ما زالت مسألة الاهتمام بتركيز الطفل تشغل بال الأهل. لذلك تراهم في حالة بحثٍ دائمٍ عن طرق زيادة التركيز عند الاطفال. فقد أكدت بعض الدراسات أن الطفل يحتاج إلى مزيدٍ من التركيز والانتباه في جميع الأمور وكلما تقدم به العمر. مما يستدعي زيادة الاهتمام به في هذا الأمر، كي يبقى في تطورٍ دائمٍ ومستمر دون المعاناة من أي مشاكل. ولكن من الضروري العلم بأن درجة التركيز تتفاوت من طفلٍ لآخر. فبعضهم من يولد بدرجة تركيزٍ عالية تُلاحظ عليه منذ البداية. أما البعض الآخر فيحتاج إلى التدريب كي يعتاد على التركيز في أي أمر يقوم به.

في الواقع لا تقتصر فائدة زيادة التركيز لدى الطفل على الأعمال التي ينجزها فقط كالدراسة مثلًا، بل تتعدى ذلك إلى النتائج الإيجابية الظاهرة على شخصيته. ومن أبرز الأمثلة على تلك النتائج زيادة الثقة بالنفس واحترام الذات، إضافةً إلى قوة الشخصية وغيرها الكثير. ومن هذا المنطلق تأتي فكرة الاهتمام بتعلم طرق زيادة التركيز عند الأطفال التي ستكون بداية مقالنا هذا، فتابع معنا.

كيفية زيادة التركيز عند الاطفال

تتعدد الطرق المتبعة من أجل زيادة التركيز لدى الأطفال، التي يجب على الأبوين معرفتها والحرص على تطبيقها بشكلٍ مستمرٍ وصحيح. وهي:

  • حصول الطفل على ساعاتٍ كافيةٍ من النوم: تزداد قدرة التركيز لدى معظم الأطفال  بعد النوم لمدة 8 وحتى 9 ساعات متواصلة. لذلك يجب تعويد الطفل على النوم بوقتٍ محددٍ ومبكر للحصول على الفائدة المرجوة منه.
  • الابتعاد عن كل ما يشغل الطفل: يجب الحفاظ على البيئة المحيطة بالطفل سليمةً من كل ما يشتت انتباهه سواءً عن الدراسة أو القيام بأي عملٍ آخر. ويعتبر استخدام وسائل التكنولوجيا كالموبايل مثلًا من أكثر الأشياء التي  تلهي للطفل وتشتت تركيزه.
  • تعويد الطفل على ممارسة التمارين الرياضية: أكد غالبية الخبراء على وجود رابط بين الرياضة والقدرة على زيادة التركيز. فتُساعد التمارين الرياضية الدماغ في الحفاظ على كمية الأوكسجين التي تبقيه في حال نشاطٍ وتركيزٍ كامل.
  • تجزئة مهام الطفل الكبيرة إلى مهام صغيرة: عادةً ما يتطلب إنجاز المهام الكبيرة تركيزًا أكبر من قبل الطفل، مما قد يؤثر على أدائه. لذلك تقسم تلك المهام إلى مهامٍ متعددةٍ وصغيرة تعمل على تخفيف نسبة التركيز من الطفل. كما يمكن تطبيق هذه الطريقة على الواجبات المنزلية أو عند تعليم الطفل لأمور جديدة.
  • حل الواجبات المنزلية للطفل في موعد محدد من كل يوم: إن تكرار النشاط للطفل كل يوم بالوقت ذاته يؤدي إلى جعله أمرًا اعتياديًا له. وبعد فترة زمنية سيحتاج الطفل إلى نسبة تركيز أقل من السابق عند قيامه بأي عملٍ في ذلك الوقت.

أسباب عدم التركيز عند الاطفال

إن معظم الأطفال الذين لا يستطيعون التركيز يكون لديهم نوع من أنواع صعوبات التعلم أو لأسباب أخرى، منها :

  • تناول الأطعمة تحتوي على نسب مرتفعة من الدهون أو السكر، مما يؤدي إلى سوء التغذية الذي يحد من زيادة التركيز.
  • ظهور المشاكل الأسرية في المنزل بين الأبوين التي تسبب كثرة الصدمات الكلامية وتؤدي للانفصال.
  • إصابة الطفل بأحد الأمراض العضوية كنقص الحديد أو مشاكل في الغدة الدرقية، التي تتطلب تناول الأدوية.
  • عدم فهم الطفل لبعض المواد، حيث إن عدم فهم الطفل للمادة يجعله يهملها كليًا ولا يستطيع التركيز خلال الشرح.

أعراض عدم التركيز عند الاطفال

يوجد عدة أعراض تظهر على الطفل وتدل على عدم تركيزه، وهي:

  • عدم قدرة الطفل على الجلوس في مكان واحد لوقتٍ طويل.
  • الصعوبة في فهم الأمور واتباع الإرشادات.
  • أداء الواجبات الدراسية أو المنزلية بصعوبةٍ كبيرة.
  • ضعف مقدرة الطفل على الكتابة بالنسبة للأطفال الذين بعمره.
  • وجود مشاكل نفسية وسلوكية للطفل كالمزاجية أو العدوانية ضد الآخرين.

العوامل المؤثرة على تركيز الطفل

تختلف قدرة كل طفل على التركيز اعتمادًا على عوامل مختلفة، وهي:

  • العوامل البيئية: يرتبط مستوى تركيز الطفل في أي أمر بالمؤثرات البيئية المحيطة به، وبعضها يكون مشتتًا للانتباه كالإزعاجات الخارجية.
  • العوامل الشخصية: تختلف نسبة تركيز الطفل على المهمة وفقًا لحالته الشخصية والنفسية ومقدار اندفاعه، حيث يكون الطفل بحالة تركيز أعلى عندما يكون نشيطًا وسليمًا بشكلٍ تامٍ وغير متعب.
  • ما هو مرتبطٌ بمهام الطفل: حيث تختلف استجابة الطفل باختلاف حجم المهمة، فكلما كانت المهمة طويلة ومعقدة كانت استجابة الطفل أقل بكثير.

الأطعمة التي تساعد على زيادة تركيز الاطفال

يلعب الغذاء دورًا هامًا في زيادة مستوى التركيز لدى الطفل، فيجب تقديم الأطعمة التي تساعد في تحفيز وتنشيط الدماغ، إليك أهمها:

  • الأسماك والأطعمة البحرية: تحتوي الأسماك البحرية على نسبة عالية من أحماض أوميجا 3، التي تعتبر عنصرًا ضروريًا جدًا لعمل الدماغ وزيادة التركيز، وأيضًا تقوية الذاكرة. لذلك من الأفضل إدخال الأسماك في وجبة الأطفال مرتين أسبوعيًا على الأقل.
  • البيض: يعتبر من الأطعمة الغنية بأحماض أوميجا 3 المغذية للعقل، ويمكن إعطاؤه للطفل بعدة أشكال مقليًا أو مسلوقًا أو إدخاله مع بعض الأطعمة الأخرى. ولكن يحقق البيض المسلوق للأطفال فائدة أعلى، مما يستدعي تناوله يوميًا.
  • البروكلي: يعد هذا التوع من الخضار غنيًا بفيتامين ج وفيتامين ك ومادة أخرى تسمى الكولين. مما يساعد في تحسين أداء الدماغ  وتقوية الذاكرة وزيادة التركيز. ويعتبر البروكلي وجبة طعام خفيفة لذلك من الممكن تكرارها لأكثر من مرتين أسبوعيًا.
  • الشوكولاتة الداكنة: من أكثر المواد المحببة للأطفال والغنية بمضادات الأكسدة والعديد من المعادن الهامة لعمل الدماغ كالبوتاسيوم والمغنيزيوم. لذلك من الأفضل تناول قطعة من الشوكولاتة الداكنة يوميًا مع كأس صغير من الكاكاو.
  • الموز: يعتبر من أهم المصادر الغنية بالبوتاسيوم الذي يحتاجه الدماغ والأعصاب والقلب، لذلك من الأفضل تناوله يوميًا.

في النهاية إن الدور الرئيسي والأساسي يقع على عاتق الأبوين في الاهتمام بالأمور التي تزيد من تركيز الطفل. مما يتطلب إدخال بعض النشاطات التي تساعد بتحسين تركيزه كالشطرنج مثلًا. فيبقى الطفل أولًا وأخيرًا مسؤولية والديه في كل ما يتعلق به من أمورٍ في الحياة منذ الصغر وحتى يصبح كبيرًا وقادرًا على الاعتماد على نفسه مستقبلًا.