إن أشد حروبنا هي الحرب الداخلية، وهي أكثرها ألمًا ومرارًا، هو من نادى باستقلال سورية. كما لقب بالزعيم فمن هو أنطون سعادة Antoun Saadeh سيرته الذاتية، شخصيته، ومعالمه وأبرز أعماله؟ مضى 73 عامًا على استشهاده، أحد الأدباء والمفكرين اللبنانيين. بالإضافة إلى ذلك، لم تكن حياة الباحث اللبناني سعادة كسيرة مغامر غدر به الحظ التعيس، حتى أنه لم يكن مصلحًا قوميًا دمرته مشاريعه الخاطئة. بل كان سبّاق إلى تحقيق نهضة وثورة قومية اجتماعية في سورية لتحقيق استقلالها. بالإضافة إلى ذلك، وصف بأنه صاحب أول ثورة شعبية في التاريخ العربي المعاصر كما الأدب العربي. كما أنه من مشاهير برج الحوت وهو من نفّذ به حكم الإعدام خلال 24 ساعة فقط، فمن هو حديث شخصية مقالنا؟ وما فكره وما هي سيرته الذاتية؟ فلنكمل وندخل في التفاصيل في فقراتنا التالية.

من هو أنطون سعادة Antoun Saadeh

هو الزعيم مؤسس الحزب القومي السوري الاجتماعي، أديب لبناني، ولد في بلدة الشوير في لبنان في الأول من شهر مارس لعام 1904 ميلادي. بالإضافة إلى ذلك، هو ابن الطبيب خليل سعادة، ووالدته نايفة خنيصر، كان أنطون فيلسوف وكاتب سياسي وصحافي في الوقت ذاته. ونظرًا لكونه شجع على تأسيس الحزب السوري وكان أول من نادى للثورة الشعبية لاستقلال سورية. فقد تسبّب له هذا العمل بشهرة واسعة على مستوى العالم عامةً والوطن العربي خاصّة. بالإضافة إلى ذلك، فقد بدأ بالكتابة بسنّ مبكرة في عمر 16 عام، وكانت أشهر كتاباته عن الاستقلال وخاصّةً استقلال سورية عن المستعمرين الفرنسيين. وقد دوّن كتابان هما الصراع الفكري في الأدب السوري أهم ديوان له في الأدب العربي، كما كتاب نشوء الأمم والتي تعد من أهم المؤلفات باللغة العربية. بالإضافة إلى ذلك، يعد سعادة من المؤثرين في العديد من التيارات الوطنية، وقد خلف إرثًا علميًا كبير الدرجة بين عظماء اللبنانيين. وعلى الرغم من كونه عربيّ الأصل، فقد أتقن اكتساب اللغات إذ تكلم اللغة الفرنسية والروسية والبرتغالية كما اللغة الألمانية. اتّهم بالخيانة العظمى وقد توفي في بيروت بعد عملية اعتقال ناتجة عن صفقة بين حسني الزعيم والحكومة اللبنانية آنذاك.

بدايات أنطون سعادة Antoun Saadeh

تلّقى أنطون تعليمه الابتدائي في لبنان على يد الكاتب حنا رستم، الذي علّمه أيضُا فن الكتابة بسنّ مبكرة. ثم سافر إلى مصر وهناك التحق بمدرسة الفرير في المرحلة الثانوية في العاصمة المصرية القاهرة. بالإضافة إلى ذلك، وبعد وفاة والدته عاد إلى لبنان لاستكمال تعليمه وقد عاش مع أخوته وجدته، إلى حين الانتهاء من التعليم في جامعة بيروت. حيث سافر أنطون إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك عام 1919 سنة ميلادية. وقد عرض عليه العمل في محطة قطارات أمريكية ووافق على ذلك، انتقل سعادة مع والده للعيش في البرازيل. وذلك بسبب عمل أبيه وهناك بدأ أنطون سعادة بالعمل والجهد الذاتي على نفسه. إذ أتقن من جراء ذلك عدة لغات بالإضافة إلى أنه قد شارك والده في إصدار مجلّات وجرائد وألّف كتب ودواوين هامّة. وقد اهتم أيضًا بالفلسفة وعلم الاجتماع والسياسة وفي التاريخ أيضًا. كما حاول تأليف حزب ليوحد به أبناء سورية أثناء الاحتلال الفرنسي وذلك عام 1925 ميلادي في البرازيل. فضلًا عن مشاركة أنطون سعادة في التعليم ضمن المعاهد السورية وذلك عام 1930 ميلادي، وفي هذه الفترة من الزمن كتب روايتين. نشرت الأولى في بيروت تحت اسم “فاجعة حب”، بينما صدرت روايته الثانية في عام 1931 في لبنان أيضًا تحت مسمى “سيدة صيدنايا”.

الحياة المهنية لأنطون سعادة Antoun Saadeh

أمضى الباحث اللبناني السابق أنطون حياته متنقلًا بين دمشق ومصر ولبنان وهاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية وإلى البرازيل كما سافر إلى الأرجنتين. وقد أمضى مسيرته المهنية فيما يلي:

  • كانت بداياته في الكتابة حيث أتقنها وكتب دواوين ومؤلفات شجع بها الاستقلال السوري وجلاء القوات الفرنسية في وقتها. بالإضافة إلى ذلك، فقد تطرّق واهتم بالحركة الصهيونية وتأثيراتها على الشعب السوري.
  • عمل أنطون سعادة في المعاهد السورية وذلك في البرازيل، وشارك في لجان تطوير المناهج.
  • تكلم بعدة لغات وبذلك استطاع تدريس اللغة الألمانية في الجامعة العربية في بيروت. بالإضافة إلى ذلك أثّر في طلبته فأكثرَ من الحوار السياسي معهم، وقام بتدريبهم وتنشيط أفكارهم السياسية.
  • قبل إنشاء الحزب السوري القومي، كان قد انضم إلى جمعيات ثقافية أظهر بها فكره السياسي والمنهجي. من أهمها “العروة الوثقى وجمعية الاجتهاد الروحي والنادي الفلسطيني”.
  • أسس الحزب العربي السوري القومي الاجتماعي، ووضع المنهج الفكري له وذلك في عام 1932 م من شهر تشرين الثاني.
  • قام أنطون سعادة بمزاولة مهنة التدريس، وقد قام بكتابة الكتب والمقالات لصالح عدة صحف دمشقية. على سبيل المثال: القبس واليوم ومقالة أنباء.
  • غادر أنطون سعادة بلاده إلى البرازيل والأرجنتين وهناك أصدر جريدة الزوبعة عام 1947م.
  • عند إعلان الاستقلال اللبناني والسوري عن الانتداب الفرنسي عاد إلى وطنه، وأسس بها حركة قومية تضامنًا مع الحرب في فلسطين عام 1948م.

الحياة الشخصية لأنطون سعادة Antoun Saadeh

ولد أنطون سعادة لعائلة مسيحية واعتنق الديانة المسيحية، تعرّف إلى جولييت المير أثناء رحلته إلى الأرجنتين. ومن الجدير بالذكر أنه قد انتسبت جولييت إلى الحزب القومي الاجتماعي الذي أسسه، وبسبب ذلك نشأ بينها وبين أنطون سعادة علاقة حب انتهت بالزواج عام 1941 م وكانت علاقة زوجية ناجحة. إذ شجعت وناضلت جولييت العمل السياسي الذي قام به أنطون سعادة منذ لحظة زواجهما حتى اعتقاله في عام 1949 م. وقد أنجب أنطون منها 3 بنات هن: صفية، وأليسار، وراغدة.

الجوائز التي حصل عليها أنطون سعادة Antoun Saadeh

الجوائز التي حصل عليها أنطون سعادة Antoun Saadeh

الجوائز التي حصل عليها أنطون سعادة Antoun Saadeh

حصل أنطون سعادة على عدة جوائز منها أدبية ومنها مادية، وتصنف فئات جائزة أنطون الأدبية إلى:

  • جائزة أفضل رواية غير منشورة: حيث طبع العمل ونشره من قبل دار فكر للأبحاث والنشر، مع جائزة مالية تقدر ب 20 مليون ليرة لبنانية.
  • جائزة أفضل ديوان شعري: بلغت قيمة الجائزة 20 مليون ليرة لبنانية.
  • بالإضافة إلى ذلك، جائزة أفضل نص إبداعي (شعر أو نثر): طبع العمل وتم نشره في كتاب يجمع جميع النصوص المشاركة في بحوثه العلمية والسياسية، وبلغت قيمتها 10 ملايين ليرة لبنانية.

شروط التقدم إلى جائزة سعادة 2023 Antoun Saadeh

هناك بعض الشروط الضرورية للتقدم إلى جائزة أنطون سعادة من عام 2023 وهي:

  • ألا يكون المتقدم قد ترشح لجائزة أخرى.
  • ترفق الرواية بملخص يقارب ال 250 صفحة وتقدم لديوان الشعر. وذلك بعد إعادة صياغة الجمل العربية والتأكد من خلّوها من الأخطاء الإملائية والنحوية.
  • آخر مدة لتسليم النصوص في نهاية شهر تموز من عام 2023 ولا يقبل أي نص بعد ذلك.
  • تعرض الأعمال والنصوص الأدبية على لجنة مؤلفة من 22 كاتبًا وناقدًا.
  • يعتبر قرار لجنة التحكيم غير قابل للنقض.
  • تعلن النتائج في الأول من آذار من عام 2023.

وفاة أنطون سعادة Antoun Saadeh

اعتقل أنطون سعادة في عام 1949 م، وذلك عندما سافر من لبنان إلى دمشق بعد الانتخابات البرلمانية حيث استلمه حسني الزعيم. بالإضافة إلى ذلك، فقد سلّمه إلى السلطات اللبنانية بعد صفقة سياسية بين الزعيم والحكومة اللبنانية. وذلك بتاريخ 7 تموز من عام 1949 م، ونفّذ بحقه حكم الإعدام بعد محاكمته في لبنان وذلك في 8 من شهر تموز في عام 1949 م.

وفي نهاية مقالنا عن أنطون سعادة، نكون قد أدرجنا أهم سيره الذاتية وحياته الشخصية والمهنية. فضلًا عن أهم مؤلفاته الأدبية وسبب وفاته، آملين أن نكون قد قدمنا لكم معرفة كاملة عن أهم ما في شخصيته.