علي شريعتي، عالم وفيلسوف إيراني إسلامي. وهو الذي أخرج الناس من الظلمات إلى النور، وفتح لهم الطريق من خلال إعطائهم أفكاره الساحرة التي تدخل العقل دون استئذان، مما أشعل في قلوبهم حب التعلم الصحيح الذي قادهم إليه. حيث تابع مسيرته برغم جميع الظروف الصعبة التي أحاطت به واستطاع إيصال رسالته إلى العالم كله. غادرنا جسده إلا أن أفكاره ما زالت حية ورافقتنا حتى اليوم، هذا ما سنعرضه لكم في مقالنا التالي عبر موقع كيف، من هو علي شريعتي مرورًا بأهم الأعمال والإنجازات التي قام بها انتهاء بوفاته.
شاهد أيضًا: من هو حنا مينا Hanna Mina سيرته الذاتية
عناصر المقالة
من هو علي شريعتي Ali Shariati
علي شريعتي Ali Shariati عالم ثوري دمج بين الاشتراكية والإسلام في معنى واحد. وهو مفكر شيعي ذات تأثير كبير، وفيلسوف إيراني، ومناضل إسلامي منظم. توسع في دراسته وأبحاثه ليشمل جميع علوم الأديان، وبحث في الكثير من علوم الاجتماع، وشملت دراساته أيضًا تاريخ الإسلام، الأمر الذي جعله يحرك الثورة بشكلٍ قوي. كما كان كاتبًا مبدعًا ولكتاباته تأثير عظيم على شعبه وعلى جميع من قرأ مؤلفاته.
شاهد أيضًا: من هو طه حسين Taha Hussein سيرته الذاتية
سيرة علي شريعتي Ali Shariati الذاتية
ولد علي شريعتي Ali Shariati في 23 / تشرين الثاني / 1933 في إيران في مدينة تدعى كاهاك قرب مدينة سبزوار. أما اسمه الحقيقي فهو علي محمد تقي شريعتي مزيناتي، حيث كان والده عالم إسلامي مهم وهو محمد تقي شريعتي مزيناتي وأمه زهرة أميني. كان وحيدًا ليس له إخوة أو أخوات. أنهى دراسته الإبتدائية والإعدادية والثانوية. ودرس معهد إعداد المعلمين وتخرج عام 1969. التحق بجامعة مشهد أيضًا ودرس اللغة العربية وحصل على شهادة تخرج، كما درس اللغة الفرنسية وحصل على شهادةٍ أيضًا. حصل على منحةٍ دراسيةٍ في فرنسا وتابع دراسات عليا في جامعة السوربون ليحصل على شهادة الدكتوراه في مجال علم الإجتماع عام 1964. تعلم شريعتي علوم الدين على يد عمه لكن الداعم الأساسي والمعلم الأكثر تأثيرًا له كان والده، حيث كان واسع العلم لدرجة أنه عمل جاهدًا في تفسير القرآن، وكان مؤسس مركز نشر الحقائق الإسلامية.
بدايات علي شريعتي Ali Shariati
عمل علي شريعتي Ali Shariati في البداية كمدرس في مدرسة ثانوية في كاهاك عام 1952. اكتشف من خلال هذا العمل أنه قادر على تبني الطلاب لمساعدتهم في تطوير أنفسهم، فأسس جمعية الطلاب الإسلاميين التي استطاع من خلالها تنظيم مظاهرات طلابية مختلفة المطالب، الأمر الذي أدى إلى اعتقاله عدة مرات. ثم في عام 1979 قام بإلقاء محاضرات محرضة للشعب الإيراني على القيام بالثورة في طهران نتيجةً لتطويره مفهومًا جديدًا في التاريخ الإسلامي وعلم الاجتماع.
شاهد أيضًا: جون ناش John Nash سيرته الذاتية
حياة علي شريعتي Ali Shariati الشخصية
التقى علي شريعتي بالسيدة بوران شريعتي رضوي في جمعيته الأدبية التي أسسها حيث كانت من روادها. أعجب بأفكارها المشابهة لأفكاره وتبادلا المعلومات يومًا بعد يوم إلى أن أصبح الحديث يطول بينهما وتتطابق أفكارهما أكثر فأكثر. تزوج علي من السيدة بوران عام 1958 ورزق منها بأربعة أطفال يحملون أراء وأفكار وعلم والديهما، هم:
- إحسان شريعتي (فيلسوف).
- سوسن شريعتي (صحفية).
- سارة شريعتي (عالمة إجتماع).
- منى شريعتي.
شاهد أيضًا: آسر ياسين Asser Yassin وسيرته الذاتية
أهم إنجازات علي شريعتي Ali Shariati
- انضم إلى حزب عباد الله الاشتراكيين مع والده والذي كان هدفه المصالحة بين المذهب الشيعي والاشتراكية الأوروبية.
- كتب الكثير من المؤلفات في سنٍ مبكرة.
- ألقى المحاضرات في مركز نشر الحقائق الإسلامية، والتي نالت إعجاب واهتمام جميع الشباب ذات الروح الثورية.
- عمل في مجال الترجمة، حيث ترجم كتاب أبي ذر الغفاري من اللغة المصرية إلى اللغة الفارسية، وترجم كتاب الدعاء من اللغة الفرنسية إلى اللغة الفارسية.
- أسس جمعية أدبية خاصة به ليقوم بإلقاء المحاضرات ونشر المقالات ولتصبح مكانًا يأتي إليه الناس عندما يريدون منه شيئًا أو لينضموا إلى جمعيته.
- ارتاد المدارس الفلسفية والإجتماعية، واطلع على كتب لكبار الأعلام وحاول الوصول إليهم واستطاع مثل: ماسينيون وسارتر.
- شارك بالثورة الجزائرية من خلال تعاونه مع جبهة التحرير الوطنية الجزائرية.
- شارك في تأسيس حسينية الإرشاد وهي مركز للتعليم الديني.
أهم أعمال علي شريعتي Ali Shariati
لم يكتفِ علي شريعتي Ali Shariati بإلقاء المحاضرات لأبناء بلده بل قرر أن يوسع نطاقه إلى أبعد مدى ممكن، فلجأ إلى الكتابة التي وضع أفكاره فيها وقام بنشرها في الكثير من دور النشر، وترجم البعض منها إلى العديد من اللغات ليستفيد من آراءه أكبر عدد ممكن، ومن الكتب التي ألفها:
- طريق معرفة الإسلام.
- منهج التعرف على الإسلام.
- الحسين وارث آدم.
- النباهة والإستحمار.
- دين ضد دين.
- الفريضة الخامسة.
- الأمة والإمامة.
- الصحراء.
- الدعاء.
وفاة علي شريعتي Ali Shariati
منع علي شريعتي Ali Shariati من مغادرة إيران لفترة محدودة من الزمن بسبب الثورات التي قادها، والمحاضرات التي ألقاها. ثم سمح له بمغادرة إيران في عام 1977. سافر إلى لندن في نفس السنة وبعد وصوله بثلاثة أسابيع وجد مقتولًا في شقته، فتم نقله إلى مستشفى ساوثهامبتون وإجراء التحاليل لمعرفة سبب الوفاة، حيث تبين أن السبب هو نوبة قلبية قاتلة، لكن وفاته زادت من غضب الشعب الإيراني لعدم التصديق أن السبب هو نوبة قلبية، وأن قتله كان مدبرًا من قبل المخابرات الإيرانية لأنه توفي قبل عامين من الثورة الإيرانية عن عمر 43 عامًا. نقل جثمانه إلى مدينة دمشق، ودفن في مقام السيدة زينب.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا الذي عرضنا فيه حياة علي شريعتي الكاملة والتي علمتنا أن الهزيمة لا تعني الفشل، بل الفشل الحقيقي هو الاستسلام وعدم المحاولة من جديد، فالنجاح أمر لا بد منه ما زال في أجسادنا قلب ينبض، فهو ينبض بالأمل والنجاح.