كانت اللّغة العربيّة وما زالت رحمًا وُلِدَ منه خِيرة الشعراء. فتفرعت أشجارهم وأثمرت غصونهم. حتّى باتوا في أدبنا أسماءً تستحقُ الفخر والتقدير. وفي مقالنا اليوم سنتحدّث عن ثمرّةٍ من سلّتنا الأدبيّة التي تمثلّت بالشاعر سميح القاسم Samih al Qasim.

شاعرٌ وثائرٌ وجنديٌّ اتخذَ من قلمه سلاحًا حارب به الظلّم والاضطهاد. فأثارَ ضجةً عربيّةً وعالميّةً بكتاباته التي لامست قلبَ كلّ إنسانٍ. حتّى بات سميح القاسم Samih al-Qasim نجمًا براقًا يُلّوحُ في سماءِ البلاد العربيّة. فاستحقّ وبكلِّ فخرٍ أن تُخطّ السطور في المقالات لتخلّدَ ذكراه، وترفع اسمهُ في عُليانا. فإذا انتابك الفضول لتعرّف ما حملت سطورنا من خبايا عن سميح القاسم تابع معنا مقالنا التالي  “سميح القاسم Samih al-Qasim السيرة الذاتية”.

سميح القاسم Samih al Qasim السيرة الذاتية

ولدَ سميح القاسم في مدينة الزرقاء الأردنيّة في الحادي عشر من شهر أيار (مايو) لعام 1939م. وترعرّع في قريّة الرّامة الفلسطينية في كنفِ عائلةٍ درزيّةٍ. حيث كانت تتبع هذه القرية للاحتلال الإسرائيلي وكان معظم سكانها يحملون الجنسيّة الاسرائليّ؛ لذلك أُطلق عليهم عرب 46.

درسَ سميح القاسم في مدارس الرّامة والناصرة حتّى أصبح معلمًا فيها. ومع مرور الأيام انصرفَ لمزاولة النشاط السّياسي في الحزب الشيوعيّ. لكنّه لم يستمرَّ طويلًا فما لبثَ أن غادر الحزب وتفرّغ لعمله الأدبي. ليصبحَ أحدَ أهم الشعراء الفلسطينين حيث تميزّ عبر مسيرته الأدبيّة بغزارة إنتاجه الأدبي وتنوّعه. مثبتًا جدارته في عمله حتّى تسلّم منصب رئيس التّحرير الفخري لصحيفة كل العرب.

شاهد أيضًا: علي منصور كيالي Ali Mansour Kayali سيرته الذاتية

بدايات سميح القاسم Samih al Qasim

بدايات سميح القاسم

بدايات سميح القاسم

بدأ سميح القاسم نشاطه المهنيّ في سلك التّعليم الحكومي. حيث زاولَ مهنة التّدريس في المدارس الابتدائيّة في الجليل وكرمل. لكن ما لبث أنّ أصدر وزير المعارف الإسرائليّة أمرًا بطرده. ويعود ذلك لنشاطه الأدبي والسّياسي. ما دفعه إلى للتوجه إلى مهنٍ أُخرى، فكان منها:

      • عاملًا في منطقة حيفا الصناعيّة.
      • مساعد لحّام.
      • كذلك كهربائيّ.
      • إضافةً إلى عمله في محطة وقودٍ.
      • من ثمّ انتقل إلى دائرة تنظيم المدن في الناصرة فعملَ مفتشًا.

وفي عام 1958م أسسّ سميح القاسم منظمة الشباب الدروز الأحرار والتي كانت شبه سريّةً. فكان بذلك من أوائل الشبان المتمردين على قانون التّجنيد الإجباري الذي فرضه الكيان الصهيوني. وفي عام 1960م أُجبرً على الالتحاق بالجيش، حيث سُجن لأوّل مرةٍ بسبب رفضه حمل السّلاح. بعد ذلك تم تسليمه عدّة مهامٍ فكان منها تعليم الجنود، ثمّ دورة تمريضٍ في معسكر صرفند. كما استلّم غرفة الموتى في حيفا.

وفي هذه الأثناء بدأ سمير قاسم بتنظيم شعره، فصدرت مجموعته الأولى في عام 1964م معلنًا عن بدايته كشاعرٍ وثائرٍ في وجه الاحتلال.

الحياة الشخصية لسميح القاسم Samih al Qasim

تزوج سميح القاسم من السيدة نوال سلمان حسين. حيث تكلّل زواجهما بأربعةٍ أولادٍ هم: وطن محمد، ووضاح، وعمر، وياسين. أمّا عن ديانته فهو مسلمٌ درزيّ.

شاهد أيضًا: ممتاز البحرة Mumtaz Albahra السيرة الذاتية

إنجازات سميح القاسم Samih al Qasim

كان سميح القاسم شاعرٌ وطنيٌّ. إذ تناول في شعره الكفاح وجسدّ معاناة الفلسطينين. ما جعلَ من مسيرته الأدبيّة إنجازًا لم يسبق له مثيل حيث:

  • أصدر ستَ مجموعاتٍ شعريّةٍ حازت على شهرةٍ في كلّ أرجاء الوطن العربي وهو في عامّه الثلاثين فقط.
  • كما كتب عددًا من الروايات.
  • وقد برزَ من أعماله إنشاء مسرحٍ فلسطينيّ يحمل رسالةً فنيّةً وثقافيّةً عاليّةً فضلًا عن رسالةٍ سياسيّةٍ كانت ذات تأثيرٍ بالغٍ على تغيير الرّأي العام تجاه القضية الفلسطينيّة.
  • عَمِل محررًا في جريدتي الاتحاد والغد ثمّ ترأس تحرير جريدة “هذا العالم” في عام 1966م.
  • وقد عادَ للعملِ بعد حينٍ كمحررٍ أدبيٍّ في جريدة الاتحاد. ثمّ أصبح أمينًا عامًا للتحرير في جريدة “الجديد”، ثمّ رئيس تحريرها.
  • وفي عام 1937م أنشأ منشورات عربسك في حيفا مع الكاتب عصام خوري. وأدار فيما بعد المؤسسة الشعبيّة للفنون في حيفا.
  • بعد ذلك أصبح رئيس اتحاد الكتاب العرب والاتحاد العام للكتاب العرب الفلسطينين في فلسطين.
  • ترأس تحرير الفصيلة الثقافيّة التي أصدرها بالتعاون مع الكاتب الدكتور نبيه القاسم.
  • كتبَ سميح القاسم ما يقارب 60 كتابًا تدرّجت بين الشعر والقصةِ والنثر إضافةً إلى المقالة والتّرجمة. حيث جُمعت أعماله في سبعِ مجلداتٍ نُشرت في عدّة مدنٍ كالقدس والقاهرة وبيروت. وقد تُرجمت العديد من قصائده إلى لغاتٍ عدّةٍ فكان منها: الإنجليزية، الفرنسية، الألمانيّة، اليونانيّة، الإيطالية، الفارسية، الفيتانميّة، والتشيكية كذلك العبريّة.
  • وكان من أبرزِ أعمال سميح القاسم “ما بين الشعر”، و “أغاني الدروب”، وأيضًا “دخان البراكين”.
  • أمّا عن مسرحياته فكان أبرزها: قرقاش. كما كتبَ مجموعاتٍ قصصيّةٍ كان منها “إلى الجحيم أيها الليلك”، و “الصورة الأخيرة في الألبوم”. إضافةً إلى مجموعاتٍ نثريّةٍ أبرزها: “عن الموقف والفن”، و “ومن فمكَ أُدينك”. 
  • كما له كتابٌ توثيقيٌّ بعنوان “الكتاب الأسود، يوم الأرض”.
  • وفي ختام إنجازاته نشر بحثًا توثيقيّ بعنوان “مطالع من أنثولوجيا الشعر الفلسطيني في ألف عام”، و“الأعمال الناجزة” في سبع مجلداتٍ. إضافةً إلى “الراحلون”.

شاهد أيضًا: مي زيادة Mai Ziade السيرة الذاتية

جوائز سميح القاسم

جوائز سميح القاسم

جوائز سميح القاسم

حازَ سميح القاسم على عدّة جوائزٍ ودروعٍ، وشهادات تقديرٍ. كما نال عضويّة الشرف في عدّة مؤسساتٍ.

ومن أبرز جوائزه:

  • جائزة “غار الشعر” من إسبانيا.
  • كذلك قدّمت فرنسا له جائزتين عن مختاراته التي ترجمّها إلى اللّغة الفرنسية للشاعر والكاتب المغربيّ عبد اللّطيف اللّعبي.
  • كما نال جائزة البابطين”.
  • و حصلَ لمرتين متتاليتين على “وسام القدس للثقافة” من الرئيس الرّاحل ياسر عرفات.
  •  وأيضًا جائزة نجيب محفوظ من مصر.
  • جائزة “السّلام” من واحة السّلام.
  • كذلك جائزة “الشعر” الفلسطينية.

حقائق عن سميح القاسم Samih al Qasim

لم يكن سميح القاسم Samih al-Qasim شاعرًا عاديًّا فقد كان ثائرًا لم يشعر بالكللّ من محاربة الاحتلال بكتاباته. الأمر الذي تسببّ في سجنه لعدّة مراتٍ. كما وُضِعَ رهن الإقامة القسريّة المنزليّة. إضافةً إلى طرده من عمله حتّى وصل به الأمر إلى التّهديد بقتله. ولكن لا تهديدٌ ولا وعيدٌ استطاعَ أن يثنيه عن استكمال حربه الأدبيّة مع كيان الاحتلال. وقد تابع أيضًا نشاطه السّياسي فزارَ سوريا في عام 1997م تلتها زيارةُ أُخرى في عام 2000م. وكان على موعدٍ لزيارة لبنان في عام 2001م لكنّ السلطات الإسرائلية منعته من ذلك.

وفاة سميح القاسم Samih al Qasim

توفيّ الشاعر الفلسطيني سميح القاسم بعد إصابته بسرطان الكبد. حيث عاشَ صراعًا طويلًا معه استمرّ لمدّة 3 سنواتٍ. حتّى تدهورت حالته الصّحيّة في الأيام الأخيرة من المرض. فوَافته المنيّة في يوم الثلاثاء من تاريخ التّاسع عشر من شهر آب (أغسطس) لعام 2014م.

شاهد أيضًا: غسان الرحباني Ghassan Rahbani السيرة الذاتية

وصلنا إلى نهاية مقالنا “سميح القاسم Samih al Qasim السيرة الذاتية” الذي تحدّثنا فيه مفصّلًا عن سميح القاسم. حيث تضمّنا  السيرة الذاتية له مشيرين إلى أهمّ أعماله وإنجازاته حتّى تاريخ وفاته. كما تطرقنا إلى الحياة الشخصية له. وفي ختام سطورنا لا يَسعنا إلّا القول أنّ لكلّ مقامٍ مقالٍ. فشاعرٌ عظيمٌ مثل سميح القاسم يستحقُّ الفخر والثناء على ما قدّمَّ.