ما علاقة البلوغ المبكر بالطول النهائي للفتاة؟ قبل الإجابة على هذا السؤال لا بد أن نعرف ماذا يقصد بالبلوغ المبكر عند الفتيات. يعني أن تنضج الفتاة جسديًا ويطرأ عليها تغيرات البلوغ في وقت مبكر قبل السنّ الطبيعي لهُ أي قبل سن الثامنة. حيث يعتبر الحد الطبيعي للبلوغ عند الأنثى ما بين الـ 8 والـ 14 عامًا. ولأن الطول هو أحد العوامل التي تتأثر بالبلوغ لدى الفتيات، تقلق الأمهات على بناتهنّ إذا بلَغت باكرًا بأن طولها سيتوقف بعد ذلك. لذلك، سنوضّح لكم عبر هذا المقال على موقع كيف علاقة البلوغ المبكر بالطول النهائي لدى الفتيات.

قبل ذلك، هل تساءلت لماذا يحدث البلوغ المبكر عند الفتيات؟ في الحقيقة أنه لا يوجد سببًا مباشرًا للبلوغ المبكر الذي يحدث عند الأنثى، لكنه قد يرتبط بعدة عوامل أخرى. فمثلًا يمكن للأصول العرقية أن تلعب دورًا في ذلك. حيث ثبتَ أن الفتيات الأمريكيات من الأصول الأفريقية تبلغ مبكرًا أكثر من غيرها. كما أن الفتيات المصابات بمتلازمة ماكيون أولبرايت أو تضخم الغدة الكظرية أو نقص نشاط الغدة الدرقية الخلقي تبلغنَ باكرًا أيضًا. كذلك، أظهرت نتائج بعض الدراسات أن البلوغ المبكر غالبًا ما يحدث للفتيات اللواتي يعانين من السمنة.

من بين العوامل الرئيسية أيضًأ التي يُعتقد أنها تسبب البلوغ المبكر عند الإناث هو الإصابة بورم في الجهاز العصبي المركزي أو الإصابة بداء الاستسقاء الدماغي (عيب خلقي في الدماغ). كما يمكن اعتبار تواجد كييسات على المبيضين أحد العوامل الجانبية الأخرى التي تسبب البلوغ المبكر عند الفتيات.

أعراض البلوغ المبكر عند الفتيات

سوف تلاحظ الأنثى ظهور أعراض البلوغ على جسمها قبل عمر الثامنة في الغالب، بحيث تتمثل أعراض البلوغ المبكر بالتالي:

  • بدء نمو ثدييها حيث يبدأ حجمهما بالازدياد.
  • نزول دماء الدورة الشهرية للمرة الأولى.
  • نمو الشعر في الجسم وخاصة في منطقة الإبطين والعانة.
  • كذلك، في بعض الحالات قد تعاني الفتاة من ظهور حب الشباب أو ما يسمى بالبثور على الوجه أو الظهر أو العضدين.
  • كما تنبعث من الجسم رائحة تدل على البلوغ الجنسي.

مضاعفات البلوغ المبكر عند الفتاة

من بعض الظواهر المضاعفة التي تحدث للفتاة عندما تبلغ في سن مبكر هي:

  • يتوقف النمو في عمر أبكر من اللواتي يبلغن في العمر الطبيعي مسبّبًا ذلك قصر القامة.
  • تتأثر الفتاة نفسيًا عند حدوث التغييرات الجسدية عليها باكرًا وخاصة عند ظهور الشعر، ونمو الثديين ولا سيّما إذا كانت صديقاتها لم تظهر عليهنّ علامات البلوغ بعد.
  • عوامل أخرى مثل زيادة التعرّق وظهور البثور على بعض مناطق الجسم بكثرة، وزيادة حجم المهبل والرحم.

 

علاقة البلوغ المبكر بطول الفتاة

نطلق على الفترة التي تظهر فيها التغييرات على جسم الفتاة نتيجةً للبلوغ بطفرة النمو. وغالبًا ما تحدث طفرة النمو بين سنّ 10 و14 عامًا إذا كان سن البلوغ للفتاة ضمن الحد الطبيعي (8 – 13 عام). وبعد عامين من بدء الدورة الشهرية عند الفتاة أو عندما تصل إلى عمر 14 أو 15 عامًا، فغالبًا ما يتوقف نموها في هذا العمر ولا يزداد طولها بعد ذلك. تكون قد اكتسبت الفتاة في تلك الفترة طولًا يبلغ أقصاه 6 سنتميترًا في معظم الحالات.

لكن في حالة البلوغ المبكر للفتاة أي على فرض أن الفتاة قد بلغت في سن السابعة فإنها ستتوقف عن النمو من ناحية الطول بعد سنتين من بدء الدورة الشهرية لديها. وبالتالي، لن تكتسب طولًا بعد ذلك مقارنةً بالفتيات اللواتي يبلغن في العمر الطبيعي واللواتي يستمر اكتسابهنّ للطول إلى حدود الـ 15 عامًا تقريبًا.

العوامل العامة التي تؤثر على طول الفتاة

إن الـ DNA هو العامل الرئيسي الذي يؤثر على طول الإنسان بشكل عام، لكن هناك بعض العوامل التي تساهم في طول الفتاة أيضًا، وهي:

  • نسب الهرمونات: عندما تنخفض نسبة الهرمونات المسؤولة عن النمو أو هرمونات الغدة الدرقية، فإن ذلك يؤثر على طول الفتاة فيؤدي إلى تباطؤ نموها.
  • النظام الغذائي الصحي: فغالبًا ما تجد الأطباء ينصحون باتباع نظامًا غذائيًا مكتملًا أي يحتوي على معظم العناصر الرئيسية مثل البروتينات والفيتامينات والكالسيوم.
  • الإصابة بالأمراض المزمنة: لقد أظهرت الدراسات أن الفتيات المصابات ببعض الأمراض كأمراض الكلية، والسرطان أقصر قامةً من غيرهنّ.
  • تناول أنواع معينة من الأدوية: هناك بعض الأدوية التي تسبب تباطؤ في عملية النمو من ناحية الطول مثل أدوية الربو أو الأدوية التي تحتوي على الكورتيزون.
  • العوامل الوراثية: فقد لوحظ أن الفتيات المصابات بأحد المتلازمات التالية أقصر قامة من غيرهنّ من الفتيات غير المصابات بها:
    • متلازمة داون.
    • متلازمة تيرنر.
    • ومتلازمة نونان.

 طرق اكتساب المزيد من الطول للفتاة

يمكن باتباع عدد من الإرشادات للمساهمة في كسب المزيد من الطول لدى الفتيات والتي تتمثل بما يلي:

  • التغذية الجيدة: إن الغذاء المنوّع والمتوازن يلعب دورًا مهمًا في عامل النمو والطول. وذلك من خلال تناول الأغذية التي تحتوي على البروتين مثل اللحوم، والبيض، والسمك، والمكسرات. والأغذية التي تحتوي على الكالسيوم مثل الحليب، والجبنة، والبروكلي، والبرتقال، والسردين.
  • الحصول على كمية كافية من النوم: لأنه خلال فترة النوم، يطلق الجسم هرمونات النمو لذلك يُنصح بالحرص على نيل قسط كافِ من النوم والراحة وخاصة ليلًا.
  • ممارسة الرياضة: تساهم الممارسة المنتظمة للتمارين الرياضية بجعل العظام أكثر صحةً، وقوةً، وكثافةً فهي أحد العوامل المهمة للنمو.
  • الابتعاد عن الأدوية التي تحتوي على هرمونات جنسية صناعية.

على الرغم من أن البلوغ المبكر للفتاة يؤثر على الطول النهائي لها إلا أنه يمكن باتّباع بعض الأمور الصحية وتجنّب أمورًا أخرى الوقاية من البلوغ المبكر وزيادة طول الفتاة.