يعد علاج تساقط الشعر بعد العلاج الكيماوي أمر يتساءل عنه الكثير من الأشخاص. فقد تظن أنه لا يوجد أي أمر من الممكن أن يقلل من فرحة مريض السرطان حالما يتم علاجه وينهي ألمه. ولكنه في الواقع سيعاني من بعض الآثار المتبقية بعد العلاج الكيماوي مثل تساقط الشعر. إذ وعلى الرغم من أن تساقط الشعر يعتبر دلالة على رحلة طويلة من الصبر. إلا أن الكثير من الأشخاص غير قادرين على تحمل فكرة فقدانهم لشعرهم وبالأخص النساء. الأمر الذي يدفعهم للبحث مليًا عن طرق فعالة من أجل علاج تساقط شعرهم بعد العلاج الكيماوي. وفي واقع الأمر يخبرنا الأطباء أن معظم حالات تساقط الشعر هي أمور مؤقتة. فمن الممكن أن يبدأ نمو الشعر من جديد بشكل طبيعي خلال عدة أسابيع بعد العلاج الكيماوي.

فإن كنت عزيزي القارئ أحد الذين يتساءلون حول هذا الأمر. فلتتابع معنا في هذا المقال لتستكشف المزيد حول تساقط الشعر والطرق المتبعة للحد منه.

تساقط الشعر بعد العلاج الكيماوي

من الشائع للغاية أن يتساقط الشعر بغزارة من جميع أنحاء الجسم أثناء العلاج الكيماوي. إذ تعد هذه الحالة واحدة من الأعراض الجانبية لأدوية العلاج الكيميائية. وتعمل هذه الأدوية على مهاجمة الخلايا التي تنقسم وتتنامى بسرعة لتقتل السرطانية منها. لكنها تؤثر كذلك على تلك المتواجدة في جذور الشعر كونها خلايا متنامية أيضًا. ونتيجةً لذلك تهاجم العلاجات الكيماوية المتبعة بصيلات شعر الجسم بقوة. الأمر الذي يؤدي إلى تساقط الشعر خلال مدة أسبوعين إلى حوالي أربعة أسابيع بعد البدء بالعلاج وعلى درجات متفاوتة. وتختلف هذه الدرجات بالعودة إلى نوع الأدوية المتبعة والجرعات المتعاقبة بالإضافة إلى طبيعة جسم المريض. فقد تخف كثافة الشعر بنسبة قليلة في البداية. ثم يتزايد معدل تساقط الشعر حتى يصل إلى حالة الصلع الكامل بعد قرابة الشهرين. أو قد يتساقط الشعر ككتلة واحدة وعندها يصل الشخص الذي يخضع للعلاج إلى حالة الصلع بشكل أسرع. وفي كلتا الحالتين يترافق تساقط الشعر مع الألم الشديد في فروة الرأس أو أي منطقة أخرى يتساقط منها الشعر.

نمو الشعر بعد العلاج الكيماوي

وكما ذكرنا سابقًا يعاود الشعر نموه بعد حوالي ثلاثة أسابيع على الأكثر بعد الانتهاء من العلاج الكيماوي. حيث ينمو من جديد بشكل أبطئ وأخف من المعتاد. ففي البداية ينمو قرابة سنتمتر واحد شهريًا. ثم غالبًا ما يكمل نموه على نحو آخر قد يختلف عن لون وطبيعة الشعر الأصلي. إذ تميل فروة الرأس بعد العلاج الكيماوي إلى أن تصبح جافة وأكثر حساسية. ومن الممكن أن يتغير لونه إلى درجة أفتح من المعتاد مع ظهور بعض الخصل الفضية فيه. وكل هذا يتعلق بمدى تأثر هرمون الشعر الموجود في كافة أنحاء الجسم بأدوية العلاج الكيماوي المتبعة.

الوقت المستغرق لنمو الشعر مجددًا

وفي الحقيقة تستعيد بصيلات الشعر عافيتها بعد الانتهاء من العلاج الكيماوي بفترة لتبدأ بالنمو من جديد. لكن بالطبع تستغرق عملية إعادة الشعر إلى حاله السابق فترة زمنية ليست بقصيرة قد تصل إلى عدة سنوات. كما تعتمد هذه المدة بشكل أساسي على العلاج الكيماوي المتبع. ففي بداية الأمر يبدأ ظهور الشعر بخفة بعد حوالي ثلاثة أسابيع. ثم يزداد سماكة وقوة بعد مرور قرابة الشهرين. وبعدها يشرع في تغطية فروة الرأس بمقدار 2.5 بشكل تقريبي عند مضي ثلاثة أشهر على الانتهاء من أدوية العلاج الكيماوي. وقد تختفي بقع الصلع بعد حوالي نصف عام. أما بعد مرور عام سيلاحظ الشخص أن شعره أصبح بطول كافي ليكون قابلًا للتصفيف.

منع تساقط الشعر أثناء العلاج الكيماوي

على الرغم من عدم تواجد طرق فعالة تضمن ألا يتساقط الشعر خلال العلاج الكيماوي وحتى بعده. إلا أنه تتواجد العديد من السبل لحماية بصيلات الأشعار من التعرض لأدوية العلاج الكيماوي بشكل جزئي. وتشمل تلك السبل على:

قبعات التبريد

قبعات تبريد فروة الرأس التي يتم وضعها خلال العلاج الكيماوي تعد أحد أشهر الطرق للتقليل من أثر المواد الكيماوية على الشعر. وكما يدل اسمها تعمل هذه القبعات على خفض حرارة الرأس. وبالتالي تقلل من كمية الدم التي تصل إليه فيقل تأثير العلاج على الشعر. ولكنها تمتلك بعضًا من النقاط السلبية. فمن الممكن أن يعاود ظهور السرطان في فروة الرأس مجددًا. ناهيك عن حالات الصداع والإحساس المزعج بالبرودة في الرأس.

المينوكسيديل كعلاج لتساقط الشعر

في الحقيقة يعد المينوكسيديل دواء معتمد لمعالجة حالات سقوط الشعر. وعلى الرغم من عدم تواجد أدلة تثبت فعاليته في حال تساقط الشعر بعد العلاج الكيماوي. إلا أن الكثير من الأشخاص مازالوا يستعملونه أملًا في فعاليته لنمو الشعر بعد الخضوع للعلاج الكيماوي.

تسريع نمو الشعر بعد العلاج الكيماوي

وبصفة عامة لا تتواجد طرق فعالة لمنع أو التحكم بتساقط الشعر عند الخضوع للعلاج الكيماوي. نتيجة لذلك يلجأ العديد من الأشخاص للبحث عن طرق لتسريع نموه بعد الانتهاء من العلاج. وتتنوع النصائح التي يقدمها الأطباء عندئذ. ومن أهم هذه النصائح والطرق:

العناية بالشعر بعد العلاج الكيماوي

معاملة الشعر بلطف تعتبر من أهم السبل المتبعة لاستعادته بقوة. حيث ينصح الأطباء الأشخاص الذين يسعون لتسريع نمو شعرهم بعد العلاج الكيماوي بتجنب تعريضه لأجهزة التسخين. إذ يكون الشعر في بداية نموه ضعيفًا للغاية. وكما يؤيدون تجفيفه قدر الإمكان في الهواء الطلق.

اتباع نظام غذائي متوازن

ومن أجل زيادة كثافة وقوة الشعر بعد نموه يتوجب الاهتمام بالغذاء ومدى كونه صحيًا. فتناول الفيتامينات والمعادن يزيد من وصول الدم للرأس. بينما تشكل البروتينات البناء الأساسي للشعر لذا يجب الإكثار منها. كذلك يفضل استخدام الزيوت الطبية مثل زيت اللافندر.

الراحة النفسية

وبالطبع تبقى الراحة النفسية العامل الأهم لتسريع نمو الشعر من جديد. فقد أوجدت بعض الدراسات علاقة تقريبية بين الوضع النفسي الجيد ومعدل نمو الشعر. لذلك يجب التحلي بالصبر والتأقلم بشكل جيد مع الوضع والمنظر الجديد والابتعاد عن الاكتئاب.

وفي الختام نأمل أن نكون قد استطعنا مشاركتكم معرفتنا حول طرق علاج تساقط الشعر بعد العلاج الكيماوي. وكما نود أن ننوه إلى أن حالة تساقط الشعر ما هي إلا دلالة واضحة لمدى المعاناة والألم الذي يقاسيه كل مريض سرطان حتى أثناء علاجه أو بعده. الأمر الذي يدفعنا لأن نقف احترامًا لهذه النفوس الصابرة والقوية رغم المصاعب.