ممتاز البحرة فنان تشكيلي من أهم الرسامين في مجال الكاريكاتير السوري. حصل على شهادة البكالوريوس في الفنون الجميلة من جامعة دمشق. يعتبر من أهم وأفضل رواد الجيل الثاني في المجال التشكيلي السوري وله فضل كبير على المناهج التعليمية الأولى في سوريا. علاوةً على ذلك أخذ الأطفال القسم الأكبر من أعماله لذلك ارتبط اسمه بأدب الطفولة. الذي جعله حيًا في نفوس أجيال من الشباب. سنوافيكم في هذا المقال من خلال موقع كيف على ممتاز البحرة أعماله، حياته المهنية وسيرته الذاتية.
عناصر المقالة
من هو ممتاز البحرة Mumtaz Albahra
ولد محمد ممتاز البحرة في مدينة حلب في التاسع من شهر مايو عام 1938. وكان ولد لعائلة دمشقية ذات نسب عريق. في غضون ذلك عاش طفولته في حلب وذلك بسبب عمل والده محمود البحرة الذي كان معلمًا في التربية الرياضية ثم تمت ترقيته ليصبح مفتشًا في مدينة حلب لمادة التربية الرياضية. ترعرع ممتاز البحرة في ظل عائلة مكونة من ثلاث أخوات وكان محمد أكبرهم يليه أخوه مخلص التي وافته المنية في ريعان شبابه عن عمر 24 عامًا في مدينة برلين تاركًا جرح عميق في قلب ممتاز. أما أخوه الأصغر محسن فقد درس الهندسة وبرع فيها لتأتي بعده أخته مؤنسة التي عملت مدرسة في مادة اللغة الإنكليزية.
عاشت عائلة ممتاز البحرة ضمن بيئة شعبية في بداية الأمر. لتنتقل بعد حين وتستقر في حي المهاجرين بمدينة دمشق.
كانت حياة ممتاز البحرة في بداية شبابه مليئة بالضغوطات النفسية التي نجمت عن وفاة والده عن عمر ناهز الواحد والخمسون عامًا مخلفًا وراءه أخوات محمد الذي تولى رعايتهم والاهتمام بهم. وكان لهم بمثابة الوالد الحنون ليفجع فيما بعد بوفاة شقيقه مخلص أثناء سفره لمتابعة دراسته.
يمكنك مشاهدة: مي زيادة MAI ZIADE السيرة الذاتية
بدايات ممتاز البحرة Mumtaz Albahra
بدأت رحلة ممتاز البحرة العلمية في كلية الفنون في مدينة مصر في القاهرة. وذلك في ظل الوحدة العربية بين مصر وسوريا مع بعض من أصدقائه السوريين كنذير نبعة والدكتور غازي الخالدي بالإضافة إلى زملاء مصريون مثل محيي الدين البلاد. إلا أن وفاة والده وانهيار الوحدة بين البلدين الشقيقين سوريا ومصر قد حالت دون إنهاء دراسته. ليعود إلى وطنه الأم سوريا ليبدأ من مدينة دمشق منطلقًا مع زملائه في الدفعة الأولى في كلية الفنون التي كانت قد نشأت حديثًا الأمر الذي جعله يعاود كل سنين تعليمه ليبدأ بالسنة الأولى بعد أن كان قد وصل إلى التخرج في مصر. تخرج من دمشق حامل اختصاص تصوير فني أو رسم فني وحصل على شهادة البكالوريوس في الفنون الجميلة وكان من المتفوقين المتميزين بين أبناء دفعته. ومن أبرز من علمه محمود حماد والأستاذ حسين إسماعيل، والأستاذ سعيد تحسين.
الحياة المهنية لممتاز البحرة
بعد تخرج ممتاز البحرة عمل في معهد إعداد المعلمين كمدرس للمادة الفنون الجميلة في مدينة الحسكة السورية وبقي هناك لمدة سنتين. ثم عاد إلى دمشق ليمارس التدريس في عدة ثانويات ومعاهد تعمل في إعداد المدرسين. ثم أنتقل بعد ذلك ليعمل ضمن الصحافة كراسم كاريكاتيرا بالإضافة إلى الرسوم المرفقة في المجلات والجرائد اليومية. إلا أن إبداعاته وخياله في الرسم قد أودى به للاعتقال ليكون أول رسام كاريكاتير معتقل في سوريا. على أثر ذلك صدر بحقه حكم إعدام ميداني عسكري من دون محاكمة مع بعض من المعتقلين السياسيين أمثال الصحفي نصر الدين البحرية، والكاتب عباس الصوص. ليتوقف حكمه قبل التنفيذ بعدة ساعات وذلك بعد فوز المجموعة البعثية على الناصرين أثر انقلاب 8 آذار. ومن أهم الصحف التي عمل فيها جريدة الصرخة السورية من إصدار أحمد علوش. وصحيفة الطليعي السوري والثورة. ثم عمل في صحيفة تشرين وقد برع في العديد من المجلات كمجلة التلفزيون العربي السوري ومجلة المعلمين.
الحياة الشخصية لممتاز البحرة Mumtaz Albahra وأشهر أقواله
الحياة الشخصية للفنان ممتاز البحرية فقد تلخصت بزواجه من فردوس البحرة الحاصلة على شهادة جامعية في العلوم الفلسفية. وأنجب منها ثلاثة أولاد الشاعر والطبيب فارس، ونوال المهندسة المدنية والمبدعة في مجال الرسم، والصيدلاني محمود.
من أشهر ما قيل عن لسان ممتاز البحرة :
• وصلني أكثر من حقي ولا شعور لدي بأنني أنتظر المقابل، ومنذ كنت أعمل وأقدم اعتدت ألا أنتظر شيئًا. بل دوافعي للعمل هي المحبة والاحترام.
• أنا نفسي ممتاز البحرة مزيج واختلاط فأخوالي شيعة أتراك، ووالدي سني منسوب في شجرة العائلة. وجدتي من علوي أرناؤوط، فلمن سأتعصب! ولمن سأنسب نفسي! فكلهم أحبائي والشام علمتني ذلك.
• لا أملك أي شعور بالمرارة أبدًا، وأحيانًا أشعر بأن ما أخذته أكثر مما أستحقه، حتى في مرحلة التعب وفي مرحلة السجن، وفي مرحلة تحصيل الحد الأدنى من العيش.
اقرأ أيضًا: عمر الخيام OMAR KHAYYAM السيرة الذاتية
أهم أعمال ممتاز البحرة Mumtaz Albahra
ممتاز البحري_مجلة أسامة
أبدع الرسام التشكيلي ممتاز البحرة في أدب الطفل حيث رسم معظم الرسومات في الكتب المدرسية التي أصدرتها وزارة التربية السورية في السنوات الأولى من التعليم. فتعلق الأطفال بشخصياته وأحبوها وكانت أشهرها في ذلك الوقت باسم ورباب والتي تركت أثرًا كبيرًا في نفوس السوريين حتى الآن. والأكثر من ذلك التأثير الذي خلفه على الأطفال السوريين والعالم العربي في المسلسل المصور كوميكس العربي الذي أعتبر من أهم إبداعاته. ففتحت أمامه الطريق ليكون المؤسس الأول لمجلة أسامة والتي تعنى بالطفل العربي. والصادرة عن وزارة الثقافة الدمشقية. والتي لعبت دورًا هامًا في حياة الأطفال من خلال شخصيات أسامة وشنتير وماجد وسندباد من ألف ليلة وليلة. وتميزت أعماله المشتركة مع بعض الكتاب مثل خيري الذهبي وزكريا تامر وأسامة دعبول وميشيل كيلو وعادل أبو شنب. وبقي يعمل في المجلة حتى استلمت إدارتها دلال حاتم ليتركها مع بعض الرسامين المعاصرين كالجينة الأصيل ونذير نبعة.
وبعد ذلك توجه الرسام ممتاز البحرة، للعمل في مجلة سامر اللبنانية فقدم فيها عدد من المسلسلات لبعض النصوص المتواضعة للكاتب عادل أبو شنب. ومن أهم لوحاته البارزة العمل البانورامي “لوحة ميسلون” التي ما زالت معروضة في مبنى الجندي المجهول القابع على سفح جبل قاسيون في دمشق.
شاهد أيضًا: رابعة الزيات RABIA AL ZAYYAT السيرة الذاتية
وفاة ممتاز البحرة Mumtaz Albahra
فقد أمضى ممتاز البحرة نهاية حياته في دار السعادة للمسنين في المزة، حيث بقي فيها اثنا عشر عامًا وذلك بناء لرغبته إلى حين وفاته. وأعلنت وزارة الثقافة عن وفاة رسام الطفولة في 16 يناير عام 2017 عن عمر ناهز 79 عامًا. الذي ما زال حيًا داخل ذاكرة جيل بأكمله من أجيال الشباب السوري والعربي.
وفي الختام أقول ممتاز البحرة قد أحيا الطفولة والبراءة في قلوب الملايين من الناس التي أحبته وخلدته. وخصوصًا في شخصية باسم ورباب التي أيقظت فينا الإحساس بالماضي الجميل. ودمتم بخير.