يعتبر البنك الأهلي السعودي أضخم مؤسسةٍ ماليةٍ في المملكة العربية السعودية، وواحدًا من أبرز القوى المالية الإقليمية في المنطقة. ويساهم البنك بفضل قدرته التمويلية الضخمة في تلبية تطلعات وطموحات المشاريع المستقبلية الداعمة لرؤية المملكة 2030. إذ تتوافق استراتيجية البنك مع الرؤية وبرامجها التطورية. فكيف تأسس البنك الأهلي التجاري السعودي، وكيف استطاع انتزاع هذه المكانة الرفيعة في القطاع المصرفي المحلي والإقليمي. هذا ما نحاول أن نجيب عنه عزيزي القارئ في مقالنا التالي.

نشأة البنك الأهلي السعودي

تأسس البنك الأهلي السعودي عام 1953 في مدينة جدة إثر دمج أكبر مصارف العملات في المملكة، وهما شركة صالح وعبد العزيز كعكي، وشركة سالم بن محفوظ تحت اسم البنك الأهلي التجاري، ليكون بذلك أول بنكٍ سعوديٍ مسجلٍ قانونيًا. وقد أصدر البنك عام 1979 أول صندوقٍ استثماريٍ في المملكة. ثم تحول في العام 1997 إلى شركةٍ مساهمةٍ. تبعه بعد ذلك بعامين استحواذ صندوق الاستثمارات العامة التابع لوزارة المالية السعودية، على ملكية غالبية أسهم البنك. في حين تقاسمت المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، إضافةً إلى عدد من المستثمرين السعوديين بقية أسهم البنك.

تطور بنك SNB

سجل للبنك الأهلي السعودي أول استثمار ٍخارجيٍ في العام 2008. حيث استحوذ البنك على غالبية أسهم بنك تركيا فينانس أحد أبرز البنوك الإسلامية الرائدة في تركيا. غير أن البنك طرح عام 2014 خمسًا وعشرين بالمئة من أسهمه للاكتتاب العام. ثم كانت النقلة النوعية في مسيرة البنك في الأول من نيسان عام 2023، حيث أعلن عن نفاذ عملية دمج مجموعة سامبا المالية في البنك الأهلي التجاري NCB، والتي انتهت على إثرها مجموعة سامبا المالية، بعد أن انتقلت حقوقها والتزاماتها إلى البنك الأهلي التجاري، والذي أطلق عليه عندها تسمية البنك الأهلي السعودي NSB.

المؤشرات المالية لبنك SNB

بلغ رأس مال البنك عند تأسيسه عام 1953 ثلاثين مليون ريالٍ سعوديٍ أو ما يعادل ثمانية ملايين دولارٍ أمريكيٍ. وبعد مرور أكثر من ستين عامًا تضاعف رأس مال البنك بمقدار ألف مرةٍ ليصل إلى ثمانية مليارات دولارٍ أمريكيٍ عام 2017. وبعد إعلان قرار دمج مجموعة سامبا المالية في البنك التجاري عام 2023 وصل رأس مال البنك إلى حوالي اثني عشر مليار دولارٍ أمريكي بمعدل زيادةٍ تجاوز تسعًا وأربعين في المئة.

أهداف البنك الأهلي السعودي

يسعى البنك الأهلي السعودي ليكون المجموعة المالية الأولى في المنطقة، مدعمًا بأكثر من أربعمائةٍ وثلاثين فرعًا منتشرةً في أنحاء المملكة، وأكثر من تسعة آلاف موظفٍ. إضافةً إلى أكثر من أربعة آلاف صرافٍ آليٍ معدٍ لخدمة عملاء البنك الذين تجاوز عددهم سبعة ملايين عميلٍ. وقد حدد البنك مجموعةً من الأهداف التي يعمل للوصول إليها، وهي:

  • أن يكون أفضل بنكٍ في الدخل والأرباح.
  • أن يقدم أفضل الخدمات الإلكترونية من بين جميع البنوك السعودية.
  • توفير أفضل خدماتٍ للعملاء.
  • أن يكون الخيار الأول للموظفين.

خدمات بنك SNB

يقدم البنك الأهلي السعودي لعملائه مجموعةً متكاملةً من الخدمات المالية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، والتي يمكن تصنيفها على الشكل التالي:

  • خدمة تصريف الأموال التي تتيح للعميل التحويل بين الريال السعودي وبقية العملات الدولية.
  • خدمة الحساب الجاري وتتيح لجميع المواطنين فتح حسابٍ دائمٍ في البنك مهما كان الرصيد.
  • خدمات تمويلية وتتضمن إعطاء قروضٍ تمويليةٍ شخصيةٍ، وتأجيريةٍ، وعقاريةٍ.
  • خدمات بطاقة مدى المرتبطة بالحساب الجاري وتتيح إيداع وصرف مبالغ مالية من حساب العميل عبر الصرافات الآلية التابعة للمصرف.

إضافةً إلى مجموعةٍ من الخدمات الإلكترونية المتميزة بمرونتها العالية، وسريتها التامة، حيث يتيح البنك لعملائه بشكلٍ إلكترونيٍ معرفة تفاصيل حساباتهم، وإجراء التحويلات بينها، وخدمة السحب النقدي الطارئ، إضافةً إلى تقديم استشاراتٍ ماليةٍ للأفراد، والشركات، والمؤسسات. وقد أطلق البنك مؤخرًا خدمة الوساطة في تداول الأسهم عبر الإنترنت، التي تتيح للعميل إمكانية تداول الأسهم واتخاذ قرارات البيع والشراء في الأوراق المالية.

فروع البنك الأهلي السعودي في السعودية

تنتشر فروع البنك الأهلي السعودي والتي يزيد عددها كما ذكرنا عن أربعمائةٍ وثلاثين فرعًا في مختلف أنحاء المملكة، ومنها الفروع الموجودة في الرياض، وجدة، وأبها، والظهران، والأحساء، والقصيم، وينبع، والباحة، وتبوك، والخبر، ومكة المكرمة، والدمام، وخميس مشيط، والحليلة، والمدينة المنورة والكثير غيرها من الفروع الموزعة في المناطق السعودية. حيث تعمل جميع الفروع من يوم الأحد إلى يوم الخميس، ومن الساعة التاسعة والنصف صباحًا حتى الرابعة والنصف مساءً، باستثناء الفروع الموجودة في المولات ومراكز التسوق، والتي تعمل من السبت إلى الخميس، ومن الساعة الواحدة مساءً حتى الساعة التاسعة مساءً. إضافةً إلى وجود فروعٍ خاصةٍ بالسيدات مزودةٍ بفرقٍ من الموظفات المؤهلات من أجل تقديم الخدمات وفق ضوابط الشريعة الإسلامية.