تقدم التجارب الزوجية من حولنا مجموعة نصائح لعلاقة زوجية ناجحة، هذه العلاقة المقدسة التي تحمل في طياتها أسمى معاني الحب والتفاهم والود، والتي ينتج عنها أسرة وأطفال يحملون قلوب آبائهم في أكفهم. فالزواج كسائر العلاقات الإنسانية قد يكون موفقًا وناجحًا، وقد يفشل في مكانٍ ما، الأمر الذي يهدد استمرارية العلاقة ويؤدي إلى الطلاق الذي يعد نهايةً غير مرغوبة لدى الشعوب العربية بشكلٍ خاصٍ، حيث تجهد الأمهات، في هذه الشعوب، بتقديم النصائح لبناتهن قبل الزواج وتعليمهن أسس التعامل مع الزوج والزواج في محاولةٍ منهن لتجنيب بناتهن تجربة الطلاق المؤلمة.

فإذا كنت تبحث عزيزي القارئ مع الشريك عن علاقةٍ زوجيةٍ رائعةٍ يسودها الدفء والأمان، فيسعدنا أن نقدم لكما مجموعة نصائح لعلاقة زوجية ناجحة والتي ستساعدكما في تمتين روابط أسرتكما، كما ستنعكس إيجابًا على أبنائكما.

نصائح لعلاقة زوجية ناجحة

ينبغي علينا الاستفادة من التجارب الزوجية المحيطة بنا للوصول إلى حياةٍ زوجيةٍ ناجحةٍ، ولعل أبرز النصائح التي يمكن أن تساعد في نجاح العلاقة الزوجية هي:

  • الابتعاد عن العصبية والتهجم التي تبعد الشريك، كذلك التعبير عن المشاعر الإيجابية بالأفعال التي عنوانها الحب والوفاء.
  • قضاء أوقات الفراغ معًا، ومن الأفضل استغلال هذه الأوقات بممارسة الهوايات المفضلة.
  • الاهتمام بالمظهر واللباس، فالمظهر الجميل، والنظيف، والمرتب يعكس احترامًا واهتمامًا بالشريك.
  • الدعم المستمر والمتواصل للشريك، والذي من شأنه رفع المعنويات، مما ينعكس إيجابًا على الحياة المشتركة.
  • إظهار أفضل جوانب الشخصية لدى الشريك، فكل شخصية لديها الأسوأ والأفضل، والعلاقة الناجحة هي التي تظهر الأفضل.
  • التمتع بالمرونة في المواقف الحياتية والابتعاد عن العناد الذي يشكل أساس المشاكل الزوجية.
  • الحفاظ على عاداتٍ يوميةٍ تحمل الود، كإلقاء التحية في الصباح، والتقبيل عند العودة إلى المنزل، والملامسة بحنانٍ. إذ أن الود ينعكس تفاهمًا ودفئًا بين الشريكين.
  • الكرم في الوقت، وفي المال، ثم في المشاعر أيضًا.
  • غفران الأخطاء والهفوات الصغيرة، وعدم اجترار مشاكل الماضي، فالحاضر والمستقبل أولى بالوقت والاهتمام.
  • الضحك، إذ ليس كل ما نعيشه يحتاج جديةً في التعامل. حيث أن القليل من الضحك مع القليل من الجدية يعدّ سرًّا ليومٍ ناجحٍ بامتيازٍ في الحياة الزوجية.
  • التجديد الدائم، كالذهاب في رحلةٍ قصيرةٍ والابتعاد عن الضغوطات والمسؤوليات، أو بهديةٍ لطيفةٍ بين الحين والآخر. إذ من شأن ذلك أن يمنع الملل والروتين من التسلل إلى الحياة الزوجية.
  • التعاون في مسؤوليات الأبناء، وعدم تركها مرميةً على كاهل طرفٍ واحدٍ.
  • الصراحة والتعبير عن المشاعر، فنحن لا نملك خاصية قراءة الأفكار والمشاعر، لذلك فالجميع بحاجةٍ إلى الصراحة في التعاطي مع المشكلة لحلها بالطريقة الأمثل.

أسس العلاقة الزوجية الناجحة

هناك مجموعة من الخطوط العريضة التي تشكل الأساس المتين الذي يمكن بناء الزواج الناجح عليه، ومن أبرزها:

الثقة المتبادلة بين الزوجين

لايمكننا الحديث عن نجاح أي نوعٍ من العلاقات الزوجية دون التوقف عند الثقة المتبادلة بين الشريكين، فالثقة تشكل العمود الفقري للزواج الناجح، وبدونه لا يوجد أهمية لأي عامل آخر، ولكن متى يجب علينا الثقة بالشريك ثقةً عمياء؟
إذا كان الشريك يفي بوعوده، ويعمل جاهدًا لإسعاد الطرف الآخر، ويمكن الاعتماد عليه دائمًا، هنا يمكنك الثقة تمامًا بهذا الشريك، والبدء برحلةٍ موفقةٍ في الحياة إلى جانبه.

التعامل مع المشاكل الزوجية

تعد المشاكل الزوجية اليومية أمرًا بسيطًا واعتياديًا في كل منزلٍ، فهي بمثابة الملح من الطعام، ولكن حين يزيد الملح عن حده يصبح الطعام لا يطاق، ويبدأ الشجار والفتور بالتسلل إلى الشريكين، لذلك ينبغي عليهما العمل بشكلٍ مستمرٍ على حل هذه المشاكل الصغيرة والتعامل معها بحكمةٍ حتى لا تتراكم وتتحول إلى مشكلةٍ حقيقيةٍ يصعب حلها، أو إلى حجر عثرةٍ في طريق استمرار زواجهما.

التواصل المستمر بين الزوجين

إن الزواج الناجح هو الزواج الذي يحقق ترابطًا وتواصلًا عاليًا على كل المستويات، الجسدية والنفسية، فإذا كان الشريكان يتشاركان الحوار والأنشطة اليومية المختلفة، ولديهما مشاريع وأفكار وأحلام مشتركة، فهما يصنعان رابطًا متينًا طويل الأمد في العلاقة الزوجية.

الاحترام المتبادل بين الزوجين

يعتبر الاحترام المتبادل بين الزوجين ركيزةً أساسيةً لنجاح العلاقة الزوجية، لذلك فالاحترام مطلوب قولًا وفعلًا بشكلٍ مستمرٍ ودائمٍ، إذ من شأن ذلك حماية الزوجين من الشعور بالإهانة التي قد تؤثر سلبًا على استقرار العلاقة القائمة بينهما.

الصدق والصراحة بين الزوجين

يعزز الصدق الثقة بين الزوجين، كما تحمي الصراحة المتبادلة العلاقة من السقوط في بئر المجاملات والنفاق، فالشريك الحقيقي هو من يكون مرآةً لشريكه عند الحاجة دون تجريحٍ أو إهانة.

أسباب فشل العلاقة الزوجية

لا يمكن حصر الأسباب التي تؤدي إلى المشاكل والمتاعب بين الزوجين ولكن أبرزها يتجلى بما يلي:

  • يؤدي عدم الاهتمام بالشريك سواءً بسبب العمل أو بسبب الإنجاب إلى إهمال الطرف الآخر، الأمر الذي يؤثر بشكلٍ سلبيٍ على طبيعة العلاقة بين الزوجين.
  • تؤثر محاولة تغيير سلوك وطباع الشريك سلبًا على العلاقة الزوجية.
  • يعتبر سوء التصرف المتعلق بالأمور المالية من أكبر المؤثرات على ثبات واستقرار العلاقة.
  • يؤدي الفتور والملل إلى الخيانة التي تعد المسمار الأخير في نعش العلاقة الزوجية، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى انهيار هذه المؤسسة التي تعد نواة المجتمع.

نتائج العلاقة الزوجية الناجحة

إن تطبيق النصائح المتعلقة بالعلاقات الزوجية الناجحة، وتجنب أسباب فشل العلاقة يكفل لنا حياةً زوجيةً مستقرةً وهذا ما ينعكس:

  • تربيةً سليمةً للأبناء، حيث تعد هذه النتيجة من أهم وأسمى النتائج، فالتربية السليمة تعطي إنسانًا مسؤولًا وقادرًا على النهوض بمجتمعه والتأثير بمن حوله.
  • صحةً نفسيةً وبعدًا عن مظاهر التوتر والاكتئاب.

سعادةً تؤخر الشيخوخة ومظاهرها، وهذا ليس بالأمر الجديد، فهناك دراسات كثيرة قديمة وحديثة تشير إلى أثر السعادة على الإنسان، ودورها الفعال في إطالة عهد الشباب داخليًا وخارجيًا.

نتائج فشل العلاقة الزوجية

يؤدي فشل العلاقة الزوجية إلى:

  • الطلاق وتفكك الأسرة الي تعد حجر أساس المجتمع.
  • ضياع الأبناء في ظل غياب البيئة السليمة لهم، وانحدارهم إلى بئرٍ تنعدم فيه أدنى مستويات القواعد الأخلاقية، وتشيع فيه الممنوعات.
  • الاكتئاب وعدم الاستقرار النفسي لكلا الطرفين، حيث تبدأ الأمراض بالتسلل وغزو الجسد والروح في ظل هذه الظروف النفسية السيئة.

وصية أم لابنتها قبل الزفاف

يزخر التاريخ العربي بالكثير من القصص والحكايا المليئة بالعبر والمواعظ، ومن حكايا تاريخنا العربي وصية أمٍّ لابنتها قبل الزفاف تقول:

((احفظي عشرًا من الوصايا عملت أنا بها فسعدت مع أبيك، أما الأولى : فاصحبيه بالقناعة، والثانية: عاشريه بحسن السمع والطاعة، وأما الثالثة والرابعة: فتفقدي مواضع عينيه وأنفه، فلا تقع عيناه منك على قبيح، ولا يشمن منك إلا طيب ريح، والخامسة والسادسة: فالتفتي إلى وقت طعامه ومنامه فإن الجوع ملهبةٌ وتنغص النوم، (بمعنى راعي زوجك في أمر نومه وطعامه)، والسابعة والثامنة: فالاحتراس على ماله والاهتمام بحشمه وعياله (بمعنى حافظي على أولاده وماله)، وأما التاسعة والعاشرة: فإياك والفرح بين يديه إذا كان مغتمًا، وإياك والاغتمام إذا كان فرحًا، واعلمي أخيرًا أنك لن تنالي منه ماتريدين حتى تؤثري هواه على هواك ورضاه على رضاك)).