شركة فيسبوك تغير اسمها إلى ميتا، بعد أن دأب عملاق التواصل الاجتماعي هذا على تقديم خدماته لأكثر من ملياري مستخدمٍ حول العالم خلال ما يقارب عقدين من الزمن. حيث ضم تجمع فيسبوك، كعلامةٍ تجاريةٍ، شركة الفيسبوك والانستغرام والواتساب.
ويعتبر فيسبوك أكثر وسائل التواصل الاجتماعي شعبيةً، نظرًا لما يقدمه من خدماتٍ مميزةٍ لمستخدميه. إذ يمكن لرواد الموقع التواصل مع أصدقائهم في أي مكانٍ في العالم، كما يمكنهم مشاركة قصصهم وأخبارهم وأفكارهم عبر صفحاته. في حين يستخدم الواتساب لإرسال الرسائل النصية والصوتية، ومقاطع الفيديو، إضافةً إلى إمكانية إجراء مكالماتٍ صوتيةٍ ومكالمات فيديو بين الأصدقاء. بينما يختص الانستغرام في مشاركة الصور ومقاطع الفيديو.

ساهمت شركة فيسبوك في رسم معالم عالمٍ افتراضيٍ وجد فيه الكثيرون ملاذًا أكثر اهتمامًا بآرائهم، وأكثر مراعاةً لمشاعرهم. فما الذي يجعل شركة فيسبوك تغير اسمها إلى ميتا؟ ثم ماذا تحمل كلمة ميتا من معانٍ؟ ولماذا اختيرت هذه التسمية كبديلٍ لفيسبوك؟ يمكنك عزيزي القارئ الاطلاع على إجابات هذه الأسئلة. إضافةً إلى إلقاء نظرةٍ أكثر عمقًا حول الموضوع من خلال قراءتك لسطورنا التالية.

شركة فيسبوك تغير اسمها إلى ميتا

أعلن مارك زوكربيرغ المدير التنفيذي لشركة فيسبوك في رسالةٍ بثت عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن تغيير اسم شركته من “فيسبوك” لتصبح باسم “ميتا، Meta”، اعتبارًا من مساء يوم الخميس الموافق للثامن والعشرين من شهر تشرين الأول من هذا العام. حيث صرحت الشركة أثناء المؤتمر السنوي للمطورين أن تسميتها الجديدة ستمتد لتغطي جميع خدمات الشركة بما يتماشى مع رؤيتها لواقع التواصل الاجتماعي في المستقبل. إذ يبدو أن العالم يتجه إلى إنشاء عالمٍ افتراضيٍ متكاملٍ قائمٍ على تقنيةٍ ثلاثية الأبعاد، فيما يعرف باسم الميتافيرس.
في حين رأى آخرون في تغيير تسمية فيسبوك إلى ميتا بأنها محاولة للخروج من الأجواء السلبية التي أحاطت بالشركة خلال الأيام الأخيرة، مشيرين إلى أن هدفها تشتيت انتباه الناس عما أصبح يعرف بـ “ملفات فيسبوك السرية”. حيث تضم هذه الملفات مستنداتٍ مسربةٍ تثبت تجاهل الشركة لتقارير الأضرار التي أحدثها عملاق التواصل الاجتماعي في جميع أنحاء العالم.

من أين جاءت تسمية ميتا

تعمل شركة فيسبوك على توسيع خدماتها المستقبلية لتشمل تقنية الميتافيرس، والميتافيرس لغويًا تعني ما وراء الكون، وعادةً ما يستخدم هذا المصطلح للإشارة إلى إنترنت المستقبل المكون من فضاءٍ ثلاثي الأبعاد قابل للإدراك. أي يمكن القول إن كلمة ميتافيرس تشير إلى العوالم الرقمية الافتراضية البديلة للواقع المادي الملموس، والتي يمكن الوصول إليها باستخدام الشبكة العنكبوتية. ويبدو أن شركة فيسبوك قد استقرأت نجاحًا مبهرًا لهذه التقنية الحديثة، وهذا ما ظهر واضحًا في تصريح مديرها التنفيذي الذي توقع أن يصل عدد مستخدمي الميتافيرس إلى ما يزيد عن مليار مستخدمٍ خلال العقد القادم. الأمر الذي دفع فيسبوك إلى تغيير اسمها إلى “ميتا” والتي تعني “ما وراء” للإشارة إلى أن هناك دائمًا أشياءً إضافيةً لا بد أن نعمل عليها، وللإشارة أيضًا إلى أن خدمات الميتافيرس أصبحت جزءًا لا يتجزأ من خدمات الشركة.

ما هي الخدمات التي ستقدمها شركة ميتا

شكلت تسمية فيسبوك خلال العقود الماضية علامةً تجاريةً شاملةً اندرج ضمنها شركة فيسبوك، وواتساب، وانستغرام، غير أنه بعد تغيير التسمية إلى ميتا ستتراجع خدمة الفيسبوك لتصبح واحدةً من الشركات التابعة لها، علمًا أن هيكلية الشركة لن تتغير، باستثناء أن افتتاح التداول المالي تحت الاسم الجديد سيبدأ اعتبارًا من الأول من شهر كانون الثاني المقبل. كما أن العلامة التجارية لتجمع الشركات والخدمات سيعرف باسم ميتا، لذا فإن خدمات ميتا الجديدة ستتضمن:

  • خدمات شركة الفيسبوك.
  • خدمات شركة واتساب.
  • خدمات شركة انستغرام.
  • خدمات الميتافيرس التي ستعمل على مساعدة الناس في التواصل والتفاعل والعمل وخلق المنتجات وتنمية الأعمال التجارية فيما يكاد أن يكون نظامًا بيئيًا جديدًا.

تصريح مارك زوكربيرغ في مؤتمر المطورين

بدأ تصريح مارك زوكربيرغ خلال مؤتمر المطورين بالاعتراف بالأخطاء التي حصلت في فيسبوك قائلًا: “تعلمنا الكثير حول مشاكل التواصل الاجتماعي والعيش في عوالمٍ افتراضيةٍ، وقد آن الأوان لجني ثمار هذه الدروس في بناء المستقبل الجديد”.
كما أكد على احتفاظ كل الشركات التابعة لميتا بأسمائها قائلًا: “يسعدني أن أعلن لكم أن اسم شركتنا الجديد سيكون ميتا بدءًا من اليوم، لكن ستبقى رسالتنا هي جمع الناس، ولن تتغير تطبيقاتنا وعلاماتها التجارية”. أي أن ما يتغير هو فقط اسم العلامة التجارية التي ستمتد لتشمل خدماتٍ إضافيةٍ. فشركة فيسبوك ستحافظ على اسمها، إلا أنها لم تعد بعد الآن العلامة التجارية الشاملة.

ويبدو أن مارك زوكربيرغ يسعى قريبًا لإطلاق منصةٍ جديدةٍ عبر الإنترنت تستند إلى تقنية الميتا فيرس، وقد بث عبر فيسبوك أحدث ابتكاراته وأبحاثه المتعلقة بالواقع الافتراضي والواقع المعزز. كما عرض فيسبوك العديد من الفيديوهات التي تسلط الضوء على رؤية مارك للميتافيرس.

أزمة شركة فيسبوك

تزامنت أزمة التعطل التقنية التي عاشتها شركة فيسبوك منذ ما يقارب الشهر مع استقالة المهندسة فرانسيس هوغن الموظفة السابقة في فيسبوك احتجاجًا على ما أسمته “تفضيل شركة الفيسبوك الربح المادي على سلامة مستخدميها”. وكانت هوغن قد صورت قبل استقالتها عددًا كبيرًا من المستندات التي تدعم ادعاءاتها، ثم أرسلتها إلى صحيفة “وول ستريت جورنال” التي أجرت بدورها تحقيقًا لتكتشف أن شركة فيسبوك كانت على درايةٍ تامةٍ بتسبب بعض منتجاتها، كتطبيق الانستغرام، بمشاكلٍ نفسيةٍ عميقةٍ لبعض المراهقات، والتي كادت أن تنتهي بانتحارهن. إلا أن الشركة، على الرغم من ذلك، لم تتدخل لتعديله، إذ سيسبب ذلك انخفاضًا كبيرًا في أرباحها.
ألحقت هذه الوثائق الكثير من الضرر بشعبية شركة فيسبوك، كما عززت الدعوات في الولايات المتحدة الأمريكية إلى ممارسة الرقابة على هذا القطاع لضبطه.