ما لا تعرفه عن الحلاج صاحب الحب الكبير الذي ملأ قلبه به، ذلك الحب أغناه عن الدنيا وما فيها، حيث يمكنك القول أنه الحب الأسمى والأعظم على الإطلاق، وهو حب الله تعالى الذي بدأ في قلبه وأصبح يزداد يومًا تلو الآخر حتى احتل جميع ما فيه. ليكون الحلاج من السباقين إلى اعتناق الصوفية للتقرب من الله بشكلٍ حقيقي، ولينشر هذا الحب بطريقة جديدة، حيث أكمل الحلقة المفقودة في عالم الأدب والتي هي كتابة أشعار في حب الله بكلماتٍ تلامس قلب جميع من يقرأها. جميع هذه الأمور تدفعنا لنتساءل من هو الحلاج؟ وما هي قصته منذ البداية حتى النهاية، هذا ما سنعرضه لكم في مقالنا التالي للتعرف الى حياة هذا الشخص التي تثير الفضول بداخلنا.

من هو الحلاج

من هو الحلاج

من هو الحلاج

الحلاج أشهر من اعتنق الصوفية في العالم كله بشكلٍ عام، وفي العالم الإسلامي بشكلٍ خاص، إذ توسع فيها جدًا بشكل أثار الغضب لدى جميع الأعلام الصوفيين لكشفه الأسرار للعامة، وتغيير بعض المناهج المتبعة، حيث كان كتم المشاعر والأفكار والانعزال هو أساس الصوفية. كما أنه من أوائل المتعلمين في علوم الدين إذ لم يترك معلومة صغيرة واحدة تفوته لرغبته الشخصية الشديدة في التعلم. وهو أحد أهم الشعراء الصوفيين حيث لم يكتفِ بكتابة الشعر فقط، بل تطرق إلى كتابة أقوال لاقت انتشارًا واسعًا لشدة جمالها وروعتها.

شاهد أيضًا: من هو نجيب محفوظ

ما لا تعرفه عن الحلاج السيرة الذاتية

الاسم الكامل للحلاج هو الحسين بن منصور الحلاج، كنيته أبو المغيث. ولد في 9 / تشرين الثاني / 858 بمدينة تدعى واسط جنوب العراق، لكن هناك من يشكك أنه من أهل البيضاء ببلاد فارس. سمي بالحلاج نسبةً إلى عمل والده الذي كان يعمل بحلج القطن. اعتنق والده الإسلام ولكن جده كان متدينًا بالزارادشتية على الرغم من انتشار الإسلام في ذلك الوقت.

في الثامنة عشر من عمره بدأ الحلاج بالترحال، حيث انتقل إلى مدينة البصرة، ثم إلى مكة، ثم إلى خراسان، ثم الهند، ليستقر أخيرًا في بغداد طالبًا دراسة علوم الدين والتوسع فيها ما دفعه إلى التصوف على يد الشيخ سهل بن عبد الله التستري، وتعرف إلى العديد من المشايخ الصوفية ومنهم:

  • محمد  بن خفيف الشيرازي
  • إبراهيم بن محمد النصر أباذي، وغيرهم الكثير.

بدايات الحلاج

عمل الحلاج في بداية عمره بحلج القطن مع والده لكنه لم يلتزم فيه التزامًا تامًا بل كان يعمل بين الحين والآخر، حيث كان يشعر أن لديه أمورًا ومواهبًا ستدفن إن أفنى حياته بهذا العمل. وبعد مدة قصيرة ازداد تقرب الحلاج وحبه لله تعالى، فقرر الدخول في الصوفية، وهو في عمر السادسة عشر، فانتقل إلى العراق وتعلم جميع علوم الدين وحقق رغبته. ولم يكتفِ بذلك بل بدأ بكتابة الأشعار الصوفية والتي عبر فيها عن حبه الكبير لله، وفي بعض الأحيان كان يكتب أقوالًا فقط.

حياة الحلاج الشخصية

اشتهر الحلاج بكثرة الترحال لكنه كان يزور البصرة بين الحين والآخر، حيث تزوج فتاة من هناك وكانت ابنة أحد الأعلام الصوفيين الذين كان الحلاج يقوم بزيارته للاستفادة من معلوماته الكثيرة، وهو الشيخ أبو يعقوب الأقطع وهو إيراني الأصل. أنجب الحلاج من زوجته أربعة أولاد وهم:

  • سليمان الحلاج.
  • أحمد الحلاج (روى قصة والده).
  • عبد الصمد الحلاج (تنسب إليه الطريقة الحلاجية).
  • وابنة واحدة لم يفصح عن اسمها ولم يستطيع أي مصدر من المصادر معرفته.

شاهد أيضًا: من هو محمد فارس السيرة الذاتية

أهم أعمال الحلاج

أبدع الحلاج في مجال الشعر والكتابة، حيث يوجد له العديد من الكتب حوالي الستة وأربعين كتابًا ومن بينهم:

  • طاسين الأزل.
  • الجوهر الأكبر.
  • الشجرة النورية.
  • الظل الممدود.
  • الماء المسكوب.
  • الحياة الباقية.
  • علم البقاء والفناء.
  • مدح النبي.
  • المثل الأعلى.
  • القيامة والقيامات.

أما من ناحية الشعر، فقد ترك لنا الكثير من القصائد الرائعة ومنها:

  • أشار لحظي بعين علم.
  • سر السرائر مطوي بإثبات.
  • يا موضع الناظر من ناظري.
  • عجبت منك ومني.
  • إذا هجرت فمن لي.
  • فما لي بعد بعدك بعدما.
  • قد تصبرت وهل يصبر.
  • لا تلمني فاللوم مني بعيد.
  • لي حبيب أزور في الخلوات.
  • والله ما طلعت شمس ولا غربت.

حقائق عن الحلاج

يوجد مجموعة من الحقائق التي من الممكن أن تكون من ضمن ما لا تعرفه عن الحلاج:

  • اعتبر الحلاج أن التصوف جهاد في سبيل الحق، وليس فقط طريقًا للتواصل مع الله تعالى.
  • كان كثير المناقشات مع من علمه الصوفية، وهو الشيخ الجنيد البغدادي الذي لم يكن راضيًا ولا مقتنعًا بالأفكار التي يناقشه فيها الحلاج والفلفسة التي يتخذها مقياسًا صحيحًا في نظره. لكنه توفي قبل أن يشهد نجاح أفكاره.
  • قُطع رأس جميع من اتبع مذهب الحلاج من قبل الوزير حامد لاعتبار الحلاج كافرًا.
  • توجد الكثير من القصائد التي تطرب المسمع للحلاج، الأمر الذي دفع العديد من الموسيقيين لتلحين بعض القصائد.

شاهد أيضًا: جيمس كاميرون السيرة الذاتية

وفاة الحلاج

وفاة الحلاج

وفاة الحلاج

ما لا تعرفه عن الحلاج أن شهرته قد ازدادت في توسعه وتعمقه بأمور الدين الصوفية، لكنه لم يلتزم بقواعدها بل غير فيها الكثير، حيث لم يعتزل ولم يكتم أسراره وتعاليمه في قلبه بل نشرها للعلن. اقتنع الكثير من الناس بأفكاره ولجؤوا إليه لتعليمهم، مما أثار غضب وانزعاج الأعلام الصوفيين، فأمروا باعتقاله متهمينه بالكفر والإلحاد حيث قضى تسع سنوات في السجن. علم فيها السجناء الذين كانوا معه، فأصدر القاضي أبو عمر المالكي عام 992 أمرًا بقتله، فجلدوه يوم الحكم وقطعوا أطرافه العلوية والسفلية وصلبوه حيًا وتركوه على هذا الحال حتى توفي. بعدها قُطع رأسه وحُرقت جثته، ثم نثروا رمادها في نهر دجلة ليفرقوا رفاته ولا يبقى من أثره شيئًا.

في نهاية مقالنا تعرفنا على ما لا تعرفه عن الحلاج، إذ نجد أن التوسع في العلم والأدب ونهضة الحضارات بدأت بالتطور منذ أقدم العصور وحتى اليوم. لكن عدم استسلام القامات للتعاليم القديمة، هو ما جعلنا نصل إلى الحضارة التي نعيشها في يومنا هذا.