لم يمر يوم على الأرض منذُ بداية شتاء عام 2019م إلا وذُكر فيه فيروس كورونا وأعراضه ونتائج وكيفية الإصابة به، وأصبح الحديث الرئيسي المتداول على ألسنة الأطفال والبالغين، وها هي البشرية تودِّع عام 2020م وما تزال تستقلُّ قطار الفضول الممزوج بالخوف في رحلة البحث عن إجابات للكثير من الأسئلة بخصوص هذا الفيروس أملًا بالوصول إلى المحطة المنشودة وإيجاد الحلول المناسبة لإيقاف موجة الرعب التي أحدثها هذا المرض والتي جعلت الناس يخلطون بينه وبين الكثير من الأمراض الشائعة، فما هو فيروس كورونا وما هي أعراضه، وما هو الفرق بين أعراضه وأعراض الزكام الذي يُعتبر من أكثر الأمراض شيوعًا؟، حسنًا، سأُقدِّم في هذا المقال إجابة مفيدة ووافية عن الأسئلة السابقة.
عناصر المقالة
فيروس كورونا أو كوفيد 19
هو مرض يُصيب الجهاز التنفسي ويُسببه فيروس SARS-CoV-2 وهو من الفيروسات المُكتشفة حديثًا والتي صُنِّفت ضمن عائلة الفيروسات التاجية، ويُعتبر مرضًا مُعديًا وذو أعراض تختلف شدتها من إنسان لآخر وتتراوح ما بين البسيطة والخطيرة، وتتم الإصابة عند مخالطة الأشخاص المُصابين على مسافة أقلّ من مترين بانتقال الفيروس مع الرذاذ التنفسي عبر العطس أو السعال أو التحدث أو الغناء حتى، بالإضافة إلى لمس الأنف أو الفم أو العين بعد لمس الأسطح الملوثة بالفيروس.
الزكام أو نزلة البرد
وهو مرض تنفسي أيضًا ولكن يعود سببه إلى نوع آخر من الفيروسات والتي تُسمى الفيروسات الأنفية أو Rhino Virus، وينتقل بنفس الطرق التي ينتقل بها فيروس كورونا ويُسبب أعراض تتشابه في العديد من النواحي ولكن تُحافظ على اختلافات واضحة.
الفرق بين أعراض الزكام وأعراض فيروس كورونا
تظهر أعراض الإصابة بفيروس كورونا بعد يومين إلى 14 يوم من التعرض للفيروس بينما تظهر أعراض الإصابة بالزكام بعد يوم إلى ثلاثة أيام من التعرض للفيروس، وسأُوضّح أعراض الإصابة بهذين المرضين في الجدول التالي لأنه عند المُقارنة بين شيئين مُتشابهين يبقى استخدام جداول المقارنة هو الوسيلة الأسهل والأفضل للفهم والحفظ:
الأعراض | فيروس كورونا | الزكام |
الآلام العضلية والمفصلية | تُلاحَظ في أغلب الحالات الآلام العضلية والمفصلية التي تُرافق المريض في المراحل الأولى من الإصابة | قد تظهر أحيانًا حسب شدة المرض |
سعال | يظهر السعال الجاف القوي والمُستمر والمؤلم للصدر هو عرض واضح | يحدث عادةً السعال المُنتج المُترافق مع القشع وزيادة الإفرازات |
الآلام الصدرية وأعراض التهاب الرئة | تحدث عادةً بسبب قوة السعال وإحداث الفيروس لتخريب في النسيج الرئوي | قد تحدث أحيانًا ولكن ليست بشدة الآلام الصدرية المرافقة للكورونا |
ضيق وصعوبة التنفس | يحدث في أغلب الحالات | قد يحدث بسبب انسداد الأنف وزيادة الإفرازات |
اضطرابات التفكير | يحدث في بعض الحالات وخاصة المتقدمة؛ بسبب قلة الأوكسجين الواصلة إلى الدماغ بالإضافة إلى احتمال تطور الخثرات الوريدية التي تعيق جريان الدم | لم تُسجل أي حالات زكام ترافقت باضطرابات التفكير |
عطس واحتقان الأنف وسيلانه | نادرًا ما يحدث | عادةً ما يحدث |
فقدان حاسة الشم والتذوق | تحدث عادةً وفي المراحل الأولى من الإصابة، ويُرجح سببها إلى تأثير الفيروس على الأعصاب الشمية، وتختلف المدة الزمنية اللازمة لعودتها من إنسان لآخر فقد تعود بعد أيام من اختفاء الأعراض وقد تحتاج أشهرًا لتعود | يمكن أن يحدث انخفاض جزئي في القدرة على الشم والتذوق وليس فقدانها الكامل وذلك بسبب انسداد الأنف، وتعود تدريجيًا بمجرد زوال الاحتقان والانسداد |
التهاب الحلق | يحدث في أغلب الحالات | يحدث عادةً بسبب التقطير الأنفي الخلفي |
الحمى وارتفاع الحرارة | تحدث في كل الحالات تقريبًا مع حدوث قشعريرة | تحدث في بعض الحالات وخاصة المترافقة مع التهاب جرثومي للحلق أو اللوزتين أو غيرها |
الإسهال | قد يحدث أحيانًا الالتهاب المعوي الذي ينتج عنه الإسهال | لم تُسجل أي حالات زكام ترافقت أعراضها مع حدوث الإسهال |
الغثيان والإقياء والآلام البطنية | تحدث أحيانًا وتترافق مع الالتهاب المعوي والإسهال | لم تُسجل أي حالات زكام ترافقت أعراضها مع حدوث الغثيان والإقياء والآلام البطنية |
التهاب الملتحمة أو العين القرنفلية | يحدث أحيانًا | قد يظهر احمرار في العين بسبب نوف بسيط في الأوعية الدموية تحت الملتحمة نتيجة قوة السعال أو العطس، بالإضافة إلى الدماع بسبب انسداد القناة بين الأنف والعينين، ولكن هذا لا يؤكد حدوث التهاب الملتحمة |
الصداع | يحدث في أغلب الحالات | يظهر عند احتقان الأنف أو ازدياد العطس أو اشتداد السعال |
اضطرابات الشهية | تحدث في الكثير من الحالات حيثُ يضعف المريض ويفقد شهيته لعدة أيام | قد تحدث أحيانًا ولكن لا تستمر لفترة طويلة |
الطفح الجلدي | وهو عرض جديد يترافق مع أعراض فيروس كورونا الأخرى في بعض الحالات | لم تُسجل أي حالات زكام ترافقت أعراضها مع حدوث الطفح الجلدي |
وفي النهاية يجدر التنويه إلى أن أعراض الكورونا ما تزال في تطوُّر مُستمر، وإذا اشتدت الأعراض وطوَّرت مُضاعفات خطيرة ستؤدي إلى الموت، ومن المؤسف أن الخطط العلاجية ما تزال مُقتصرة على تخفيف الأعراض وتقوية الجهاز المناعي لمنع تطوير المضاعفات، وبالرغم من أنه لم يتم اكتشاف علاج للزكام والكورونا إلا أن الزكام ما يزال حالة مرضية شائعة يُمكن تخفيف أعراضها بسهولة نسبيًا ومن النادر جدًّا أن تُسبِّب الموت إلا عند الأشخاص مُضعفي المناعة.