تكبيرات وتهاليل تطرب الآذان، وروائح مسك وبخور تداعب الأنوف منذ بزوغ شمس يوم 10 ذي الحجة. نفوس فرحة ووجوه باسمة، وأطفال انتظروا طلوع الفجر ببالغ الصبر ليرتدوا الملابس الجديدة. ذلك هو صباح عيد الأضحى في البلاد الإسلامية عمومًا، وفي السعودية على وجه الخصوص. كيف لا وهي مهد الرسالة المحمدية، وقبلة الحجاج المسلمين من كل بقاع الأرض! الشعب السعودي الملتزم حتى اليوم بالتقاليد والعادات الإسلامية التي كانت على عهد رسول الله محمد(ص)، لا بد وأن يحظى بعيد مميز غني بمظاهر الفرح والإيمان والتقرب من الله. دعونا نحدثكم عن مظاهر عيد الأضحى المبارك في السعودية.

مظاهر عيد الأضحى المبارك في السعودية

لا بد وإن يستقبل المسلمون أعيادهم بالصلاة، فهي عماد الدين والطريق الأقصر ليتقرب العبد من ربه. وجرت العادة على إقامة صلاة العيد بشكل جماعي وذلك عملًا بسنة رسول الله. فيستيقظ مسلمو السعودية صبيحة العاشر من ذي الحجة ليغتسلوا ويتطيبوا بالعود الذي طالما تطيب به النبي محمد، ويرتدون اللباس الشعبي، وحتى الأطفال يرتدون اللباس الشعبي لتأكيد الحفاظ على التراث والسير على خطى الآباء والأجداد. ويتدافعون إلى أبواب المساجد والجوامع لأداء صلاة العيد وملاقاة الأحباب وتبادل التهاني والتبريكات بقدوم العيد. فيما يقف الأطفال حاملين التمور ومبتسمين في وجه المصلين الذين يخرجون ويشاركونهم حبات التمر.

ولأن ديننا الحنيف يحث ويؤكد على صلة الرحام، يجتمع أفراد العائلة جميعًا في منزل الأهل فيتلاقى الأخوة والأحفاد وتسود أجواء الألفة والمحبة. ويتسابق الكبار في توزيع العيدية على الأولاد والنساء كما جرت العادة. وفي الاجتماع العائلي يذبح الرجال الأضاحي وتوزع على الفقراء والمحتاجين.

أما باقي أيام العيد الثلاث فتخصص لتبادل الزيارات مع الأقارب والأصدقاء وتناول الحلويات السعودية المعدة احتفالًا بالعيد. كما ويسعى البعض للخروج إلى المولات والمطاعم والمنتزهات ليستمتع الكبار والصغار بأجواء الود التي تسود احتفالات العيد الكبير.

عادات خاصة بمناطق معينة من السعودية

تمتد المملكة العربية السعودية على مساحة جغرافية كبيرة نسبيًا. فتتنوع العادات وتختلف من منطقة إلى أخرى. ففي المنطقة الغربية من المملكة تهتم النساء بأصناف من الحلويات دون غيرها، فتتصدر الدبيازة الموائد، وهي نوع من الحلويات سنتحدث عنه لاحقًا، وكذلك أكلة الزلابية الشهيرة. بينما يتسع مفهوم العائلة لدى سكان الجنوب ليشمل أهل القرية أو الحي جميعًا، فيجتمعون لتناول الطعام في أول أيام العيد ويرحبون بأي زائر أو عابر سبيل يمر بمجلسهم ويصرون على أن يشاركهم طعامهم.

وفي جازان للعيد نكهة أخرى، إذ وبالإضافة للموائد التقليدية والأكلات الشعبية كالحميس والمحشوش، تقام وصلات رقص فلكلوري جماعي تبهج النفوس وتضفي على العيد طابعًا مميزًا. وترتدي نساء جازان عقود الفل والنباتات العطرية التي تزين رؤوس الفتيات. كذلك في الشمال تطهي السيدات أشهى المأكولات كالمطازيز والهريس والحميس والجريش. في جين تقوم بعض القبائل بنصب خيم تستقبل الزائرين المباركين، وتقدم أصناف الحلويات الشهية. بينما تجتمع النساء في بيت واحدة منهن ويوزعن الهدايا على الأطفال.

أشهر أصناف الحلويات في المملكة العربية السعودية

  • المعمول الذي يكاد يكون طقسًا لازمًا للعيد في كل البلاد الإسلامية. وتختلف مكوناته وحشوته وطريقة إعداده من بلد لآخر. والمعمول السعودي مشهور بطبيعته الهشة ومذاقه الشهي.
  • الكليجا السعودية تنتشر هذه الحلوة في منطقة القصيم، وهي مكونة من الطحين والسكر والعسل وتحشى بأجود أنواع التمور. وتقدم في العيد مرافقةً للقهوة السعودية التقليدية.
  • العريكة السعودية (الجنوبية) تعود أصول هذا الصنف لأهالي المنطقة الجنوبية، وهو مصنوع من طحين البرـ والتمر، والسمن العربي.
  • الدبيازة السعودية المشهورة لدى سكان الحجاز ويتكون من الفواكه الجافة، والمكسرات، وبعض التوابل، ويؤكل باردًا أو ساخنًا.
  • الحيسة السعودية أو حلوى أهل المدينة نسبة للمدينة المنورة التي تشتهر بها. تتكون من التمر المخلوط بالطحين الأسمر والسمن، وبعض أنواع المكسرات كالفستق الحلبي. ويقدم مع القهوة التقليدية.

وبهذا نكون قد نقلنا لكم باختصار مظاهر عيد الأضحى المبارك في السعودية، عسى أن تحظى عزيزي القارئ بفرصة الذهاب للسعودية وأداء مناسك الحج والاحتفال بالعيد مع شعبها الطيب الكريم. وكل عام وأنتم بألف خير.