عند كتابة بحث مختصر عن الكوكب الحار في المجموعة الشمسية يجب أن نكون متطلعين على معنى الكوكب الحار كما يشرحه علم الفلك. هذا العلم الذي اهتم به العلماء قديمًا لمعرفة المواسم وتنظيمها، حيث اعتبر الفيلسوف طاليس أن الأرض هي عبارة عن قرص يدور حول كرة نارية مركزية. ومن ثم جاء فيثاغورس ليثبت أن الأرض كروية الشكل. وبعد ذلك رسم الفيلسوف بطليموس خارطة كونية جمع فيها كافة الكواكب والنجوم المعروفة في ذلك الوقت. بينما أثبت نيوتن في القرن السابع عشر أن كافة الكواكب والأقمار والنجوم يجذبون بعضهم البعض. وبعد أن تم اختراع التلسكوب سهل على العلماء اكتشاف علم الفلك الواسع. ولتتعرف عزيزي القارئ على الكوكب الحار في المجموعة الشمسية وخصائصه وطريقة تشكله تابع معنا فقرات مقالنا التالية.
عناصر المقالة
بحث مختصر عن الكوكب الحار بحث عن الكوكب الحار في المجموعة الشمسية
يعرف الكوكب الحار بأنه كوكب ضخم وعملاق وغازي. كما هو الحال في كوكب المشتري الذي يعتبر الكوكب الحار في المجموعة الشمسية. وتم تسمية الكوكب الحار بهذا الاسم لأنه مداره قريب من النجم الذي يتبع له. ولأن درجة حرارة غلافه الجوي السطحي تكون مرتفعة بشكل كبير. كما أن الكوكب الحار يعتبر سريعًا مقارنةً بالكواكب الأخرى المعروفة. حيث تم اكتشاف أول الكواكب الحارة خارج المجموعة الشمسية عام 1995 وسمي واحد وخمسين الفرس الأعظم بي. وقد كان يدور حول نجم شبيه بالشمس. كما أن دوره المداري يبلغ 4 أيام فقط.
شاهد أيضًا: أسماء النجوم والكواكب في السماء وأشكالها ومعانيها من هنا.
مقدمة بحث عن الكوكب الحار في المجموعة الشمسية
يعتبر المشترى أشهر كوكب حار في المجموعة الشمسية حيث يبلغ دوره المداري أقل من 10 أيام. ويطلق على مجموعة الكواكب الشبيهة بالمشتري بالمشتريات الحارة، وهي زحل ونبتون وأورانوس. حيث تعتبر من أكثر الكواكب الخارجية القابلة للاكتشاف لأنها تسبب تذبذبات كبيرة نسبيًا في حركة نجمها الأم. كما أنها سريعة مقارنةً بباقي كواكب المجموعة الشمسية. بالإضافة إلى ذلك تسمى هذه الكواكب الأربعة الكبيرة بالكواكب الجوبيترية، وهي تقع في الأجزاء الخارجية من مجموعتنا الشمسية.
شاهد أيضًا: الخريطة الفلكية ASTROLOGY من هنا.
الخصائص العامة للكوكب الحار في المجموعة الشمسية
توجد اختلافات عديدة بين المشتريات الحارة، إلا أنها تشترك في خصائص كثيرة منها ما يلي:
- يمتلك الكوكب الحار في المجموعة الشمسية دور مداري قصير جدًا.
- كما تتراوح كتلة الكوكب الحار بين 60 إلى 8.11 من كتلة المشتري. أما إذا تجاوزت كتلة الكواكب عن الحد المسموح به أي 6.31 تقريبًا من كتلة المشتري. فإنها سوف تحرق الديوتيريوم وقد تتحول إلى بنية على هيئة أقزام.
- بالإضافة إلى ذلك تدور معظم الكواكب الحارة في مدارات شبه دائرية وتكون انحرافاتها المدارية صغيرة. وذلك بسبب الاضطرابات التي تحدثها النجوم القريبة بالإضافة إلى القوى المادية. حيث تبقى هذه الكواكب في مداراتها الدائرية لفترات طويلة من الوقت أو أنها ستصطدم بنجومها المضيفة.
- علاوة على ذلك قد تنخفض كثافة الكوكب الحار بشكل كبير وغير مسبوق، حيث تم قياس أقل كثافة حتى الآن للكوكب الحار الذي يدعى تي آر إي إس-4. والتي بلغت حوالي 222.0 غرام/ سنتيمتر مكعب. لذا لا يوجد تفسير علمي إلى الآن عن كيفية امتلاك الكوكب الحار هذا الحجم الضخم. حيث يسود اعتقاد بأن الأغلفة الخاصة المتوسعة من الممكن أن تؤدي في النهاية إلى الإشعاع النجمي الكبير.
شاهد أيضًا: بحث عن أدوات القياس بالمقدمة والخاتمة تعريف أداة القياس من هنا.
تشكل وتطور الكوكب الحار
يعمل العلماء على إيجاد طريقةٍ لتفسير آلية تشكل الكوكب الحار في المجموعة الشمسية وخارجها. وذلك على أساس نظرية القرص المضطرب، حيث أن تجمعات الغاز والغبار تشكلت وتجمعت مع بعضها في الفترة الأولى لتشكل النظام الشمسي. ومن ثم اندمجت تلك الكتل مع بعضها البعض مشكلةً كواكب ضخمة. كما يعتقد بأن الطريقة التي تشكل بها الكوكب الحار أسرع من طريقة التراكم المركزي التي تشكلت بها باقي الكواكب. وذلك خلال فترةٍ زمنيةٍ لا تتجاوز 1000 عام. مما أعطى المجال للكوكب الحار بتجميع غازات خفيفة تزول بشكل سريع والتي تصل كتلتها إلى النقطة التي تسمح لها بالبقاء في مدارها وبشكلٍ مستقر يمنعها من التحرك نحو نجمها الأم.
شاهد أيضًا: بحث عن اللغة العربية كامل جاهز للطباعة وأهمية اللغة العربية وفضلها من هنا.
تشكل وتطور الكوكب الحار في المجموعة الشمسية
عند البحث عن تشكل وتطور الكواكب الحارة في المجموعة الشمسية نجد وجهتي نظر وهما:
- تشكل الكوكب الحار في المجموعة الشمسية بعد انتهاء عملية الهجرة الداخلية بفترة محددة، بالإضافة إلى تشكلها في مكانها الأصلي على نفس المسافات الموجودة بها حاليًا.
- أما وجهة النظر السائدة حاليًا فهي انتهاء تشكل الكواكب الحارة في المجموعة الشمسية عن طريق الهجرة المدارية.
كما أوضح نموذج القرص المضطرب طريقة تشكل الكواكب الحارة والغازية مثل كوكب المشترى، وهي تشبه عملية التراكم المركزي والتي تستغرق وقتًا طويلًا. حيث تدوم سحابة المواد حول الشمس لمدة قصيرةٍ والتي يتم جمعها من بعض الكواكب التي تبخرت كليًا.
في حين أوضح كيفين والش الباحث في معهد الجنوب الغربي في بولدر، وكولورادو أن الكواكب العملاقة تتشكل بسرعة خلال فترة تقدر ببضع ملايين من السنين. وهذا يعني أن هنالك مجال زمنيًا محددًا للتشكل في حين أن القرص الغازي حول الشمس استمر لفترةٍ تتراوح بين 4 إلى 5 ملايين سنة. بينما الكواكب الصخرية تحتاج الكثير من الوقت لتشكيل أغلفتها الجوية الأكثر ثقلًا، ولجمعها المواد التي تصطدم بها.
من ناحية أخرى يمتلك الكوكب الحار في المجموعة الشمسية غلاف جوية خفيف جداً يختفي بسرعة. مثلا يتكون المشترى من الهيدروجين بنسبة كبيرة جدًا، كما يدخل الهليوم في تكوينه بنسبة 10 % من إجمالي حجمه. بالإضافة إلى ذلك يوجد بعض العناصر الأخرى في الغلاف الجوي الخاص به وبكمياتٍ قليلة.
كما نتج عن التصادمات المتكررة رفع درجة حرارة كوكب المشتري مثل بقية الكواكب الأخرى. والذي نتج عنه تحرك المواد الكثيفة نحو المركز وبالتالي تشكل اللب. والذي يعرف بدوره بأنه كرة منصهرة من سائل ساخن. في حين يعتقد البعض أن اللب قد يتكون من بعض الصخور الصلبة بكتل تزيد عن 14 أو 18 مرة من كتلة الأرض.
خاتمة بحث عن الكوكب الحار
ناقشنا في بحثنا عن الكواكب الحارة في المجموعة الشمسية خصائص هذا الكواكب ومكوناتها وطريقة تشكلها داخل المجموعة الشمسية عن طريق نموذج الكوكب الصلب. كما شرحنا تكوين الغلاف الجوي للكواكب الحار بشكل مبسط. علمًا أن الكواكب الحارة ليست موجود داخل المجموعة الشمسية فقط. بل تم اكتشاف الآلاف من الكواكب الحارة الخارجية التي تدور حول نجومٍ أخرى. والتي تمتلك بدورها غلافًا جويًا معقد. كما تحدث فيها عواصف عملاقة. فقد رصدت البقعة الحمراء الكبيرة على كوكب المشترى منذ ما يقارب 400 سنة. وفي الحقيقة يعتقد العلماء أن هذه الكواكب تحركت كثيرًا قبل أن تستقر في مدارها الحالي.
وفي ختام مقالنا عن الكوكب الحار في المجموعة الشمسية لا بد وأن نذكر أن الإغريق طوروا في مطلع القرن الأول قبل الميلاد النظرية الرياضية التي تعمل على تحديد مواقع الكواكب. ومن ثم ألف بطليموس كتاب المجسطي والذي اعتبر المرجع الرئيسي في العالم الغربي. ليتطور بعده العلم وتنشأ النظريات حول تشكل الكواكب حتى أصبحت موضوعًا للنقاش والبحث المستمر.