كثرت في الآونة الأخيرة البحث في محركات البحث الشهيرة عن كيف أزيل الحزن من قلبي. هذا ما سنجيب عنه في مقالنا هذا آملين أن نزيل الهم والحزن من قلبك عزيزي القارئ.
يعتبر الحزن رد فعل طبيعي من الإنسان عند فقدان شخص عزيز أو عند خيبات أمل أو التعرض لمواقف صعبة نتيجة ضغوطات الحياة المختلفة. كما يعتبر الشعور بالحزن بين الفينة والأخرى أمرًا لا يتجزأ من الطبيعة البشرية. حيث لا يوجد شخص لم يتسلل الحزن إلى قلبه. ولكن يتبدد الحزن مع مرور الوقت بسبب الطبيعة الإنسانية للإنسان فالإنسان من النسيان. ألا أن كثرة الهموم والأحزان وتسللها إلى قلب الفرد واتخاذها صفة الملازمة له تعتبر من أخطر الأمور التي قد تصيبه. لذا على الشخص إخراج الهم والحزن من قلبه فبل أن يتملكانه ويصبح مصدرًا للكآبة والسوداوية بين الأشخاص المحيطين فيه. لذا على كل فرد فينا أن يسأل نفسه كيف أزيل الحزن من قلبي.

أسباب الحزن في القلب

انطلاقًا من القاعدة التي تقول إن عرف السبب بطل العجب علينا معرفة أسباب الحزن لنزيله من القلب. وهناك عدد كبير من الأسباب للحزن لا يمكن حصرها في مقال واحد نذكر منها:

  • التقصير على المستوى الروحي في حقوق الله وكثرة الذنوب والمعاصي.
  • كثرة ضغوط العمل وعدم المقدرة في السيطرة عليها.
  • الهموم العائلية وعدم الاستقرار في المنزل ووجود مشاكل بين الزوج والزوجة والأولاد وغياب التفاهم.
  • الضغوطات الاقتصادية وكثرة الديون وعدم المقدرة على تأمين المستلزمات والحاجات الأساسية وضيق الحال.
  • الإصابة ببعض الأمراض الجسدية التي توهن الإنسان وتشعره بالتعب العام.
  • غياب الأهداف في الحياة والشعور بالملل والروتين القاتل.
  • الفشل العاطفي كخسارة الحبيب أو الانفصال عن الشريك وعدم تبادل مشاعر الحب مع أحد.
  • التعرض لخيبات الأمل والطعنات والخيانات من المقربين.
  • موت شخص عزيز أو السماع بإصابته بمرض عضال.
  • مفارقة الأهل والأحبة بداعي السفر أو الهجرة إلى أماكن أخرى.
  • عدم القدرة على تحقيق النجاحات أو الإنجازات في الحياة.

هل يؤدي الحزن في القلب إلى الوفاة

أكدت صحيفة “فوم أكتبوال” الفرنسية” على لسان رئيس الاتحاد الفرنسي لأمراض القلب صحة المقولة الموت حزنًا وفق ترجمة مجلة العربي 21. كما أكدت المجلة من خلال دراسة أجرنها أن جسم الإنسان والقلب على وجه الخصوص يتفاعل بشكل سلبي عند التعرض للصدمات والحزن الشديد . كما أكدت إن إجهاد عضلة القلب نتيجة الحزن الشديد هو توعك صحي يسمى “احتشاء عضلة قلب مزيف” تحكي أعراض النوبة القلبية. من خلال الألم الشديد في الصدر وضيق التنفس وعدم انتظام دقات القلب.

أسباب الشعور بالحزن دون سبب

  • نقص بعض المعادن في الجسم التي تؤدي إلى الإقلال من إفراز الجسم للسيترونين و الدوبامين.
  • التعرض للضغوط اليومية.
  • اضطرابات النوم وعدم الحصول على ساعات النوم الكافية.
  • التعرض للإجهاد والتعب الجسدي بشكل يفوق قدرته على التحمل.
  • الإفراط في تناول الأطعمة غير الصحية التي تسبب تقلب بالمزاج.
  • عدم تناول الفيتامينات التي تعمل على تحسين الحالة النفسية.
  • الإفراط في التدخين وشرب الكحول يسبب انحرافات مزاجية خطيرة.
  • الحياة مع أشخاص يمتلكون طاقة سلبية كبيرة وينشرونها حولهم.

كيف أزيل الحزن من القلب

هناك عدد من الطرق التي تزيل الهم من القلب نذكر منها:

الاهتمام بالجانب الروحاني

غالبًا ما يعود أحدنا إلى الله عند تكاثر الهموم والمشاكل عليه. ولعل الصلاة والتضرع إلى الله من أهم طرق إزالة الحزن من القلب. لذا على الشخص ألا يهمل الجانب الروحاني في مختلف نواحي حياتنا وبخاصة عند وقوعنا بالمشاكل والهموم. ومن الجدير بالذكر أن التأمل والسعي نحو السلام الداخلي والقوة الداخلية والتضرع والصلاة لله هي مفتاح إزالة الهموم وحل المشاكل مهما كبرت.

ممارسة التمارين الرياضة

خلصت بعض الدراسة إن ممارسة بعض التمارين الرياضة يساعد في التخلص من المزاج السيئ وصعوبة التركيز ومشاكل الأرق. كما تساعد في التخلص من التوتر والاكتئاب والهموم. لذا تعد الرياضة من أهم طرق إزالة الحزن والهم من القلب.

التواصل مع الآخرين

قد يكون التواصل مع الآخرين كالأصدقاء والأقارب والتحدث معهم حول المشاكل من طرق إزالة الهم عن القلب. كما قد يؤدي التحدث معهم والخروج معهم في فسحات إلى إعطاء شعور بالراحة الداخلية وشعوره ببعض المتعة.

السفر

يساعد السفر في التعرف على أشياء جديدة ومقابلة أصدقاء جدد. كما قد يساعد في التخلص من الروتين. لذلك يعتبر من الوسائل الجيدة للتخلص من الحزن والهم ويساعد في تشكيل ذكريات جميلة. من خلال الاطلاع على المعالم التاريخية والمطاعم والمنتزهات والمحلات التجارية. والسفر ليس من الضروري أن يكون لفترة طويلة فمن الممكن أن تفي بضعة أيام بالغرض.

كيف عالج الإسلام الحزن الموجود في القلب

قام الإسلام بعلاج الحزن وإزالة الهموم من القلب من خلال ما يلي:

  • التفكير في نعمة العافية والصحة التي نتمتع بها قد تزيل الحزن والهم من القلب.
  • اتخاذ المرسلين والصالحين قدوة لنا والتأكد من حقيقة إن البلاء على قدر الإيمان. فإن ابتلاء رسوله وهم أكثر الناس قربًا له فكيف نحن.
  • إن التأكد من فناء الدنيا وبقاء الآخرة يذهب تعلقنا بالدنيا ومتاعها وما تحمله لنا من هموم وأحزان.
  • التذكير بالموت ووضعه نصب أعيوننا يساعدنا في التأكد من زوال هذه الدنيا وبقاء الأعمال الصالحة.
  • التضرع لله فالدعاء إلى الله هو سلاح المؤمن الذي لا يخيب.
  • التوكل على الله الذي لن يخلف بعبده والصلاة على خير الأنام محمد صلى الله عليه وسلم.
  • المداومة على ذكر الله والحرص على ما ينفع وعدم إضاعة الوقت في ما مضى.
  • إشغال الوقت بما يفيد وعدم اتفكير بما مضى.
  • وضع الآية الكريمة ” إن مع العسر يسرا” نصب أعيننا تعطي المسلم حقيقة قدوم الحلول لكل المشاكل التي قد تصادفها.

أعراض الحزن في القلب

تعتبر أعراض الحزن والكآبة وسيلة للكشف عن السبب الحقيقي وراء هذه المشاعر ومن هذه الأعراض هي:

  • شعور الشخص بانعدام الطاقة وعدم رغبته بالقيام بأي نشاط.
  • الشعور بالإرهاق والتعب والكسل.
  • المعاناة من مشاعر الإحباط واليأس.
  • فقدان القدرة على التركيز وانصباب الاهتمام على المشاعر الحزينة.
  • تراجع ملحوظ بالوزن نتيجة تراجع الشهية ورفض للطعام.
  • الإصابة بالأرق وصعوبة النوم.
  • فقدان التعلق بالحياة وقلة الهوايات والأنشطة اليومية.

في نهاية هذا المقال لابد من الإشارة أن ليس هنالك ما يستحق الحزن الشديد عليه. ذلك الحزن الذي قد يجعلنا نتراجع نفسيّا أو صحيًا فكل شيء إلى زوال حتى الحزن إلى زوال.