من هو مارك توين Mark Twain السيرة الذاتية؟ لعلّ الروايات والكتب ومن بينها قصّة “الضّفدع النّطاط الشهير في مقاطعة كالافيراس” هي أوّل نجاح كبير للكاتب الأمريكي السّاخر مارك توين. وكذلك استطاع مارك توين أن يُعرف بأمريكا من خلال أعماله الأدبيّة، حيث وصف الحياة والعادات والتّقاليد الشّعبيّة في أمريكا. وليس هناك شك من أنّ مارك توين قد برعَ في كل ما قام به. حيث يتم ذكره كصحافي وروائي، وكاتب سير ذاتيّة.

وكذلك كاتب فكاهي ويكتب للأطفال، وكاتب رحلات وخيال علمي. وبالإضافة إلى ذلك فقد كان صديقًا للعديد من الرّؤساء ورجال الصناعة وأفراد الأسرة المالكة الأوربيّة. وبالتّالي لقّبه ويليام فوكنر بأبي الأدب الأمريكي وبالتّالي فقد جنى مارك مالًا وفيرًا من كتاباته. والتي كانت تنبع من حكمة طويلة في هذه الحياة.

ولذلك لتتعرّف أكثر عزيزي القارئ على من هو مارك توين Mark Twain السيرة الذاتية. وبالتّالي فإنّنا من خلال موقع كيف سنقدّم لك ضمن فقرات مقالنا كل ما تريده عن مارك توين.

من هو مارك توين Mark Twain

مارك توين وهو كاتب أمريكي ساخر واسمه الكامل هو صامويل لانغهورن كليمنس. وقد ولد في الثّلاثون من شهر نوفمبر لعام 1835 في مدينة فلوريدا في هانيبال بولاية ميزولاي، وكان توين كاتب وبرجه هو القوس. وبالإضافة إلى ذلك فقد ولد في عائلة متواضعة لأب تاجر من ولاية تينيسي واسمه جون مارشال كليمنس. ولأم اسمها جين لامبتون كليمنس وقد كان مارك توين الأخ السّادس لأسرة مكوّنة من سبعة أطفال.

وهم أوريون الذي ولد في عام 1825 وتوفي في عام 1897، وهنري الذي ولد في عام 1838 وقد توفي في انفجار قارب نهري عام 1858. وكذلك شقيقته مارغريت التي ولدت في عام 1830 وتوفيت في الثالثة من عمرها عام 1839. وشقيقه بنجامين الذي ولد عام 1832 وتوفي بعد شقيقته بثلاث سنوات عام 1842. وكما توفي شقيق آخر له هو بليزانت وعمره ستة أشهر.

وبالإضافة إلى ذلك فقد كان والد مارك توين محاميًا وقاضيًا وقد توفي في عام 1847 نتيجة إصابته بالتهاب رئوي حاد. وبالتّالي أدّت وفاة والده في عمر صغير عام 1847 إلى أن يكون مارك توين ذو الحادية عشر عامًا عامل طابعة. 

بدايات مارك توين Mark Twain

"بدايات

ولد مارك توين في عائلة متواضعة ونتيجة وفاة والده في عمر مبكر أجبر على البحث عن عمل. وذلك من أجل مساعدة أسرته وهو ما زال في عمر الحادية عشر. وبالتالي فقد بدأ مارك توين كعامل طابعة ولكن في عام 1851. وكما أنّه بدأ بكتابة مقالات ورسومات ساخرة لجريدة هانيبال التي كان يملكها شقيقه أوريون. وكذلك عندما أصبح مارك في عمر الثّامنة عشر غادر من هانيبال. وبالتّالي عمل في الطّباعة في مدينة نيويورك في فيلادلفيا وسانت لويس وسينسيناتي. وبعد ذلك انضمّ إلى الاتّحاد وبدأ يتعلّم لوحده في المكتبات العامّة في الفترة المسائيّة لتزداد معرفته. وبالتّالي عندما أصبح في عمر الثانية والعشرين عاد إلى ولاية ميزولاي. والأهم من ذلك فإنّ مارك توين عمل كقائد سفينة بخاريّة في عام 1859 بعد أن استغرق عامين في دراسة ألفي ميل من نهر المسيسبي. ليتمكّن من العمل وكان دخله يصل إلى 250 دولار شهريًّا.

وكما أنّ مارك استطاع إقناع شقيقه الأصغر هنري على العمل معه. ولكن وفاة هنري نتيجة انفجار قارب نهري قد حمّل توين إحساسه بالذّنب طوال حياته، والأهم من ذلك فقد كان مارك من أوائل أعضاء جمعيّة الدّراسات الرّوحانيّة. وبالتّالي بقي توين يعمل كملاّح نهري حتى اندلاع الحرب الأهليّة الأمريكيّة عام 1861.

الحياة الشخصية للكاتب مارك توين

تُعتبر الفترة التي سافر بها مارك توين إلى البحر المتوسّط عام 1867 نتيجة تمويل من إحدى الصّحف المحليّة له. وهي الفترة التي استطاع من خلالها مارك توين إلى التّعرف على تشارلز لانغدون وهو شقيق زوجته. وحيث يقول توين إنّه عندما أراه تشارلز صورة شقيقته أوليفيا فقد أحبّها من أوّل نظرة، وبالتالي التقى توين وأوليفيا عام 1868. وأعلنا خطوبتهما العام التّالي وقد تزوّجا في شهر فبراير عام 1870 في إلميرا بولاية نيويورك.

وكذلك فإنّ أوليفيا كانت تنتمي إلى عائلة ثريّة ومتحرّرة فقد أتاح لها ذلك التّعر على أفراد النّخبة المفكّرة مثل معارضو العبوديّة وناشطات حقوق المرأة.

وبالإضافة إلى ذلك عاش مارك توين وزوجته في بفالو بولاية نيويورك حتّى عام 1871 وكان لديهما ابن اسمه بالدفتيريا الذي توفي وهو في عمر 19 شهرًا. وفي عام 1871 انتقل توين وأسرته إلى هارتفورد بولاية كونيكتيكت وهناك حظي توين من زوجته بثلاثة بنات.

وبالتّالي فهم سوزي التي ولدت عام 1872 وتوفيت عام 1896، وكلارا التي ولدت عام 1874 وتوفيت عام 1962، وكذلك جين التي ولدت عام 1880 وتوفيت عام 1909. وقد دام هذا الزواج أربعة وثلاثون عامًا انتهى بوفاة أوليفيا عام 1904. وتجدر الإشارة على أنّ توين وأسرته أغلقوا منزلهم الفخم نتيجة للمشاكل الماليّة وانتقلوا إلى أوربا في شهر يونيو عام 1891.

الحياة المهنية وأهم أعمال مارك توين

"الحياة

نشأ مارك توين في هانيبال بولاية ميزولاي التي أصبحت فيما بعد المكان المناسب لرواية توم سوير وهكلبيري فين. وبالإضافة إلى ذلك فقد أصبح مارك توين صحافي وروائي، وكاتب سير ذاتيّة ومدرّس، وكاتب فكاهي ويكتب للأطفال، وكذلك كاتب رحلات وخيال علمي وحكيم. وبالتّالي فقد جنى مارك مالًا وفيرًا من كتاباته ومحاضراته. ولكنه استثمر في مشاريع أفقدته معظم أمواله مثل مشروع بيج كومبوزيتر وهي عبارة عن آلة طباعة ميكانيكيّة فاشلة.

وبالإضافة إلى ذلك يُعتبر مارك توين كاتب أمريكي ساخر كتب الشّعر والقصص القصيرة، وقد كان صديقًا للعديد من الرّؤساء والفنانين ورجال الصناعة وأفراد الأسرة المالكة الأوربيّة. وقد لقّبه ويليام فوكنر بأبي الأدب الأمريكي وبالتّالي من أهم أعماله هي:

  • قصّته الفكاهيّة “الضّفدع النّطاط الشهير في مقاطعة كالافيراس” في عام 1865 وهي أوّل نجاح كبير له وقد جذبت له اهتمامًا دوليًّا وتُرجمت إلى اللّغة الفرنسيّة.
  • اُشتهر برواياته مغامرات توم سوير عام 1876 والتي وُصفت أنّها الرّواية الأمريكيّة العظيمة. وهي رواية عن فتى صغير يكبر على جانب نهر المسيسبي، وتتحدّث عن مغامرات هذا الفتى الصّغير.
  • رواية مغامرات هكليبري فين عام 1884 التي عزّزت سمعته ككاتب على مستوى دولي حيث عرف هذا الكتاب بنزعته الهجائيّة تجاه المواقف أو التّقاليد الرّاسخة، وخاصّة العنصريّة.
  • وبالإضافة إلى ذلك الفيلم القصير “الأمير والفقير” الذي قام بتصويره سينمائيًّا في منزله في ريدنغ بولاية كونيكتيكت. وهي أوّل محاولاته في الخيال التّاريخي وتتحدّث الرواية عن قصة اثنين من الأولاد الصّغار متطابقين في المظهر: توم الفقير، والأمير إدوارد ابن الملك.
  • وكذلك يوميّات آدم وحوّاء الذي صدر عام 1960 وقد كتبه بلغة راقية وأسلوب ساخر.
  •  ومن ثم قصة الخيال العلمي “يانكي من كونيتيكت في بلاط الملك آرثر” الذي يضم داخله قصّة أمريكي. سافر عبر الزّمن ونقل معه التكنولوجيا الحديثة إلى إنجلترا في عهد الملك آرثر.
  • وكتاب صعلوك في الخارج الذي صدر في عام 1880.

أقوال الكاتب مارك توين Mark Twain

بدأ مارك توين في عام 1906 بنشر سيرته الذّاتيّة في جريدة ” نورث أمريكان ريفيو” وفي عام 1907. منحته جامعة أكسفورد درجة الدّكتوراه الفخريّة في الآداب. وبالإضافة إلى ذلك فقد كان توين مغرمًا بالعلم والبحث العلمي وبالتّالي فقد شهدت هارتفورد خلال إقامة توين بها التي دامت سبعة عشر عامًا إبداع توين.

وكذلك فقد كانت شعبيّة توين تتزايد حتّى أنّه من الكتّاب القلائل اللذين كانوا يقدّمون حفلات قراءة جماعيّة، ولم يكن توين معروفًا فقط بكتاباته السّاخرة والهجائيّة ولكن أيضًا بوجهات نظره المتطرّفة تجاه الإمبرياليّة، والدّين النتظم، وكذلك الحقوق المدنيّة. وبالتّالي أصبح نائب رئيس الرّابطة الأمريكيّة لمكافحة الإمبرياليّة عام 1901، إضافةً لذلك قد دعم توين حق المرأة في التّصويت. وبالتّالي نذكر هنا أهم أقواله:

  • السّر في النّجاح هو البدء بالأمر.
  • خداع النّاس أسهل من إقناعهم أنّهم قد تمّ خداعهم.
  • لا تقل الحقيقة لمن لا يرقى إلى مستواها.
  • اللّطف هو اللّغة التي يمكن أن يسمعها الصّم، ويمكن للمكفوفين رؤيتها.
  • وكذلك قال لك أن تهمل مظهرك لكن حافظ على أناقة روحك.
  • الشّجاعة هي إتقان الخوف وليس غياب الخوف.
  • وكذلك من الأفضل لك أن تغلق فمك وتترك النّاس يعتقدون أنّك أحمق من أن تفتحه وتمحو كل شك.
  • الخوف من الموت نابع من خوفنا من شكل الحياة التي نحياها فالرجل الذي يعيش جيدًا يكون مستعدًّا للموت في أي وقت.

وفاة الكاتب مارك توين Mark Twain

تُعد حياة مارك توين عبارة عن سلسلة من المصائب والمعاناة المتتالية، فقد لحقته المصائب إلى عائلته فقد مات ابنه البكر وبعد ذلك توفّيت ابنته سوزي الأقرب إلى قلبه وزوجته، وكما توفّيت ابنته جين وكذلك الوفاة المفاجئة لصديقه هنري. كل هذا جعل من مَارك توين أدبيًّا ساخرًا على عكس التّوقّعات حيث ازداد سخرية من القدر الذي يلاحقه.

وبالإضافة إلى ذلك ذكر توين في كتابه عن سيرته الذّاتيّة بأنّه جاء إلى العالم مع مذنّب هالي سنة 1835 وها هو قادم ثانية العام القادم وأنا أتوقّع أن أذهب معه ولقد صدقت نبوءته. وبالتّالي توفّي توين في العشرين من شهر نيسان سنة 1910 في ريدينغ في كونكتيكت وهو في سن الخامسة والسّبعين من عمره وذلك نتيجة إصابته بنوبة قلبيّة شديدة عندما كان على ظهر باخرة تنقله إلى أمريكا. وبالتّالي لقد رثاه الرّئيس الأمريكي ويليام هوارد تافت وشيّعت جنازته من إحدى الكنائس التّابعة للطائفة المشيخيّة في نيويورك. وكذلك دفن في مدافن أسرة زوجته في مقبرة وودلون بمدينة إلميرا في نيويورك.

وفي ختام مقالنا الذي تحدثنا فيه حول من هو مارك توين Mark Twain السيرة الذاتية، نلاحظ بأنّ الكاتب والصّحفي والمدرّس مارك توين قد تمتّع بعبقريّة هائلة وذكاء حاد على الرغم من أنّه عاش حياة قاسية. وبالتّالي لقد كان له فكره الخاص وعقليّته الاستثنائيّة وما زالت أقواله تُذكر حتّى الآن. حيث نبعت أقواله وكتاباته من معاناة طويلة عاشها في حياته والتي كانت عبارة عن سلسلة من المصائب التي ألمّت به. ولكن كانت قصصه مرآة صادقة شفّافة للمجتمع الأمريكي، شفّافة إلى درجة أنّها أصبحت عالميّة وغدا النّاس يستمتعون بحق بأدب هذا الأديب العظيم.