من المنتجات الهامة التي تتسابق البنوك لتقديمها هي منتج برنامج سداد المديونية. ولكن هل فكرنا سابقًا في دراسة وبحث عمل البنوك قبل أن نسعى إليها. مع العلم أنه بمجرد ذكر كلمة بنك يتبادر إلى ذهننا المال الوفير وأن بإمكاننا دائمًا طرق هذا الباب لتحقيق حلم لنا أو حتى رغبةً معينةً في الاستثمار. ولكن دعونا نتعرف أكثر على عمل البنك. فهو مؤسسة مالية تودع المال لديها وتقدم القروض إضافةً لكثير من العمليات المالية نيابةً عن أفراد أو مؤسسات أخرى. وكنتيجة لذلك تتلقى عائد مالي معين. مع العلم أن شكله الآن أتى نتيجةً لتطور كثير من الأشكال الأولية، فأول ظهور لها كان في إيطاليا. حيث كان كبار الأثرياء والتجار يودعون أموالهم عند الصيرفة مقابل عائد مالي معين، بقصد حماية أموالهم من السرقة، وهذه كانت البذرة التي نمت وأصبحت نظامًا ماليًا متكاملًا. مع العلم أننا في أغلب الأحيان نبحث عن البنوك عندما نريد تمويل مشروعٍ ما، ولكن مع زخم الحياة قد نتعثر في سداده، فتتراكم الأقساط وتتضاعف الفوائد. وخاصةً إذا كانت أكثر من جهة. ومن هنا تأتي أهمية برامج سداد المديونية المتوفرة في معظم البلدان بمسميات مختلفة.فما هو برنامج سداد المديونية؟

مفهوم برنامج سداد المديونية

هو أحد المنتجات التمويلية التي يقدمها البنك بغرض توحيد ديونك لدى دائن واحد. هذا وفقًا للضوابط الموضوعة من قبل البنك المركزي. فيحدث أن تجد نفسك تدفع أقساطًا متعددةً لأكثر من جهة لدرجة أنك من الممكن أن تتعثر في السداد وبدل أن تسد مديونيتك فإنك تزيد منها. ولكن استخدامك لهذه الخدمة يمكنك من اقتراض مبلغ من المال من البنك مقدم الخدمة. فتوفي الأقساط لكافة الجهات الدائنة وتبقى مدينًا لجهة واحدة فقط. مع العلم أنه صمم لتلبية حاجة العملاء عن طريق سداد مديونتهم لدى جهات مختلفة بهامش ربح تنافسي أي أن البنوك تتنافس فيما بينها من حيث هامش الربح الذي تأخذه مقابل الخدمة.
بالتأكيد هنالك كثير من الشروط الواجب استيفاءها للاستفادة من البرنامج، إضافة لشروط السداد الواجب دراستها لتجنب التعثر.

شروط برنامج سداد المديونية

تختلف شروط برنامج سدا المديونية من بنك لآخر ومن دولة لأخرى ولكن هنالك خطوط عريضة مشتركة بين كل البنوك تقريبًا:

  • أن يكون مقدم الطلب بعمر معين وهذا يختلف من دولة لأخرى ولكن الأغلب يطلب أن يكون قد أتم الثمانية عشر سنةً، وألا يتجاوز عمرًا معينا أيضًا.
  • أن يكون على رأس عمله وهنا تختلف أيضا البنوك فيما بينها، فبعضهم يطلب أن يكون مقدم الطلب عاملًا في إحدى المنشآت المعتمدة لدى البنك والبعض الآخر لا يشترط أن تكون معتمدة.
  • تحويل الراتب الشهري للبنك مقدم الخدمة.
    حد معين من صافي الدخل الشهري للعميل وهذا أيضًا يختلف حسب البنك وحسب الدولة.
  • ألا يكون القسط الشهري للخدمة أكبر من مجموع أقساط المديونية للجهات الأخرى.
  • أن يكون قد دفع نسبة مئوية من المديونية السابقة وهذه النسبة مختلفة حسب الضوابط المفروضة من البنك المركزي للبلاد.

آلية عمل برنامج سداد المديونية

تختلف طريقة عمل برنامج سداد المديونية من بنك لآخر فبعضها إسلامي وبعضها تقليدي، ويأتي الاختلاف في طريقة حصولك على المبلغ الذي سيدفعه البنك مقدم الخدمة للبنك الآخر أو الجهات الأخرى الدائنة. فبعضها يمول شراء أسهم مختارة من قبل العميل، ومن ثم يبيع البنك الأسهم للعميل بهامش ربح مضاف للسعر الأصلي، ومن ثم يبيعها العميل، ويضع المبلغ كحساب جارٍ لدى البنك مقدم خدمة سداد المديونية. وهكذا يسد البنك مقدم الخدمة الدين للجهات الأخرى. ولكن الأغلب يشترك بإجراءات السداد، حيث يحتسب الهامش الربحي حسب مبلغ التمويل، وبعدها يحتسب القسط الشهري الواجب دفعه.
ويتم احتساب الربح من خلال آلية الرصيد المتناقص، بحيث يوزع على الأقساط السنوية حسب قيمة التمويل وحسب الرصيد المتبقي من أصل المبلغ.

ميزات برنامج سداد المديونية

  • توحيد المديونية، بما في ذلك أية التزامات أو قروض أو ديون على البطاقة الائتمانية
  • تقليل تكلفة الديون فعندما تتراكم ديون البطاقة الائتمانية على سبيل المثال لا الحصر يزاد هامش الربح المطبق على المبالغ المستحقة. وتمويل سداد المديونية يقلل هذه التكلفة.
  • تحسين تقرير الحالة الائتمانية، فالقسط الشهري لسداد هذا التمويل يكون أقل من مجموع الأقساط الشهرية لجهات متعددة، وبالتالي تقلل فرص التعثر بالسداد، وهذا ما يزيد فرصك في نجاحك في أخذ تمويل آخر.
  • إمكانية السداد المبكر، وذلك تبعاً لضوابط البنك المركزي.
    والدفع على طول مدة قد تصل إلى 60 شهرًا.
  • لا يشترط وجود كفيل للحصول على القرض.
  • إمكانية تأجيل الأقساط وذلك تبعًا للشروط الموضوعة من قبل البنك.

أمور متصلة بسداد المديونية

هنالك بعص المصاريف التي يجب أخذها بعين الاعتبار في حالة الحصول أحد منتجات سداد المديونية، وهي:
الرسوم الإدارية والتي تقدر بواحدٍ بالمئة من قيمة التمويل.
كلفة السداد المبكر، والتي تمثل كلفة إعادة لاستثمار، بما لا يتجاوز كلفة الأجل للأشهر الثلاثة التالية للسداد.
والتعويض لجهة التمويل عما تدفعه لجهة ثالثة بسبب عقد التمويل.
كما يجب الانتباه إلى أن الفائدة المطبقة على هذا التمويل أعلى بقليل من الفائدة المطبقة على التمويل العادي.
قبل الحصول على الخدمة ولضمان سرعة الإجراءات، يفضل الـتأكد من إتمام الأوراق والمستندات المطلوبة، فهنالك على سبيل المثال اقرار وإفصاح العميل عن حجم مديونتيه مع إثبات الجهات الدائنة لذا الإقرار، إضافةً لأوراق ثبوتية ومستندات أخرى يمكن الرجوع إلى البنك للاستفسار عنها.

وأخيرًا ما يمكننا قوله إن الدين يمكن أن يحل مشكلةً ولكن بشكل مؤقت، لذلك قبل التفكير بأي تمويل لاستثمارنا أو تمويل لحل مشكلة السكن بشراء بيت أو مشكلة المواصلات بشراء سيارة، يجب وضع خطة واضحة ومدة زمنية للسداد وإلا سوف نقع بدوامة السداد والتعثر التي من الصعب الخروج منها، حيث تصبح مشكلةً حقيقيةً يصعب معها التقدم إلى الأمام.