تمتلك دولة الكويت تاريخًا مجيدًا حافلًا بالانتصارات، فقد كانت على الدوام محطًا لأنظار الطامعين العرب والأجانب على حدٍ سواء. وفي كل مرةٍ كانت تنهض فيها منتصرةً على المعتدي، نافضةً عن كتفيها أعباء الاستعمار، مثبتةً أن الإرادة تتحدى الحديد والنار. فها هو المستعمر البريطاني قد رحل، فلنحتفل إذًا بذكرى انتصار الإرادة، بذكرى الاستقلال، بذكرى هذا اليوم الذي أطلق عليه الكويتيون اليوم الوطني الكويتي.

تاريخ الكويت

تقع الكويت في منطقة الخليج العربي، ويحدها من الشمال دولة العراق، ومن الجنوب المملكة العربية السعودية. بينما تتقاسم العراق والمملكة حدودها الغربية، أما حدودها الشرقية فتطل على مياه الخليج العربي.  وقد تأسست مدينة الكويت في القرن السابع عشر الميلادي، وازدهرت بعد أن استوطنها آل الصباح. حيث عمل غالبية سكانها بتجارة اللؤلؤ والتجارة البحرية. وقد بلغ عدد سفنها قرابة الثمانمائة سفينةٍ في عهد مبارك الصباح. إلا أن وجه المدينة تغير بعد اكتشاف البترول في منتصف القرن العشرين، فهدمت أسوار المدنية واستوطن البدو الرحل. ثم تغير نمط البناء والحياة بشكلٍ عام. من جهةٍ أخرى فقد شهدت البلاد الكثير من الأحداث التاريخية مرورًا بالاحتلال العثماني الذي دام قرابة أربعمائة عامٍ، حتى حل محله الانتداب البريطاني، الذي استمر أربعين عامًا قبل حصول دولة الكويت على استقلالها.

اليوم الوطني الكويتي

حصلت الكويت على استقلالها من المملكة المتحدة في التاسع عشر من شهر حزيران عام 1961. وقد احتفل الكويتيون بعيد الاستقلال في هذا التاريخ لمدة ثلاث سنواتٍ متتاليةٍ. إلا أن الحرارة المرتفعة في الكويت في هذا الوقت من السنة كانت تحول دائمًا دون إقامة الحفلات الملائمة لهذه المناسبة الوطنية. لذلك تقرر دمج عيد الاستقلال بعيد جلوس الأمير عبد الله السالم الصباح على العرش. حيث بايعه أعضاء السلطة التشريعية والتنفيذية بالإجماع، على اعتبار أن الاستقلال حصل في عهده. وقد صدر مرسوم أميري بتاريخ الثامن عشر من شهر أيار عام 1964 يقضي بدمج العيدين بعيدٍ واحدٍ تحت مسمى اليوم الوطني الكويتي. وقد اعتبر الخامس والعشرون من شهر شباط من كل عامٍ عطلةً رسميةً يحتفل فيها الكويتيون تخليدًا لذكرى الاستقلال والحرية.

فعاليات الاحتفال بعيد استقلال الكويت

ترتدي الكويت في هذا العيد ثوبها المهرجاني استعدادًا للعرس الوطني الكبير الذي تشارك فيه كافة أطياف الشعب الكويتي. فعلى الصعيد الرسمي تبدأ المدارس بالتحضيرات لتنفيذ عروضٍ ومسابقاتٍ طلابيةٍ، في حين يشارك الجيش بكافة وحداته البرية والبحرية والجوية، إضافةً إلى قوات الداخلية والحرس الملكي في تقديم عروض مميزة تبعث للفخر والاعتزاز بالانتماء إلى الوطن. أما على الصعيد الشعبي فتبدأ الاستعدادات في المطاعم والفنادق والساحات العامة للسهرات الغنائية والفقرات الموسيقية الممتعة. كما تقدم بعض مراكز التسوق مسابقاتٍ وألعابًا للأطفال وأنشطةً ترفيهيةً وثقافيةً كمسابقات الطهي، وورشات العملٍ المتنوعةٍ، وبعض فقرات التراث الشعبي. من جهةٍ أخرى فإن الكويت في هذا اليوم تبدو من السماء كلؤلؤةٍ من لألي الأرض، تتلون فيها البلاد بالزينة، والأضواء المميزة، وعروض الألعاب النارية في مشهدٍ جميلٍ لا يخلو من المتعة والإثارة.

مظاهر الاحتفال بعيد الاستقلال الكويتي 2023

عمدت الحكومة الكويتية، في ظل الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية المتبعة للحد من انتشار فيروس كورونا، إلى العمل على التخفيف من الفعاليات ذات الطابع الشعبي التجمعي. وقد قامت بتوجيه الشعب عبر تصريحٍ أصدره وزير الإعلام الكويتي السيد عبد الرحمن المطيري إلى أن مظاهر الاحتفال باليوم الوطني الكويتي للعام 2023 ستتمثل بـ:

  • رفع العلم الكويتي في الأماكن المختلفة من البلاد.
  • تأليف الأغاني الوطنية والأهازيج الشعبية التي تعزز روح الانتماء للوطن، إضافةً إلى تأليف نشيد وطني تحت عنوان “بهجة الدار” يشارك في إدائه شبان وشابات الكويت.
  • المشاركة بتقديم عروضٍ عسكريةٍ بريةٍ وبحريةٍ وجويةٍ بالتعاون مع القوات العسكرية لدول مجلس التعاون الخليجي.
  • تصميم برامج إذاعيةً وتلفزيونيةً لأحياء المناسبة وغرس روح الولاء للوطن.