مشكلة الطلاق من أعقد المشاكل التي وجدت في مجتمعنا هذا. فأبغض الحلال عند الله الطلاق، لأنه قطع للرباط المقدس الذي وصل طرفين لتكوين عائلة صغيرة متحابة، شتتها الطلاق عند حدوثه. قد يظن البعض أنه حصل على حريته أثناء انفصاله عن زوجه، لكن في الواقع لم يحصل سوى على الكسر والألم. لأن الطلاق إن دل على شيء، فهو يدل على الفشل الذريع في الحياة. كما أن آثاره السلبية لا تؤثر فقط على الزوجين، بل المشكلة الحقيقية تكمن في حال وجود أطفال. هنا ستتفاقم المشكلة أضعاف مضاعفة بالأثر السلبي الذي سيخلفه الطلاق في هذه الحالة. ولأهمية هذا البحث وانتشاره بشكلٍ كبير في الآونة الأخيرة، سنعرض لكم من خلال مقالنا التالي عبر موقع كيف مشكلة الطلاق وأسبابها وحلولها.

شاهد أيضًا: أهمية الاهتمام في نجاح العلاقات العاطفية

ما هو الطلاق

ما هو الطلاق

ما هو الطلاق

وجد الطلاق منذ تكون البشرية على هذه الأرض، فمشكلة الطلاق ليست مشكلة جديدة، بل هي موجودة من أول نفسٍ بشري. تعبر عن انفصال الزوجين عن بعضهما البعض لوصولهما إلى طريقٍ مسدود لا يجمعهما أبدًا. ولا يستطيعان الاستمرار سويًا لتحول حياتهما إلى جحيم. وبرغم أن الطلاق أمر مشروع وحلال في الإسلام، إلا أنه وضع له الكثير من القواعد لحفظ المجتمع من التفكك والتسيب. وكما هو متعارف عليه أن قرار الطلاق يكون متعلق بالزوج حيث أنه هو من يستطيع البت بالموضوع، أو أن يكلف أحدًا من معارفه بإتمام هذا الموضوع في حال غيابه وعدم قدرته على الحضور في المحكمة. لكن في بعض الحالات تكون رغبة الطلاق نابعة من الزوجة حيث يدعى الطلاق في هذه الحالة خلعًا.

شاهد أيضًا:  متى يندم الزوج المعدد

ما هي أنواع الطلاق

عند حدوث الطلاق بناءً على رغبة الزوج أو الزوجة، يجب الانتباه لعدة أمور بهذا الخصوص، وأن تؤخذ أنواع الطلاق بعين الاعتبار، وهي:

  • أن يقول الزوج للزوجة كلمة “طالق” لمرة واحدة قد تكون خلال فترة حملها أو خلال الفترة التي لم يحدث بينهما جماع، وهذا ما يدعى بالطلاق السني، وهو طلاق واضح ومحلل من قبل الشريعة الإسلامية. ويستطيع الزوج إعادة زوجته إلى ذمته إن أراد ذلك.
  • في حال قيام الزوج بتطليق زوجته وكانت فتاة صغيرة لم تبلغ بعد، أو إمرأة كبيرة انتهت من فترة الحيض، يدعى الطلاق في هذه الحالة طلاق سنة، وهو محلل من قبل الشريعة.
  • إذا قام الزوج بتطليق زوجته قبل التأكد من أنها حامل، وكان لديه شك في ذلك، يعتبر الطلاق بدعي، وهو محرم من قبل الشريعة الإسلامية من ناحية الوقت.
  • أن يلفظ الزوج كلمة “طالق مرتين” أو “طالق بالثلاث” هنا يكون الطلاق مخالفًا للشريعة، لأنه لا يجوز أن ينطقها هكذا، بل أن يقول إما “طالق” مرة واحدة، أو “طالق طالق” مرتين يحق للزوج أن تعود له، أو “طالق طالق طالق” ثلاث مرات هنا لا يستطيع الزوج إعادة زوجته إلى ذمته حتى تتزوج رجلًا غيره، ثم يطلقها وتعود إلى زوجها.
  • في حال رفض الزوج الطلاق، وإصرار الزوجة عليه، تستطيع رفع دعوى في المحكمة ويطلقها منه القانون وهذا ما يسمى “الخلع”.
  • قول الزوج للزوجة أنتِ طالق إن فعلتي “أمرًا ما”، فإذا فعلت هذا الأمر يحدث الطلاق في الحال، ويدعى طلاق معلق على أمر.

شاهد أيضًا: نصائح للتغلب على الشعور بالعجز والعزلة الشخصية

ما هي أسباب الطلاق

يوجد الكثير من الأسباب التي تؤدي لانفصال الزوجين عن بعضهما، ومنها:

  • عدم كفاءة الزوج ونجاحه في تأمين متطلبات أهل بيته، وغياب شعوره بالمسؤولية تجاههم.
  • مساعدة الزوجة للزوج في العمل خارج المنزل لتأمين احتياجات المنزل، قد تكون سببًا في تخلي الزوج عن شعوره بالمسؤولية أيضًا، والتكاسل في قيامه بواجباته الضرورية.
  • السماح بتدخل الآخرين في المشاكل الزوجية، مما يزيد من تفاقم هذه المشاكل، ويجعل من حلها أمرًا مستحيلًا.
  • العنف الأسري من أهم الأسباب.
  • الاختلاف في الآراء، وتحيز كل طرف لرأيه وعدم التفاهم.
  • إهمال الإهتمام بالنفس بعد مدة من الزواج، مما يدفع أحد الطرفين إلى الخيانة وبالتالي حدوث الطلاق.
  • قلة تواصل الزوجين، وبعدهما عن بعضهما يؤدي إلى برود علاقتهما، وبالتالي فقدان الرغبة في التحدث سويًا، ثم فقدان رغبة رؤية أحدهما للآخر.
  • والسبب الأهم هو عدم اختيار الشخص لشريكه، ويكون قد أجبر عليه، لكن بعد الزواج لا يستطيع تحمل أحدهما للآخر مما يؤدي إلى انفصالهما.

شاهد أيضًا: كيف تتخلص من الإحساس بالضياع

آثار مشكلة الطلاق على الأسرة

آثار مشكلة الطلاق على الأسرة

آثار مشكلة الطلاق على الأسرة

لمشكلة الطلاق آثار سلبية جدًا على الزوجين أولًا، وعلى الأطفال ثانيًا، ومن أهمها:

  • إصابة الزوج بالضياع لعدم قدرته على التأقلم في الحياة دون زوجته، ونفس الأمر للزوجة أيضًا.
  • رغبة الزوج بالبقاء وحيدًا، لانعكاس ذلك على صحته الجسدية والنفسية.
  • حاجة الرجل للجلوس مع ابنائه واشتياقه لجو الأسرة في حال كانت حضانة الأطفال للأم.
  • فقدان الزوحة للأمان، ومعاناتها من ضغط تحمل النفقات لوحدها، خاصةً في حال وجود الأطفال معها.
  • الأثر النفسي السلبي الذي ستعاني منه المرأة من نظرة المجتمع لها كونها مطلقة.
  • العذاب الكبير للزوجة نتيجة فقد زوجها أو أولادها، في حال كانت حضانة الأطفال للأب.
  • ضياع الأطفال وعدم الشعور بحنية الأسرة.
  • مرافقة شعور الخوف للأطفال طيلة حياتهم، وعدم قدرتهم على الانخراط الصحيح في المجتمع.
  • إصابة الأطفال بالكثير من الأمراض والعقد النفسية.

آثار مشكلة الطلاق على المجتمع

تؤدي مشكلة الطلاق إلى دمار المجتمع بأكمله، ويعكس عليه الكثير من الآثار، وهي:

  • زلزلة كيان المجتمع نتيجةً للمشاعر السلبية التي ستحدث بين عائلتي الزوج والزوجة بعد الانفصال.
  • كثرة الجرائم من قبل الأطفال الذين نشأوا في جو أسري مشتت، لأنهم أكثر عرضة للإنحراف من الأطفال الذين يعيشون في حياة هادئة ومستقرة، ونتيجةً لتولد الغيرة لديهم.
  • لجوء أحد الطرفين (الزوج أو الزوجة) إلى السرقة أو الأساليب المنحرفة للقدرة على سد الاحتياجات المالية.

حلول مشكلة الطلاق

يجب الانتباه إلى الكثير من الأمور قبل وخلال فترة الزواج، لتجنب ظاهرة مشكلة الطلاق، ومن هذه الامور:

  • معرفة الشخص الذي تود الارتباط به قبل الزواج منه، وأن يكون لديكما القدرة على التفاهم والانسجام.
  • عدم تراكم المشكلات التي قد تحدث بين الزوجين، لأن هذه التراكمات ستكون سببًا من أسباب الكره المفاجئ، لذلك حل المشكلة في فترة حدوثها أفضل بكثير من تجاهله.
  • عدم إهمال أحد الطرفين للآخر، وإيجاد وقت لبعضهما للجلوس والتحدث، لأن الإنقطاع الطويل وغياب الحديث سبب من أسباب الطلاق أيضًا.
  • إعطاء الفرص في حال حدوث مشكلة، فهذه تعتبر أهم الأسباب للفهم الصحيح للطرف الآخر.
  • احترام الطرفين لبعضهما سبب رئيسي وهام جدًا لاستمرار العلاقة.
  • استمرار الحب بين الطرفين، واهتمام كلا الطرفين بالآخر.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا الذي عرضنا فيه ظاهرة إجتماعية سلبية وهي مشكلة الطلاق، ووضحنا أهم أسباب الطلاق وآثاره السلبية وحاولنا إيجاد بعض الحلول لهذه المشكلة.