تجذب المؤسسات التعليمية في الولايات المتحدة الأمريكية سنويًا أنظار الكثير من الطلاب الراغبين بالحصول على مستوياتٍ عاليةٍ من التأهيل العلمي والأكاديمي. وقد يتساءل البعض ما هي أفضل الجامعات الأمريكية دون أن يعلموا أن الإجابة عن هذا التساؤل تحمل في طياتها حديثًا عن أفضل المؤسسات التعليمية على مستوى العالم.
إذ يعتبر نظام التعليم في الولايات المتحدة الأمريكية من أهم أسباب التطور الذي حققته أمريكا خلال العقود الماضية. حيث تولي الحكومة الكثير من الاهتمام للمؤسسات التعليمية بمختلف مستوياتها الابتدائية والمتوسطة والثانوية والجامعية. كما تعمل بالتعاون مع لجان الولايات على وضع معايير التعليم الأساسية ومقررات الاختبار الموحد. إذ أن نظام التعليم في أمريكا يعتبر نظامًا لا مركزيًا. مما يسبب تنوعًا في القوانين التي تحكم هيكل ومضمون برامج التعليم بدرجةٍ كبيرةٍ بين ولايةٍ وأخرى.

يصنف التعليم في أمريكا بعد المرحلة الثانوية ضمن ثلاثة أنماطٍ هي كليات المجتمع وتبلغ مدة الدراسة فيها سنتين، والكليات الجامعية ومدة الدراسة فيها أربع سنواتٍ تنتهي بالحصول على شهادة البكالوريوس. إضافةً إلى الجامعات التي تمنح شهادة البكالوريوس وشهادتي الماجستير والدكتوراه في مدةٍ تتروح بين السنتين والأربع سنواتٍ. كما قد توفر بعض الجامعات برامجًا للدراسة المتقدمة يلتحق بها الطلاب بعد حصولهم على شهادة الدكتوراه. فإذا كنت عزيزي القارئ من الطلاب الراغبين بمتابعة تحصيلهم العلمي في الجامعات الأمريكية، فستجد في مقالنا التالي معلوماتٍ عن أشهر الجامعات في أمريكا. حيث ستساعدك هذه المعلومات في اختيار الجامعة التي تناسب رغبتك ومؤهلاتك.

ما هي أفضل الجامعات الأمريكية

تملك الولايات المتحدة الأمريكية عشرين مؤسسةً تعليميةً مصنفةً من بين أفضل ستين جامعةٍ على مستوى العالم. حيث يحتل معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وجامعة ستانفورد، وجامعة هارفارد ومعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا على الترتيب المراكز الأربعة الأولى عالميًا. بينما تحتل جامعة شيكاغو المرتبة الخامسة محليًا والتاسعة عالميًا. وجاءت جامعة برينستون في ولاية نيوجرسي في المرتبة السادسة محليًا والثانية عشرة عالميًا. في حين احتلت جامعة بنسلفانيا المرتبة السابعة محليًا والسادسة عشرة عالميًا. كما تملك هذه الجامعات أفضل الكوادر التدريسية على مستوى العالم. حيث تضم مجموعةً من الباحثين والعلماء الحاصلين على العديد من جوائز البحث العلمي وعلى رأسها جائزة نوبل في مختلف المجالات. ولا بد أنك ستشعر عزيزي القارئ بالمتعة والإثارة لدى اطلاعك على المعلومات التي قدمناها لك عن المعاهد والجامعات الأمريكية التي شغلت المراكز الأربعة الأولى كأفضل المؤسسات التعليمية على مستوى العالم.

معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا Massachusetts Institute of Technology

يقع معهد ماساتشوستس في مدينة كامبريدج في ولاية ماساتشوستس الأمريكية، وقد تأسس عام 1861. يهتم المعهد بالتعليم والبحث في التطبيقات العملية للعلوم والتكنولوجيا، ويحتل الترتيب الأول بين المؤسسات التعليمية العالمية وذلك حسب تصيف جامعة QS العالمية. كما يضم المعهد خمس مدارسٍ وكليةً واحدةً تشمل أربعةً وثلاثين تخصصًا وثلاثةٍ وخمسين مختبرًا موزعةً بين مدارس العمارة والتخطيط ومدرسة العلوم الإنسانية والفنون والعلوم الاجتماعية وكلية الهندسة والإدارة.
لعب المعهد دورًا هامًا في مجالات هندسة الطب الحيوي وتطوير الحواسيب وتطوير أجهزة الملاحة المستخدمة في القذائف والمركبات الفضائية، ومن أهم إنجازات المعهد:

  • اختراع العملية الحديثة في حفظ الأطعمة والمأكولات.
  • تطوير الأطراف الصناعية.
  • التصوير الفوتوغرافي السريع.
  • اكتشاف الأساس الجيني لسرطان الإنسان.
  • اكتشاف نظرية الدوائر الرقمية التي مهدت لاختراع أجهزة الحاسوب الحديثة.
  • الحبر الإلكتروني.
  • تحسين أداء بطاريات الليثيوم.

يبلغ عدد طلاب المعهد حوالي عشرة آلاف طالبٍ، فيما يبلغ عدد أعضاء الكادر التدريسي حوالي تسعمائةٍ وستين عضوًا، وجميعهم من المتفوقين والمتميزين في مجال الأبحاث والتقنيات المتقدمة، حتى أن خمسةً وثمانين منهم قد حصلوا على جائزة نوبل.
كما ينظم المعهد ما يزيد عن ثلاثمائةٍ وثمانين نشاطًا أهمها برنامج الدراسات التربوية، ولجنة سلسلة المحاضرات، ومجلس معالجة معلومات الطالب. إضافةً إلى مجموعةٍ من المسابقات مثل مسابقة ريادة الأعمال التقنية وجائزتها مئة ألف دولار، ومسابقة فكر، ومسابقة مطاردة الغموض.

يعتبر القبول في معهد ماساتشوستس صعبًا إلا أنه غير مستحيلٍ وعلى المتقدم أن يكون ملمًا باللغة الإنكليزية وقوانين الرياضيات الأساسية وخصوصًا عِلمَي التفاضل والتكامل، وأن يجتاز بعض اختبارات الفيزياء والكيمياء والعلوم. ويمكنك عزيزي القارئ الاطلاع على مزيدٍ من المعلومات عن المعهد عبر موقعه الرسمي.
ومن أبرز خريج المعهد سلجوق بيرقدار صهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ومؤسس نظام طائرات “بيرقدار” المسيرة بدون طيارٍ. وجوزيف إيلي عون الرئيس السابع لجامعة نورث إيسترن في بوسطن، ورئيس مجلس الشيوخ  الأكاديمي في جامعة جنوب كاليفورنيا.

جامعة ستانفورد Stanford University

تقع جامعة ستانفورد في مدينة ستانفورد في ولاية كاليفورنيا جنوب شرق سان فرانسيسكو بحوالي سبعٍ وثلاثين ميلًا، وقد تأسست عام 1891. وتعتبر من الجامعات الكبرى متنوعة التخصصات، وتحتوي أقسامًا متميزةً في مجالات الفيزياء والأحياء والهندسة والطب والقانون والسياسة والاقتصاد وعلم النفس. وتتبع لهذه الجامعة مجموعة من الأكاديميات والمراكز مثل:

  • معهد فريمان سبوغلي للدراسات الدولية.
  • مركز دراسة الفقر وعدم المساواة.
  • مركز التحليل المكاني والنصي.
  • أكاديمية ستانفورد الدولية للغات.

وقد صنفت الجامعة في المرتبة الثانية عالميًا بعد معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. كما ينضم للجامعة سنويًا ما يقارب ستة ألاف طالبٍ جامعيٍ، وثمانية آلافٍ من طلاب الدراسات العليا وهم من جنسياتٍ مختلفةٍ.
وللحصول على مقعدٍ في جامعة ستانفورد يجب أن يحصل الطالب على معدلٍ لا يقل عن خمسٍ وسبعين بالمئة في شهادة الثانوية العامة، وأن يكون قد اجتاز اختبار التوفل الذي يشكل معيار الكفاءة في اللغة الإنكليزية، ولا بد أيضًا من إثبات القدرة المالية على تحمل نفقات الجامعة، أو تقديم رسالة الابتعاث إذا كان الطالب حاصلاً على بعثةٍ علميةٍ.

كما تقدم الجامعة مجموعةً من المنح الدراسية لطلاب البكالوريوس وطلاب الدراسات العليا من مختلف الجنسيات. ويمكنك عزيزي القارئ متابعة كورساتٍ متكاملةٍ لعددٍ من المواد عبر فيديوهات أدرجتها الجامعة عبر موقعها الرسمي، مرفقًا معها كتبًا مقروءةً لمحاضرات أساتذتها، مما يوفر فرصةً مثاليةً للدراسة لكل من يعاني عدم فهم بعض المواد كالذكاء الصناعي وعلم الروبوتات.
كذلك فقد حصل اثنين وثمانين من أساتذة وطلاب الجامعة على جائزة نوبل في اختصاصاتٍ مختلفةٍ. أما أشهر خريجي الجامعة فهم هربرت هوفر الرئيس الحادي والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية، والملياردير المغامر بيتر تيل، وفينت سيرف الذي يعرف بأب الأنترنت، إضافةً إلى مؤسسي شركات جوجل وياهو ويوتيوب وصن ميكرو سيستمز ونايكي وغاب وسناب شات.

جامعة هارفارد Harvard University

تعتبر جامعة هارفارد إحدى أقدم جامعات العالم وأفضلها، ويعود تأسيسها إلى عام 1636 على يد القس البروتستانتي جون هارفارد. وتقع الجامعة في مدينة كامبردج في ولاية ماساتشوستس الأمريكية، وهي غير مدينة كامبريدج المعروفة في بريطانيا. وتبلغ مساحة الحرم الجامعية قرابة ثمانمائةٍ وخمسين ألف مترٍ مربعٍ. وقد صنفت الجامعة في المرتبة الثالثة كأفضل جامعات العالم. وتضم الجامعة اختصاصاتٍ متنوعةٍ كالطب والصيدلة والهندسة والتربية والتصميم والعلوم والآداب واللاهوت والقانون والإدارة والفلسفة.
وتعتبر الجامعة أحد أصعب جامعات العالم في قبول الطلبة، إذ يجب أن يتمتع الطالب بمهاراتٍ عاليةٍ، وأن يحقق معدلًا تراكميًا بدرجاتٍ مرتفعةٍ، إضافةً إلى وجود توصيةٍ من المدرسين السابقين وتقديم سيرةٍ ذاتيةٍ احترافيةٍ.

كذلك تملك الجامعة أكبر مكتبةً أكاديميةً في العالم يبلغ عدد محتوياتها تسعة عشر مليون كتابٍ، وأربعمائة مليون مخطوطةٍ. كما تعتبر مقصدًا رئيسيًا للمهتمين بقضايا الشرق الأوسط.  وتعمل إدارة الجامعة على تحويل هذه المكتبة إلى نسخٍ رقميةٍ بحيث يمكن للباحثين من أنحاء العالم الاطلاع عليها عبر الموقع الرسمي للجامعة.

تقدم الجامعة سنويًا مجموعةً من المنح الدراسية للعديد من الطلاب الجامعيين من مختلف الجنسيات، إضافةً إلى المنح الشاملة المقدمة عبر الإنترنت. إذ تتيح الجامعة لجميع الجنسيات متابعة مئةٍ وعشر درواتٍ كاملةٍ في اختصاصات الفن والتصميم والأعمال وعلوم الكمبيوتر وعلم البيانات والطب والصحة والعلوم الإنسانية والرياضة، ومن أهم شروطها الحصول على مؤهلٍ أكاديميٍ معترفٍ به. ويمكن الحصول على منح جامعة هارفارد أون لاين بالدخول إلى الرابط.
ومن أبرز خريجي الجامعة سبع رؤساء للولايات المتحدة الأمريكية وهم جون آدامز وفرانكلين روزفلت ورذرفورد هايز وجون كينيدي وباراك أوباما. إضافةً إلى العديد من الشخصيات العالمية المشهورة مثل الأغا خان الرابع وبيل غيتس مالك شركة مايكروسوفت، ومارك زوكربيرغ مؤسس فيسبوك. كما درس فيها أكثر من سبعٍ وأربعين عالمًا حصلوا على جائزة نوبل، وثمانيةٍ وأربعين حصلوا على جائزة بوليتزر الصحفية.

معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا California Institute of Technology

وهي جامعة خاصة مفتوحة تأسست عام 1891 في مدينة باسادينا في ولاية كاليفورنيا، صنف المعهد كأفضل مؤسسةٍ تعليميةٍ في العالم لفتراتٍ طويلةٍ، ويحتل اليوم المرتبة الرابعة كأفضل جامعات العالم حسب تصنيف جامعة QS العالمية. ويقدم المعهد برامجًا دراسيةً في اختصاصاتٍ متنوعةٍ تشمل مجالات الأحياء والكيمياء والهندسة العامة والهندسة الكيميائية والعلوم التطبيقية والعلوم الجيولوجية والكواكب والفيزياء والرياضيات وعلوم الفضاء والعلوم الإنسانية والاجتماعية. كما يدير المعهد مختبر الدفع النفاث الممول من الحكومة الفدرالية للولايات المتحدة الأمريكية، ووكالة ناسا للفضاء.

لا يقبل معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا سوى عشرين بالمئة من الطلاب المتقدمين بطلباتٍ للالتحاق به. حيث وضع شروطًا صعبةً للقبول كاجتياز اختبار الكفاءة المعروف بـ SAT واختبار ACT المعتمدين للقبول في الجامعات الأمريكية، إضافةً إلى تأمين خطاب تقييمٍ من أساتذة الطالب السابقين في مواد العلوم والرياضيات والعلوم الإنسانية والاجتماعية. ويمكن التقديم على مفاضلة المعهد عبر الموقع الرسمي للمعهد.
كما يقدم المعهد منحًا دراسيًا للمواطنين الأمريكيين والدوليين اعتمادًا على أوضاعهم المالية. حيث يتوجب على الطلاب اجتياز اختبار تقييم المعونة المالية من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا قبل الحصول على منحة المعهد. وقد حصل واحد وثلاثون شخصًا درسوا في المعهد على جائزة نوبل، ومن بينهم العالم المصري الدكتور أحمد زويل الذي حصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999. حتى أن أحدهم حصل عليها مرتين في مجالين مختلفين.