يبحث الكثير من الشباب التونسي عن شروط الهجرة إلى ماليزيا من تونس في ظل الأوضاع الاقتصادية السيئة التي تشهدها البلاد. فقد نجحت تونس في تحقيق الانتقال السلمي للسلطة في أعقاب الثورة، لكنها لم تنجح في تحقيق الاستقرار الاقتصادي بعد ذلك. إذ يعاني الاقتصاد التونسي حاليًا نزيفًا واضحًا تشهد عليه أرقام التضخم المرتفعة، وحجم الدين العام الذي تجاوز مئةً بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي. إضافةً إلى ارتفاع نسبة البطالة حتى تجاوزت ثمانية عشر بالمئة. كما أن الوضع الأمني المقلق الناتج عن تزايد معدل العمليات الإرهابية التي تضرب البلاد، أدى إلى زيادة الوضع سوءًا. لذا كان من الطبيعي أن يفكر الكثير من الشباب التونسي بالهجرة خارج البلاد بحثًا عن حياةٍ أكثر أمنًا واستقرارًا.

وقد برزت ماليزيا في السنوات العشر الأخيرة كوجهةٍ مثاليةٍ للهجرة بعد نجاح تجربتها الاقتصادية المميزة. وهي تحتل اليوم المرتبة الثالثة كأغنى دولةٍ في جنوب شرق آسيا. حيث ازدهرت فيها الصناعات الثقيلة والتي أصبحت تشكل المحرك الرئيسي لنمو البلاد. كما تعتبر ماليزيا من أكبر الدول المصنعة لأقراص الكمبيوتر الصلبة. ناهيك عن استثماراتها العالمية والتي وصلت إلى إفريقيا كثالث أكبر المستثمرين الأجانب فيها بعد الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا. فإذا كنت عزيزي القارئ من التونسيين الذين يفكرون بالهجرة إلى ماليزيا، فستجد في مقالنا التالي طرق الهجرة إلى ماليزيا من تونس، إضافةً إلى شروط هذه الهجرة.

شروط الهجرة إلى ماليزيا من تونس

حدد القانون الماليزي شروط الهجرة والإقامة في ماليزيا. وقد اختلفت هذه الشروط باختلاف البلد الأم، وباختلاف الهدف من الهجرة. حيث يستطيع مواطنو الصين وسريلانكا ونيبال وميانمار وبنغلادش والباكستان وبوتان وصربيا والجبل الأسود فقط التقديم عبر الإنترنت للحصول على التأشيرة الماليزية. في حين لا يمكن لمواطني باقي الدول الحصول على التأشيرة إلا بزيارة السفارة الماليزية في البلاد مصطحبين معهم الأوراق اللازمة.
وفي ظل تعدد الأسباب التي تدفع التونسيين للهجرة إلى ماليزيا، واختلاف شروط هذه الهجرة باختلاف السبب، نقدم لك عزيزي القارئ شروط الهجرة إلى ماليزيا من أجل الدراسة، ثم شروط الهجرة إلى ماليزيا من أجل العمل. علمًا أن بعض التونسيين قد يختارون طريق اللجوء إلى ماليزيا للحصول على الإقامة فيها.

شروط هجرة التونسيين إلى ماليزيا من أجل الدراسة

تتنوع فروع الدراسة والتخصصات في الجامعات الماليزية، كما تتميز مناهجها بالتطور والجودة العالية، مما جعلها وجهةً للكثير من التونسيين الراغبين بمتابعة تحصيلهم العلمي. ولكن لا بد لهم في البداية من الحصول على فيزا الدراسة في ماليزيا والتي تتطلب منهم استيفاء الشروط التالية:

  • وجود وثيقة القبول من المعهد أو الجامعة أو إحدى مؤسسات التعليم العالي في ماليزيا.
  • الحصول على شهادة الدعم من وزارة التعليم وتطوير المهارات في ماليزيا.
  • وجود وثيقةٍ تثبت إتقان اللغة الإنكليزية.
  • شهادة التعليم الثانوي التونسية، عند الرغبة بالحصول على شهادة البكالوريوس من الجامعات الماليزية.
  • مصدقة شهادة البكالوريوس الصادرة عن إحدى الجامعات التونسية، عند الرغبة بالحصول على درجة الماجستير أو الدكتوراه من الجامعات الماليزية.

تصل صلاحية تأشيرة الدراسة في ماليزيا لمدة عامين قابلةٍ للتجديد حتى نهاية فترة الدراسة، ولكن للأسف لا تمكن هذه التأشيرة حاملها من العمل في ماليزيا، إنما عليه الحصول على تصريح العمل من إدارة الهجرة الماليزية، بحيث يتمكن من العمل بدوامٍ جزئيٍ يصل إلى عشرين ساعةٍ أسبوعيًا.

شروط هجرة التونسيين إلى ماليزيا من أجل العمل

يمكن للمواطنين التونسيين الراغبين بالهجرة إلى ماليزيا الحصول على تأشيرة العمل والإقامة هناك في حال استيفائهم للشروط التالية:

  • وجود عقد عملٍ مقدمٍ من صاحب شركةٍ أو مؤسسةٍ ماليزيةٍ. بحيث يعمل على استخراج فيزا عقد عملٍ للمهاجر التونسي من إدارة الهجرة والجوازات الماليزية.
  • شهادة الخبرة المهنية في مجال العمل الذي يسافر من أجله.
  • يجب ألا يقل عمر المهاجر عن سبعةٍ وعشرين عامًا.

وفي حال إتقان المهاجر التونسي للغة الإنكليزية، ووجود مسكنٍ ملائمٍ له في ماليزيا، فإن ذلك يزيد من فرص حصوله على تأشيرة الإقامة في ماليزيا لمدة ستة أشهرٍ بشكلٍ مباشرٍ فور وصوله إلى المطار في ماليزيا.

لجوء التونسيين إلى ماليزيا

يعمد بعض التونسيين إلى اتباع أسلوب اللجوء للحصول على الإقامة في ماليزيا، إذ شكلت ماليزيا خلال السنوات الأخيرة وجهةً بارزةً للاجئين. فقد سجل فيها عام 2018 حوالي مئةٍ وخمسين ألف لاجئٍ لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، إضافةً إلى خمسة ملايين عاملٍ مهاجرٍ واثني عشر ألف لاجئٍ غير شرعيٍ. وعلى الرغم من هذا العدد الكبير للاجئين، فإن ماليزيا لا تملك قانونًا محددًا لتنظيم شؤون اللاجئين، بل إنها حتى لا تفرق بين العمال المسجلين واللاجئين. وقد أشارت الإحصائيات إلى أن ما يزيد عن تسعين في المئة من التونسيين المتقدمين بطلباتٍ للحصول على اللجوء في ماليزيا لديهم فرصة للقيام بذلك بطرقٍ بديلةٍ، إلا أنهم غير مدركين لذلك.

دخول التونسيين إلى ماليزيا

يمكن للعرب التونسيين، كالعديد من الجنسيات الأخرى، الدخول إلى ماليزيا بدون طلب فيزا مسبقٍ، حيث يعطى التونسي فيزا الدخول في المطار، أو في المعبر الحدودي من خلال ختم جواز سفره بمدة الإقامة المسموحة له في ماليزيا. وتتراوح مدة الإقامة الممنوحة بين شهرٍ وثلاثة أشهرٍ بحسب الجنسية، وتصل هذه المدة إلى ثلاثة أشهرٍ من أجل المهاجرين التونسيين، وذلك شريطة وجود الثبوتيات التالية بحوزتهم:

  • جواز سفرٍ تونسيٍ صالحٍ لمدةٍ لا تقل عن ستة أشهرٍ.
  • حجز طائرةٍ أو أية وسيلة نقلٍ أخرى للعودة إلى البلد الأم.
  • مبلغ كافٍ للإقامة في ماليزيا خلال المدة الممنوحة.
  • تعبئة كرت الدخول والمغادرة من قبل دائرة الهجرة ووزارة السياحة الماليزية.

يبرز المهاجر التونسي جواز السفر والتذكرة وكرت الدخول عند بوابة الجوازات، حيث يختم الموظف جواز السفر بمدة الإقامة المسموح بها في ماليزيا. ويمكن اعتبار هذه الفيزا فيزا سياحيةً، أو فيزا زيارةٍ، ولا يسمح لها بتجاوز المدة المقررة للإقامة