محمود درويش هو شاعر فلسطيني معاصر تغنى بالشعر الثوري، حيث أمتزج أسمه بالوطن والثورة والحب والعاطفة فربط بينها بكل إبداع وقدمها ألينا بأجمل الأشعار الذي أجمع على محبتها الصغير قبل الكبير.

فأصبحت قصائده تتردد على مسامعنا في كل المناسبات. فضلًا عن دوره الكبير في تطوير الشعر العربي المعاصر وإدخال الرمزية عليه. لذلك سأغتنم الفرصة من خلال موقع كيف لأطلعكم على المزيد من التفاصيل حول حياة الراحل محمود درويش نشأته وحياته، سيرته الذاتية وأهم أعماله وكل ما يخصه.

السيرة الذاتية للشاعر محمود درويش Mahmoud Darwish

ولد الشاعر الكبير محمود درويش في فلسطين في 13 مارس عام 1941. في قرية تسمى البروة وهي تابعة لمنطقة الجليل القريبة من سهل عكار، وكان والده فلاح بسيط اسمه “سليم درويش” أما أمه فكانت من قرية “الدامون” إلا أنها كانت أمية لا تعرف القراءة والكتابة. بالرغم من أن والدها كان عمدة قرية الدامون. ترعرع محمود درويش في ظل عائلة كان ترتيبه  الثاني فيها، وعائلته مكونة من ثمانية أبناء خمسة صبيان وثلاثة بنات. وكان لمحمود أخ كبير كان له الفضل الكبير في شعره لأنه كان يحب الشعر ويهتم به فتأثر به محمود عندما كان صغيرًا.

في عام 1948 هرب محمود درويش مع عائلته إلى لبنان كلاجئ  حيث بقي فيها لعام واحد فقط. ثم عاد بعد ذلك متسللًا إلى فلسطين. ولكن إلى قرية تجاور قريته التي دمرها المحتل وبقي في دير الأسد لفترة وجيزة ثم استقر بعدها في قرية الجديدة .ليكمل تعليمه في المرحلة الابتدائية في مدرسة دير الأسد وبقيا متخفيًا خوفًا  من أن يتعرض للنفي من قبل اليهود وبقي طيلة هذه الفترة عديم الجنسية. ثم انتقل ليتابع تعليمه الثانوي في قرية كفريا سيف. وبعد انتهائه من مرحلة التعليم الثانوي، التحق بالحزب الشيوعي وعمل في صحافة الحزب مثل الجديد والاتحاد وأصبح بعدها مشرفًا على التحرير .

اعتقل مرات عديدة من قبل السلطات الإسرائيلية منذ بداية 1961 حتى عام 1972 بتهم تتعلق بتصريحاته ونشاطاته السياسية ثم توجه بعد ذلك إلى موسكو ليتابع دراسته.

وقد اتسمت حياته بالتنقلات الكثيرة وخصوصًا في مرحلة الشباب وذلك لتلقي العلم. ففي البداية سافر إلى موسكو وبعدها سافر للقاهرة في مصر ثم سافر إلى بيروت. ومنها سافر إلى تونس ثم باريس وفي نهاية المطاف انتقل محمود درويش إلى عمان وأخيرًا مدينة رام الله في فلسطين.

بدايات محمود درويش Mahmoud Darwish في الشعر

تميز محمود درويش منذ صغره بالإبداع وكان اهتمامه بالأدب والشعر واضحًا منذ صغره، حيث كان شغوفا للمطالعة وخصوصًا في الأدب. ويجب أن لا ننسى اهتمامه بالرسم الذي تركه بسبب تكاليفه فتحول من الرسم بالألوان إلى الرسم بالكلمات. لتبدأ تجربته الأولى بالشعر فيسرد عن مشاعر طفولته ليكتب عن مواضيع أكبر من كونه طفل. وكان لمعلمي محمود درويش الأثر الكبير في حياته الشعرية وخصوصًا معلمه نمر مرقس وذلك لما لهم من دور بارز في تشجعيه على الكتابة والشعر، وما قدموا له من عون كبير. كانت أولى محاولات الشعر عند محمود درويش في الصف العاشر 1958 في قصيدة أخي العبري. التي ألقاها على مسامع مدرسته وكانت القصيدة نوع من المقارنة بين حياة الطفل الفلسطيني والطفل اليهودي . وتم استدعائه بسببها إلى الحاكم العسكري الإسرائيلي الذي قام بتهديده.  ولم يستطع إكمال دراسته بعد المرحلة الثانوية فتوجه للعمل ككاتب في بعض المجلات والصحف كمهنة يحترفها. فكتب في صحف الشيوعية وعمل في مجلة فجر الأدبية ثم سافر إلى موسكو ليتابع تعليمه.

الحياة الشخصية للشاعر محمود درويش Mahmoud Darwish

أما حياة محمود الشخصية فقد مر زواجه في مرحلتين فكان زواجه الأول من رنا صباح القباني. ابنة أخ الشاعر نزار قباني. وللأسف لم يستمر الزواج أكثر من ثلاث سنوات لينتهي بالانفصال .ليتزوج زواجه الثاني من المترجمة المصرية وذلك في منتصف الثمانيات. ولم يدم أكثر من عام وقرر بعد ذلك بالاعتزال من الزواج وفعلًا لم يتزوج بعدهما أبدًا. أما بالنسبة لملهمته في الشعر فكانت عشيقته التي أثرت بشكل كبير جدًا في حياة الشاعر محمود درويش. أنها ريتا الفتاة اليهودية التي لعبت دورًا مهمًا في شعره حيث ألف محمود قصائد عنها أهمها قصيدة ريتا والبندقية. وقصيدة شتاء ريتا الطويل التي عبرت عن مدى حزنه وألمه لفراق عشيقته ريتا بعد التحاقها لسلاح الطيران في الجيش الإسرائيلي. وبقيت الصحافة لسنوات عديدة تبحث عن صاحبة هذا الاسم ولم يتمكنوا من معرفته حتى صرح بنفسه من خلال مقابلة مع مذيعة فرنسية. لم يستطع محمود درويش أن ينسى عشيقته ريتا بالرغم أنه تعرف على نساء ودخل في علاقات عديدة وباءت جميع محاولات نسيانها بالفشل.

الحياة المهنية للشاعر محمود درويش Mahmoud Darwish

 

الحياة المهنية للشاعر محمود درويش Mahmoud Darwish

الحياة المهنية للشاعر محمود درويش Mahmoud Darwish

بعد الثانوية عمل محررًا في العديد من المجلات والصحافة. فقامت قوات الاحتلال الصهيوني باعتقاله عدة مرات بتهمة قيامه بنشاط ضد الدولة الإسرائيلية لأفكاره واتجاهاته السياسية وتصريحاته المعادية لإسرائيل. فتم اعتقاله عام 1961 و 1965 و 1966 و 1967 و 1969.كما شغل محمود درويش في مناصب عديدة فقد عمل بداية في التحرير لمختلف الصحف العربية مثل صحيفة الاتحاد التي تعمل لصالح حزب “راكاح” كما كان عضوًا فيها عام 1961، أنتقل للعيش في بيروت من عام 1973 حتى عام 1982 وكان رئيسا للتحرير في صحيفة “شؤون فلسطين”.وبعد ذلك أصبح مديرًا لمركز الأبحاث في منظمة التحرير الفلسطينية .وذلك قبل أن ينشأ مجلة “الكرمل”عام 1981. وفي عام 1987 عمل في  اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وهو المنصب الذي عمل فيه لستة سنوات متواصلة حتى عام 1993. في عام 1977 باع أكثر من مليون نسخة من دواوينه ولكن وبسبب الحرب الأهلية غادر بيروت سنة 1982 حيث تم نفيه من قبل السلطات الإسرائلية فعاش تائها بين سوريا والقاهرة وباريس وتونس وقبرص. وفي عام 1996 ألغي قرار نفيه وسمح له بالعودة إلى بلاده للعيش مع أصدقائه وعائلته في إسرائيل وفلسطين.

أقوال وحقائق عن الشاعر محمود درويش Mahmoud Darwish

أقوال وحقائق عن الشاعر محمود درويش Mahmoud Darwish

أقوال وحقائق عن الشاعر محمود درويش Mahmoud Darwish

من أهم أقواله وعباراته النادرة التي اشتهر فيها:

  • لو عرفت أشجار الزيتون الأيادي التي زرعتها لأصبح زيتها دمعًا.
  • عام يذهب وآخر يأتي وكل شيء فيك يزداد سوءاً يا وطني.
  • هل في وسعي أن أختار أحلامي، لئلا أحلم بما لا يتحقق.
  • وأنت تفكر بالآخرين البعيدين فكر بنفسك …قل ليتني شمعة في الظلام.
  • أتيت ولكني لم أصل…وجئت ولكني لم أعد.
  • والتاريخ يسخر من ضحاياه ومن أبطالهم…يلقي عليهم نظرة ويمر.
  • ربما ماتت…فإن الموت يعشق فجأة مثلي وإن الموت لا يحب الانتظار.

أهم أعمال محمود درويش Mahmoud Darwish

محمود درويش هو شاعر فلسطيني كان له دور كبير في تطوير الشعر العربي المعاصر وإدخال الرمزية إليه كما عمل على مزج الحب بالوطن مع الحبيبة الأنثى من أهم أعماله:

  • عصافير بلا أجنحة:  وهو أول ديوان ألفه ولم يتجاوز عمره العشرين عام نشره سنة 1960.
  • ذاكرة نيسان كتبه عندما كانت بيروت محاصرة عام 1982.
  • كزهر اللوز أو أبعد حيث تم نشره 2003.
  • يوميات الحزن العادي وكان من ضمن مجموعته السيرة الذاتية التي تحدثت عن ذكريات طفولته ونشره 1973.
  • أثر الفراشة: جمع فيه عن يومياته بين صيف 2006 و 2007.
  • ورد أكثر: هذا الديوان جمع فيه كل قصائده ومقالاته.
  • لا أريد لهذه القصيدة أن تنتهي: وهو آخر ديوان نشره حيث قسمه إلى ثلاثة أجزاء: الأول بعنوان لاعب النرد والثاني بعنوان لا أريد لهذه القصيدة أن تنتهي وهي آخر مؤلفاته. والثالث يحوي قصيدة لمحمود درويش وأخرى لنزار قباني والثالثة لإميل حبيبي.
  • حيرة العائد: وذكر في هذا الكتاب عدة من شخصيات من أهمها نزار قباني وفدوى طوقان و تم نشره في سنة 2007 ميلادي.

وفاة محمود درويش Mahmoud Darwish

في 9 أغسطس عام 2008 أستيقظ جميع رواد العرب والفلسطينين على خبر وفاة أيقونة من أيقونات الشعر العربي محمود درويش. وذلك على إثر عملية جراحية في القلب المفتوح في مستشفى ميموريال هيرمان في الولايات المتحدة الأميريكية. وكان عمره 67 عام. فأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس حدادًا لمدة ثلاثة أيام في جميع الأراضي الفلسطينية .ثم تم دفنه في 13 أغسطس في مدينة راما لله الذي شارك في دفنه الملايين من أبناء شعبه. توفي محمود درويش بعد رحلة طويلة مليئة بالألم والمعاناة والكفاح وبالرغم من كل هذا فقد كلل النجاح كل أعماله التي خلدته وجعلته حيا بين سطور دواوينه.

أتمنى أن تكون قد تعرفتم أكثر من خلال مقالي على أسطورة الشعر محمود درويش ودمتم بخير.