هل سبق لك أن بحثت عن أكثر الكوارث الطبيعية دمارًا وخطرًا حول العالم؟ وهل سبق أن تعمقت في البحث عن ماهية البركان وكيف يتشكل؟ وما أنواعه؟ وما هي أثاره؟ إليك في هذا المقال جميع المعلومات التي تجيب تساؤلاتك.
تعتبر الكوارث الطبيعية دمارًا كبيرًا يحدث بسبب حدث طبيعي، ويمكن أن نعرف الكوارث كما عرفته هيئة الأمم المتحدة بأنه: حالة مفجعة يتأثر بها نمط الحياة اليومية، ويصبح الناس في حاجة إلى ملجأ، وحماية، وعناية اجتماعية وطبية، واحتياجات الحياة الأخرى، ومن هذه الكوارث البيئية الكوارث الأرضية وأخطرها البراكين، فما هي البراكين وكيف تتشكل؟

ما هي البراكين

البركان (بالإنجليزية: Volcano): هو فتحة في القشرة الأرضية، تخرج منها الصهارة أو الماغما (بالإنجليزية: Magma)، والتي إذا وصلت إلى سطح الأرض تسمى اللافا (بالإنجليزية: Lava)، كما تخرج منها شظايا الصخور، والغازات الساخنة، والرماد من باطن الأرض إلى السطح، وقد ساهمت البراكين بشكل كبير جدًا في تشكل الغلاف الجوي، كما أنها ساهمت بتشكيل المحيطات والقارات، ومن الجدير بالذكر أن البراكين قد تحدث أيضًا على سطح الكواكب الأخرى غير الأرض.

كيف تتشكل البراكين

عندما تنصهر بعض الصخور في باطن الأرض ببطء تتشكل البراكين؛ نتيجة درجات الحرارة المرتفعة، وتتشكل الماغما، والتي هي عبارة عن مزيج من الغازات المذابة والصخور التي تتشكل نتيجة عملية الذوبان الرطب أو الجاف للصخور اعتمادًا على وجود الماء، فالذوبان الجاف هو الذي يحدث للصخور التي لا تحتوي على الماء أو غاز ثاني أكسيد الكربون عند درجات حرارة معينة، أما الذوبان الرطب هو الذي يحدث للصخور التي تحتوي على الماء عند درجات الحرارة المختلفة، ثم ترتفع الصهارة بسبب كثافتها الخفيفة مقارنةً بكثافة الصخور التي حولها، بعدها تتدفق من خلال الشقوق وفتحات التهوية إلى سطح الأرض، ليصبح اسمها (اللافا)، كما قد تصاحبها انفجارات بركانية عند خروجها من باطن الأرض، إذا كانت الماغما سميكةً ولزجةً؛ فيتراكم الضغط داخلها حتى تنفجر وتطلق الغازات والحمم البركانية في الهواء، لكن بعض البراكين لا يصاحبها انفجارات بركانية، وهذا يعتمد على تركيب الماغما.

أنواع البراكين

  • البراكين حسب الشكل: وهي كما يلي:
    • البراكين المركبة: البراكين المركبة (بالإنجليزية: Composite volcanoes): تتكون هذه البراكين نتيجة تراكم العديد من طبقات الحمم البركانية، وقد تصل قمم البراكين المركبة إلى ارتفاعات كبيرة جدًا، تترواح بين مئات إلى الآلاف من الأمتار.
    • البراكين الدرعية: البراكين الدرعيَة (بالإنجليزية: Shield volcanoes): تتكون نتيجة خروج الحمم المنصهرة وتراكمها بالقرب من فوهة البركان، تنتشر البراكين الدرعية على مساحات أفقية واسعة؛ حيث تصل الحمم التي تخرج منها لاتفاعات قليلة نسبيًا عند ثورانها، وتعتبر البراكين الموجودة في هاواي من الأمثلة على البراكين الدرعية.
    • مجموعة كالديرا ريوليت: يطلِق البعض على هذا النوع من البراكين بالبراكين العكسية (بالإنجليزية: inverse volcanoes)، إن هذه البراكين تنهار للأسفل بدلًا من ارتفاعها للأعلى، ويعتبر هذا النوع من البراكين أشد الأنواع قوةً، نتيجة إطلاقها كميات كبيرة من الرماد تمتد لآلاف الكيلومترات.
    • الحقول البركانية: تمتد الحقول البركانية (بالإنجليزية: Mono genetic fields) على مساحات شاسعة، تحتوي على مئات أو آلاف الفتحات والمنافذ البركانية التي تنشأ بسبب انخفاض تدفق الصهارة من باطن الأرض، وعند ثوران إحدى هذه الفتحات فإن الحمم البركانية التي تخرج منها تتوزع على مساحة كبيرة، فهي لا تسير ضمن مسار موجود بشكل مسبق على سطح الأرض، ومثال لهذه الحقول البركانية، حقل سان فرانسيسكو البركاني.
    • بركان الثوران البازلتي: إن بركان الثوران البازلتي يحدث نتيجةً للحمل الحراري الموجود في العديد من البقع الساخنة، ويؤدي إلى اندفاع الحمم البازلتية السميكة، ففضلًا عن أنه يعد من مصادر تلوث المياه، فهو أيضًا يؤدي إلى تلوث الغلاف الجوي، عن طريق إطلاق العديد من الغازات التي تنتج أثناء ثوران الحمم، كغاز ثاني أكسيد الكبريت.
    • سلاسل ظهر المحيط: تنشأ سلاسل ظهر المحيط نتيجة ابتعاد الصفائح عن بعضها البعض، مما يؤدي إلى تدفق الصهارة من باطن الأرض كي تملئ الفراغ نتيجة ابتعاد الصفيحتين، ومن هنا فإن صخور البازلت أكثر أنواع الصخور المنشرة على الأرض فهي تشكل معظم قيعان المحيطات حول العالم.
  • البراكين حسب النشاط: تقسم البراكين حسب نشاطها إلى ثلاثة أنواع، وهي:
    • البراكين النشِطة (بالإنجليزية: Active Volcano): لا يشترط أن يكون البركان النشِط في حالة ثوران فعلي، فالبراكين النشطة هي البراكين التي استطاع العلماء أن يقوموا بتسجيل نشاط بركاني لها، ويوجد على الأرض ما يقارب 600 بركان نشط.
    • البراكين الساكنة (بالإنجليزية: Dormant Volcano): هي التي تحتوي على أدلة جيولوجية تشير إلى أن هناك نشاطًا بركانيًا قد حدث في الماضي ولكنه حدث قبل فترة تسجيل الأنشطة البركانية، ويعتبر هذا النوع خطرًا على المناطق المحيطة به.
    • البراكين الخامدة (بالإنجليزية: Extinct Volcano): وهي من الأنواع التي لا تحتوي على أية علامات تشير إلى أنه قد حدث لها نشاط حديث أو قديم، والتي من المحتمل أنها لن تندلع مرة أخرى.

أماكن وجود البراكين

هناك الكثير من الأماكن التي توجد فيها البراكين، منها:

  • حدود الصفائح المتقاربة: تتشكل البراكين عند التقاء الصفائح، وخاصةً عند التقاء الصفائح المحيطية مع الصفائح القارية معًا، ونتيجة اصطدامها مع بعضها البعض، يؤدي إلى ذوبان الصفائح، وخروجها على شكل صهارة.
  • حدود الصفائح المتباعدة: تشكل الانفجارات البركانية الناتجة عن الصفائح المتباعدة بين 80-90%، والتي تحدث نتيجة تباعد الصفيحتين عن بعضها البعض، خاصةً الصفيحتين المحيطيتين، فتخرج الماغما من طبقة الوشاح من باطن الأرض، وترتفع لملء الفراغات التي تسببها هذه الحركة، مكونةً بذلك براكين تنشأ تحت الماء.
  • النقاط الساخنة: هي نقط عشوائية داخل طبقة الوشاح أسفل القشرة الأرضية، درجة حرارتها عالية جدًا، توجد داخل اليابسة أو في المحيطات، أي أنها تكون بعيدةً عن حدود الصفائح، ونتيجةً لهذه الحرارة تذوب الصخور مكونةً الصهارة لترتفع مشكلة البركان، وتكون البقع الساخنة ثابتةً في مكانتها في طبقة الوشاح، وتتحرك فوقها الصفائح ببطء، لذلك يتشكل بركان آخر في مكان آخر على الصفيحة، والبركان القديم يصبح بلا نشاط.

منافع البراكين على البيئة والإنسان

يوجد الكثير من المنافع على البيئة والإنسان سنذكرها من الأكثر أهمية كالتالي:

  • تجديد القشرة الأرضية، لأن اندفاع الحمم البركانية تؤدي إلى تشكل التلال والجبال البركانية.
  • تعمل البراكين على تحسين خصوبة التربة، لأن الحمم البركانية تحتوي على مركبات كيميائية، وعناصر، ومعادن تعمل على رفع خصوبة التربة.
  • تشكيل بعض الجزر في المحيطات وظهور أراضٍ جديدة قد يقطنها الإنسان أو تصبح ملاذات وبيئات وموائل للكثير من الكائنات الحية.
  • إن الألماس يتشكل داخل الجبال البركانية، وهو عبارة عن كربون قد تأثر بالحرارة العالية، والضغط، وتحول إلى ألماس، كما يمكن العثور على أهم المعادن كالذهب، والكبريت، والعقيق وغيرها من المعادن المهمة.
  • مصدر للمياه المعدنية الحارة، وتستخدم في علاج كثير من الأمراض الجلدية كالأكزيما والصدفية، وبعض أمراض المفاصل والروماتيزم والجهاز التنفسي، وغيرها من الأمراض.
  • مصدر هام لإنتاج الطاقة.

آثار البراكين

هنالك العديد من الآثار السلبية والإيجابية التي تصاحب حدوث البراكين منها:

  • الآثار السلبية للبراكين: تتسبب البراكين في انفجارات بركانية شديدة والتي بدورها تشكل تهديدًا خطيرًا على الصحة، فهي قد تؤدي إلى انتشار الأمراض المعدية، وأمراض الجهاز التنفسي، بالإضافة إلى الحروق والحوادث التي قد تحدث نتيجة الظروف الضبابية التي يسببها الرماد المنبعث من الانفجار، ومن المخاطر البيئية التي تهدد البراكين بحدوثها: حدوث الفيضانات، والانهيارات الرملية، وتلوث المياه، وحدوث الحرائق.
  • الآثار الإيجابية للبراكين: على الرغم من مخاطر البراكين وتأثيرها السلبي، إلّا أنها تحمل العديد من الآثار الإيجابية، فهي تلعب دورًا كبيرًا في زيادة خصوبة التربة، كما قد استخدمت الحرارة البركانية في باطن الأرض لتوليد الطاقة الحرارية الجوفية، بالإضافة إلى أنها مصدر لاستخراج بعض المعادن، مثل: النحاس، والذهب، والفضة، والرصاص، والزنك.

 

في الختام تنتشر البراكين في الكثير من المناطق حول العالم، حيث يوجد تقريبًا 1500 بركانًا، حيث كان العالم شاهدًا على ثوران ما يقارب 500 بركان على مر الزمن، وتعتبر منطقة حافة المحيط الهادئ أحد الأماكن التي تتركز فيها العديد من البراكين، ويحتوي العالم الحالي على 40 إلى 50 بركانًا نشِطًا يمكن أن يتعرض للثوران في أي وقت.