر دم الخبيث، والذي يزيد من صعوبة امتصاص الفيتامين على جسدك.
- أمراض تصيب ظهارة المعي، كداء المعي الالتهابي (داء كرون)، أو النمو الجرثومي، والإصابة بالطفيليات.
- الإفراط في تناول الكحول أو الإدمان عليه، يمنع امتصاص الفيتامين من الأمعاء، كما ويؤدي لإحدى العلامات المهمة بعوز فيتامين ب 12، وهي اللسان الضموري.
- الاضطرابات المناعية، كداء غريفز، والذئبة الحمامية الجهازية.
- بالإضافة للعديد من الأدوية التي تتداخل مع الفيتامين وتعيق امتصاصه ومن ضمنها:
- مثبطات أقنية البروتون (ppi)، كالإيزومبيرازول، واللانسوبرازول، والأمبيرزول.
- مناهضات الهسيتامين H2، كالسميتدين، والفامتودين.
- وبعض أدوية الخافضة للسكري، كالميتفورمين.
يمكنك أن تصابي بعوز فيتامين ب 12 عند اتباعك لنظام حمية نباتي (يعني عدم تناولك للأطعمة من مصادر حيوانية، كالبيض، والحليب، والجبن وغيرها)، أو أنك لا تتناولي حاجتك الغذائية اليومية من البيض والحليب أي أن غذائك فقير بالفيتامينات الضرورية لصحتك.
أعراض عوز فيتامين ب 12
سيؤدي عوز فيتامين ب12 لإصابتك بفقر دم كبير الخلايا. لا يصاحب العوز المعتدل أعراض مهمة. ولكن في حال بقائه دون علاج، سيؤدي ذلك لمضاعفات مهمة، ومنها:
- التعب، والإرهاق، والشعور بخفة في الرأس.
- ضيق نفس، واضطراب نظم القلب والشعور بخفقانه.
- بشرة شاحبة.
- لسان أملس.
- إمساك، أو إسهال، وفقدان الشهية.
- مشاكل عصبية، كخدر وتنميل في الأصابع، ضعف عضلات، واضطراب القدرة على المشي.
طرق العلاج نقص فيتامين ب 12
قد تحتاج لحقن عضلية من فيتامين ب 12 في حال إصابتك بفقر الدم الخبيث، أو سوء امتصاص. كما عليكي المواظبة على علاجك، فقد تحتاجين لجرعات مرتفعة من الفيتامين، أو الحاجة لاستخدام جرعة من المتممات الغذائية عن طريق الفم، بالإضافة لتوفره على شكل بخاخات ويعطي عن طريق الأنف.
إذا أنت حامل وتتابعين نظام غذائي نباتي أو حمية نباتية، وتخططين بالاعتماد فقط على الحليب الطبيعي لطفلك، فعليكي استشارة طبيبك قبل إنجاب طفلك، لضمان حصولك على وصفة مناسبة لك وتحافظ على مستويات ب 12 طبيعية في جسدك.
ومن دون فيتامين ب 12، لن يتمكن جنينك من التطور بشكل طبيعي، وسيؤدي لإصابته بتأخر نمو داخل الرحم، وبالتالي لا يصل للنمو المقدر له.
في حال اتباعك لحمية نباتية، عليكي استخدام المنتجات المدعمة بالفيتامين، وإضافة المتممات لغذائك. العديد من الطرق يمكنك اتباعها لتعويض نقصه واختيار ما يناسبك منها، إن كان عن طريق الفم، أو كحقن عضلية. كما يستجيب معظم الأشخاص على العلاج. ولكن في حال تركه بدون علاج، سيترك عقابيل عصبية دائمة، لن تتحسن مع العلاج لاحقًا.
وبهكذا نكون وصلنا لختام مقالنا، حيث تحدثنا عن أعراض نقص فيتامين ب 12، وتذكري أن كشفه المبكر قد يساعدك في العلاج، ويخفف من أعراضه قبل أن تتفاقم ويحميكي من عقابيله.