تهم المعلومات التي تدور حول انحراف النظر أسباب وطرق علاج مختلف الأشخاص حول العالم. حيث يؤثر انحراف النظر سلبًا على قدرة الإبصار بشكل طبيعي. وتتميز هذه الحالة الطبية بانتشارها الواسع عالميًا وبالأخص في مناطق جنوب شرق آسيا. ناهيك عن أن غالبية الأشخاص الذين يعانون من انحراف النظر هم في الحقيقة أطفال.
كما يصف بعض الأطباء هذه الحالة على أنها مشكلة انكسارية في العين أكثر من كونها مرضًا يصيب العضو الحسي المسؤول عن الرؤية. ويعود السبب في تصنيفها على أنها حالة انكسارية إلى كونها تسبب اختلالًا في قرنية العين مما يؤثر سلبًا على عملية انكسار الضوء. ومن الجدير الذكر بأن هذا الخلل في وضع القرنية سيبدو على هيئة اختلاف في اتجاه نظر العين عن مثيلتها. إذ يظهر المصاب على أنه ينظر باتجاهين في آن واحد. ومن الممكن أن يعاني الشخص من هذا الانحراف بشكل دائم أو قد يظهر في بعض الأوقات فحسب.
ما هي أسباب انحراف النظر
وانطلاقًا من إدراكنا لوضع القرنية غير المتوازن في حالة انحراف النظر. قد يتساءل أي شخص عن الأسباب التي تدفع بقرنية العين إلى اختلال وضعها وتأثيرها سلبًا على عملية انكسار الضوء. وعلى الرغم من أن النسب الخفيفة من هذه الحالة لا تسبب مشكلة جدية وقد تظهر دون أية أسباب واضحة. إلا أنه في الواقع تتواجد بعض الأسباب التي تحفز حدوث اختلالات في قرنية العين مسببة انحرافًا واضحًا في النظر. وتتعدد تلك الأسباب لتشمل:
- تواجد مشكلات انكسارية أخرى ضمن السجل المرضي السابق للعين مثل قصر النظر أو طوله.
- ضعف توازن بؤرة العين.
- الإصابة بالتهابات سابقة في العين وبالأخص الفيروسية منها.
- التعرض لأشعة التلفاز أو الحاسوب لمدة طويلة.
- خلل خلقي في شكل القرنية فتظهر بشكل بيضاوي وليس كروي.
- تواجد سجل عائلي للإصابة بانحراف النظر حيث تؤثر العوامل الوراثية بشكل كبير على رفع خطر الإصابة بهذه الحالة.
- بعض الإصابات الناجمة عن العمليات الجراحية داخل العين.
- ومن الممكن أن تؤثر بعض الأمراض الأخرى مثل الأورام في المخ أو الاستسقاء الدماغي على شكل القرنية بالأخص عند الأطفال.
ما هي أعراض انحراف النظر
وعلى الرغم من عدم تصنيف الأطباء لحالة انحراف النظر على أنها مرضًا يصيب العين، إلا أن هذه الحالة الطبية تمتلك مجموعة من الأعراض التي تظهر بشكل واضح عند المصاب بانحراف النظر. وبالعودة إلى طريقة تأثير القرنية المتموضعة بشكل غير صحيح على عملية انكسار الضوء. سنجد أن جميع الأعراض تقريبًا ترتبط بمشاكل الرؤية غير الواضحة. حيث نلاحظ أن الشخص المصاب من انحراف الرؤية يعاني من:
- ضبابية الرؤية وتشوشها.
- صعوبة التركيز على شيء محدد لفترة زمنية متواصلة.
- آلام مستمرة في الرأس.
- صعوبة تحديد مدى بعد الأشياء التي نراها أو قربها منا.
- تشوش في تمييز الألوان.
- الشعور بالانزعاج من الضوء.
- الإحساس بأن العين مجهدة ومتعبة باستمرار.
ما طرق تشخيص انحراف النظر
وبمعرفة أن انحراف النظر أحد أكثر مشاكل الرؤية شيوعًا يبادر العديد من الأشخاص للقيام بفحوصات طبية بشكل دوري. الأمر الذي يسهم في تصحيح حالة القرنية في وقت مبكر وتلافي المخاطر الناتجة عن تنامي وتطور الانحراف. وتتنوع الفحوصات الطبية التي تشخص الإصابة بانحراف النظر وتحدد درجة الخطورة إلى:
- فحص النظر وهو أحد أشهر الفحوصات التي يجريها الأطباء للتأكد من سلامة الرؤية وتحديد مداها. حيث يعرض الطبيب لوحة تحتوي على أحرف متباينة الحجوم على بعد عشرين قدمًا ثم يطلب تحديد جهة هذه الأحرف أو ماهيتها.
- فحص قوة انكسار القرنية الذي يختبر شكلها والجزء المركزي منها. الأمر الذي يساعد في تحديد مدى انحنائها وقدرتها على تجميع الأشعة الضوئية.
- فحص طوبوغرافية القرنية الذي يقوم الطبيب من خلاله بأخذ صورة متكاملة عن شكل وقياسات القرنية بالإضافة إلى موقعها باستخدام الحاسوب.
- ومن الممكن إجراء فحص الانكسار للتأكد من سلامة عدسة العين بالاستعانة بجهاز يدعى محرك الإبصار.
ما طرق علاج انحراف النظر
في الحقيقة تتعدد العلاجات المتبعة لتصحيح حالات انحراف النظر. الأمر الذي يسهل علاج معظم الحالات التي تخص اختلال القرنية. وتشمل هذه العلاجات:
- النظارات الطبية كأولى العلاجات المتبعة حيث تصنع عدسات هذه النظارات لتغطية نقاط ضعف الرؤية لدى المصاب. وغالبًا ما تكون أحادية الرؤية لمن يعاني من انحراف النظر.
- العدسات اللاصقة التي تمتلك نفس تأثير وآلية عمل النظارات لكنها باهظة الثمن ولا تناسب جميع الأعمار أو الأوقات.
- إعادة تشكيل القرنية بالاستعانة بالليزر لتغيير شكل الجزء غير الطبيعي من القرنية وإعادة تصحيحه.
- العلاج باستخدام الليزك لإحداث جرح مستدير في القرنية ثم تصحيح تموضعها وشكلها.
- اقتطاع القرنية بالانكسار الضوئي لإزالة بعض من أجزاء القرنية الخارجية.
- إجراء كيراتوميرات الليزر الظهارية لإزالة قسم رفيع للغاية من القرنية جراحيًا ثم استخدام الليزر لتعديل وضعها وحالتها.
ما هي مضاعفات انحراف النظر
ومن الجدير بالذكر إمكانية تطور حالة انحراف النظر في حال لم تتلق العلاج المناسب أو الكافي. ففي الحالات الشديدة من انحراف النظر الذي يصيب إحدى العينين فحسب قد يتطور الأمر إلى الإصابة بمرض الغمش. وتتمثل حالة غمش العين أو ما يسمى بالعين الكسولة باعتماد المخ على الرؤية بعين واحدة فقط. الأمر الذي يؤثر سلبًا على أنسجة العين الأخرى ويقتل خلاياها. كما أن هذه الحالة تصيب الأطفال بنسب أكبر من باقي الأعمار نتيجة علاقتها بالجهاز العصبي. وبالإضافة إلى ذلك قد تسبب الحالات غير المعالجة من انحراف النظر المتقدم الإصابة بمرض العمى التدريجي.
وفي الختام نأمل أن تكون معلوماتنا حول انحراف النظر وأسبابه وطرق علاجه قد أفادتكم في التعرف على هذه الحالة بشكل صحيح. حيث يتوجب إبداء المزيد من الاهتمام للحالات والأمراض التي تصيب العين بوصفها مسؤولة عن وظيفة حسية هامة للغاية في حياتنا.