هل التنمر من الكبائر، انتشرت ظاهرة التنمر في الآونة الأخيرة، حيثُ أنها من الظواهر السلبية التي يقوم بِها العديد من الأفراد دون المبالاة بالضرر الذي يُسببه بتِلك التصرفات، إذ أصبحنا نعيش بواقع الألم والضرر النفسي من حولنا، بدافع الجرأة في الحديث وأنها هي الحقيقة، ولم يعُد الأفراد ينتبهون لأقوالهم وأفعالهم، وبات مصطلح التنمر قضية رأي عام عبر منصات التواصل الاجتماعي نظراً للضرر النفسي التي تُحدثه، مما يدفع الأشخاص للتساؤل حول هل التنمر من الكبائر، وهُنا في المقال سوف نُسلط الضوء عليه.

هل التنمر من الكبائر

يُعرف التنمر على أنه السخرية من الأشخاص بسبب عرقه أو دينه أو لونه، كذلك شكله وحالته النفسية والبدنية، بالتالي يُؤثر عليه ذلك سلباً ويتسبب بالأذى النفسي له، حيثُ تكون الإساءة للغير بشكل متكرر بدافع الترهيب، التخويف، أيضاً منها التحرش البدني الذي يُصيبه بالضعف وتُدخله بحالة اكتئاب حادة، لذا من المهم تسليط الضوء على هل التنمر من الكبائر، ونوضحه لكم في النقاط التالية:

  • هُنالك الكثير من الأمور التي أثبت حرمانيتها بالكتاب والسنة نظراً للأثار السلبية التي تُلحقها بالفرد والمجتمع.
  • وبعد أن شاعت ظاهرة التنمر فقد تم صدور فتوى دينية واضحة بشأنها من مفتري الديار المصرية.
  • أكد من خلالها على أنّ التنمر من الكبائر، ويُلحق بالضرر النفسي الكبير للضحية.
  • لذا من المهم على المتنمر أنّ يدرك خطئيته ويعتذر للضحية، كذلك يُوضح ندمه ويستغفر الله حتى يتوب عليه من ذلك الذنب.

هل التنمر حرام

تعددت الأيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي وضحت من خلالها مسألة التنمر وقد بينت حرمانيتها، لما لها من أضرار وخيمة تعود على الفرد بالتالي المجتمع بشكل عام، والتي منها:

  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده” وهذه إشارة واضحة إلى اختصاص صفة الإسلام بالتسامح بين الناس وعدم إيذاء الآخرين.
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ليس الشديد بالصرعة”، ذلك يعني أن القوي ليس الذي يؤذي الآخرين أو يستخدم قوته في إلحاق الضرر بالغير.
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “القوي من ملك نفسه عند الغضب”، نِجد أنّ الحديث يدُل على أهمية ضبط النفس وعدم الانصياع وراء الغضب، لاسيما بأنه يوضح أن القوي هو من يملك نفسه عندما يغضب.
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى، أَبَلَّغْتُ؟ قَالُوا: بَلَّغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ”.

التنمر في الإسلام

لاشك من الذكر أنّ الإسلام يدعو إلى مكارم الأخلاق والأداب الإسلامية الحسنة، أيضاً تجنب الأخلاق السيئة بما فيها التنمر على الأفراد والتهجم عليهم بالألفاظ البذيئة، ذلك ما ورد في القرآن الكريم، بقوله عز وجل: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَىٰ أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَىٰ أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ”، “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ”.

لاسيما أنّ الآية الكريم تنهى عن التنمر والإستهزاء بالأخرين، كذلك لمز الناس ونقول لهم ما يهينهم ويُصغر منهم، علاوة على ذلك النهي عن التنابز بالألقاب ولا يجوز مناداتهم بالألقاب التي يكرهون سماعها والأسماء التي لا يُحبونها.

ما هي أشكال التنمر

تعددت صور وأشكال التنمر التي تحدث بين الأفراد، حيثُ أنها تكون بإلحاق الضرر النفسي والأذى لهم بالتلفظ والحديث السلبي عنهم، ومن أشكال التنمر:

  • الإساءة اللفظية أو الخطية، مثل إطلاق أسماء أو ألقاب غير مستحية أو كتابة لافتات تسيء للآخرين.
  • بالإضافة إلى العنف ضد الآخرين، والتي تتمثل في التهديد واستخدام العنف الجسدي.
  • أيضاً، التمييز العنصري، والذي هو التفرقة في المعاملة بين الأشخاص وفقا لهويتهم أو لونهم وغيرها.

شاهد أيضاً: موضوع عن التنمر وآثاره قصير للطباعة

نصائح للوقاية من التنمر

جاءت النصائح للوقاية من التنمر في نشر التوعية والنصح كذلك الإرشاد، وذلك ما ورد في مسألة التنمر نظراً لإنتشارها بشكل كبير، لذا نعرِض لكم نصائح للوقاية من التنمر:

  • يقوم الوالدين بزرع في طفلهم الاحترام والحب للكبير والعطف والرحمة للصغير.
  • بالإضافة إلى تربية الأطفال بعيداً عن وسائل العدوانية.
  • تعليم الأبناء الصواب من الخطأ دون اللجوء لوسائل العنف.
  • أيضاً، توعية وإرشاد الأطفال إلى قوة المرء تكمن في ضبط نفسه.

تُعتبر ظاهرة التنمر واحدة من الظواهر السلبية التي شاعت بين صفوف الأفراد، لاسيما أنها تُلحق الأذى والضرر بِهم، لذا تعرفنا في مقالنا على هل التنمر من الكبائر وأهم المعلومات التي وردت عن التنمر.