سطر القرار التاريخي بتوحيد القوات المسلحة الإماراتية تحت رايةٍ واحدةٍ خمسًا وأربعين سنةً من المجد والبطولة، تحققت فيها الآمال ببناء واحدةٍ من أكثر القوى العسكرية تطورًا واحترافيةً في المنطقة. وقد كان الجيش الإماراتي الموحد على الدوام مبعث فخرٍ واعتزازٍ لكل الإماراتيين مؤديًا رسالته في إعلاء راية الوطن والذود عن حياضه. لذلك يحتفل الإماراتيون سنويًا بذكرى توحيد القوات المسلحة، أو ما يعرف بعيد الجيش الإماراتي، مجددين العهد بالولاء للوطن وقائده.

عيد توحيد القوات المسلحة الإماراتية

أعلنت الإمارات العربية المتحدة استقلالها عن بريطانيا عام 1971. ثم تسلمت قيادة قواتها العسكرية المعروفة حينها بقوات كشافة ساحل عمان، بعد أن كانت تابعيتها للقيادة البريطانية. وقد تشكلت قوات كشافة ساحل عمان من مجموعةٍ من قوات الدفاع المحلية، والحرس الوطني لكلٍ من إمارة أبو ظبي، ودبي، ورأس الخيمة، والشارقة، وأم القيوين، والفجيرة، وعجمان. غير أن هذه القوات شكلت فيما بعد نواة الجيش الإماراتي الموحد.
بعد مضي خمسٍ سنواتٍ على توحيد الإمارات العربية، وفي السادس من شهر أيار عام 1976 أعلن توحيد كافة القوات البرية والبحرية والجوية للإمارات السبع تحت قيادةٍ واحدةٍ وعلمٍ واحدٍ أطلق عليها تسمية القوات المسلحة الإماراتية. ثم أصبح السادس من شهر أيار من كل عامٍ مناسبةً رسميةً تحتفل فيها البلاد بعيد الجيش الإماراتي.

المهام التي يؤديها الجيش الإماراتي

يقع مقر قيادة الجيش في العاصمة الإماراتية أبو ظبي. وينفذ أوامره بتوجيهاتٍ من رئيس البلاد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان. من جهةٍ أخرى يحتل الجيش الإماراتي المرتبة الرابعة عربيًا، والمرتبة الخامسة والأربعين عالميًا من حيث القوة العسكرية، في حين تتجاوز ميزانيته خمسة عشر مليار دولارٍ أمريكيٍ. ويؤدي الجيش الإماراتي المهام المنوطة به وتتمثل بـ:

  • حماية حدود الإمارات العربية المتحدة، وحماية أجوائها ومياهها الإقليمية ضد أي اعتداءٍ محتملٍ.
  • الدفاع عن الخليج العربي بموجب اتفاقية الدفاع المشترك لمجلس التعاون الخليجي، وقوات درع الجزيرة.
  • مكافحة الإرهاب.
  • تقديم المساعدة لقوات الأمن الداخلي للحفاظ على الأمن والاستقرار الداخليين.
  • المساهمة في حالات الكوارث كتقديم المساعدات الإنسانية، والمساهمة في عمليات إخلاء السكان من المناطق المتضررة.

تسليح الجيش الإماراتي

استخلصت الإمارات العربية المتحدة دروسًا من تجارب الدول المجاورة، وتفادت شراء السلاح من مصدرٍ واحدٍ. وهي تبرم، في سياق عملها الدائم لتزويد الجيش بأحدث التقنيات العسكرية، صفقاتٍ لشراء الأسلحة مع روسيا، والولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وأوكرانيا، وألمانيا.

إلى جانب عنايتها بزيادة حجم القوات البشرية ونوعيتها، من خلال تدريبها وتأهيلها في الأكاديميات العسكرية مستعينةً بخبراءٍ من الدول ذات الباع الطويل في المجال العسكري. وتتألف القوات المسلحة الإماراتية من:

  • القوات البرية: ويزيد عددها عن مئة ألف مقاتلٍ، وتحتوي تشكيلاتها على أكثر من خمسمائةٍ وخمسين دبابةٍ، وتسعمائة ناقلة جندٍ، وخمسمائةٍ وستين مدفعًا.
  • القوات البحرية: ويبلغ عددها قرابة عشرة آلاف مقاتلٍ، وتضم قرابة مئتي قطعةٍ بحريةٍ موزعةٍ بين الزوارق، والطرادات، والسفن البرمائية.
  • القوات الجوية: ويبلغ عددها قرابة عشرة آلاف مقاتلٍ أيضًا، وتملك ضمن تشكيلاتها ما يزيد على ثلاثمائةٍ وسبعين طائرةٍ.

مشاركات الجيش الإماراتي

  • كان للجيش الإماراتي الكثير من المشاركات، والنشاطات الإغاثية والإنسانية في الخارج، نذكر منها:
    • مشاركته في قوات الردع العربية أثناء الحرب الأهلية اللبنانية 1976.
    • مشاركته ضمن قوات درع الجزيرة في حرب الخليج الثانية 1990.
    • المشاركة في قوات المراقبة الدولية التابعة للأمم المتحدة في الصومال 1993.
    • المشاركة في نزع الألغام من جنوب لبنان 2001.
    • إرسال قوات إلى الكويت في حرب الخليج الثالثة أثناء الغزو الأمريكي للعراق.
    • مساعدة الشعب الباكستاني بعد زلزال 2005. وإرسال إغاثات للشعب الباكستاني 2010، حيث أدت الفيضانات إلى كوارث إنسانية في البلاد.
    • مشاركة قوات التحالف العربية في حرب اليمن ضد الحوثيين.

رؤية الإمارات لتطوير الجيش الإماراتي

تعمل دولة الإمارات العربية المتحدة على بناء صناعةٍ عسكريةٍ تحررها من التبعية للدول المصدرة للسلاح. وذلك عن طريق الاستفادة من خبرات الدول الرائدة في مجال الصناعات العسكرية من جهةٍ، والعمل على توطين التكنولوجيا المتقدمةٍ من جهةٍ أخرى. وقد أصبحت اليوم قادرةً على تصنيع المركبات العسكرية، والأسلحة الصغيرة، وإنتاج الذخائر المتنوعة، وأنظمة الاتصال الإلكترونية، والطائرات بدون طيار.

كما تمكنت شركة أبو ظبي لبناء السفن من بناء وتطوير مجموعة من السفن الحربية. ويقام في أبو ظبي أهم المعارض العسكرية سنويًا، ويعرف بمعرض الدفاع الدولي “أيدكس”. وفيه تعرض كبرى شركات تصنيع الأسلحة أحدث منجاتها العسكرية، وتبرم خلاله العديد من صفقات الأسلحة.