كُتبت منذُ أقدم العصور وحتّى الآن الكثير من القصائد والكتب والروايات والمعلقات. وغيرها من الأمور التي تصف عظمة الله سبحانه وتعالى بأدق التّفاصيل. وعلى الرّغم من جمال هذه الأعمال و كميّة الإبداع التي تظهر في تفاصيل حروفها وكلماتها .إلّا أنّها لا تصف إلّا جزء بسيط و صغير جدّاً من رحمة الله تعالى وقدرته. فلطالما سعى الإنسان بغض النّظر عن طائفته أو جنسه إلى التّعبير عن شكره لله وامتنانه بشتّى الوسائل. و هنا سنجد أفضل السّبل لنيل رضا ومحبة الله عزّ وجلّ في الدنيا والآخرة. نذكر منها قراءة القرآن و حفظه لاسيّما في شهرنا الكريم رمضان.

فضل ختم القرآن في شهر رمضان المبارك

لطالما عُرفَ شهرُ رمضان بأنّه شهر الرّحمة والغفران، فكيف لو أنّ المسلم حفظ فيه القرآن كاملاً دون كللٍ أو ملل، سيكون أجر صبره و جهده المتواصل أضعاف مضاعفة لاسيّما إن كان صائماً طيلة فترة النّهار، علاوةً على مضاعفة الأجر و نيل الحسنات ستغفر الذّنوب وتطهر القلوب فيعود الإنسان كالطّفل البريء، إضافةً إلى ذلك فحفظ القرآن يطيّب النفس ويعوّدها الصّبر والإحسان بعيداً عن الغضب والحقد، ولا ننسى توفيق الله تعالى و الرّزق الوفير في الدّنيا والمراتب العالية في الآخرة، أي أنّ ذلك يعود بالنّفع والخير وليس هناك أي جوانب سلبية لهذا الأمر.

الوقت المفضّل لقراءة القرآن في شهر رمضان المبارك

إنّ قراءة القرآن وحفظه و فهمه من الأمور المحببة لدى الله سبحانه و تعالى، لكن يجب ألّا ننسى مراعاة الشروط الواجبة لذلك كالتّطهر والوضوء قبل لمس المصحف وعدم قراءته بالإكراه أو الإجبار ووجود النّية الخالصة وغيرها من الأمور الواجب الدّراية بها قبل الشّروع في القراءة، ويحق للإنسان في أي وقت قراءة القرآن عندما يراعي كافة الشروط السابقة لاسيّما عندما يشعر أنّه في حالة ضيق وتعب فقراءة القرآن تفرّج الهموم و تجلي القلوب فيشعر الإنسان بالرّاحة والأمل مجدداً، ومن الأوقات المفضّل قراءة القرآن فيها هي وقت الفجر وقبل آخر الليل أو أوّله، كما أنّ هناك أيّام تعدّ فيها قراءة القرآن الكريم ضرورية لأنّها تكون من الأيام الفضيلة، كالنّصف من شعبان أو ليلة القدر التي قد تكون في الليالي العشر الأواخر من شهر رمضان الفضيل.

و يوم الجمعة من الأيام الجيّدة لتلاوة القرآن على مدار السنة.

طريقة لحفظ القرآن كاملاً وختمه في شهر رمضان الكريم

لكل شخص طريقته في الحفظ والاستيعاب فلا بدّ من التّذكير بأنه ليس من الواجب فقط حفظ القرآن بشكل ببغائي وإنّما علينا فهم كافة مفردات وأفكار الآيات الواردة و قراءتها بتمعّن وتحرّي الدّقة في تلاوة الآية والالتزام بالقواعد المخصصة لذلك، والجدير بالذكر أنّه كما يقال، يوجد تقريباً ١١٤ سورة في القرآن الكريم، لذا يمكن تقسيمها على طيلة الشهر كما يحب الشخص فمثلاً منهم من يحب ختم القرآن لمرة واحدة أو مرتين أو أكثر، ولكن سنقترح طريقة مبسطة يمكن اتّباعها في حال عدم وجود خطّة بديلة، وهي قراءة ما يقارب عشرون صفحة يومياً أي ٤ صفحات عقب الانتهاء من كل صلاة، و من الواجب الالتزام والصّبر عند اتّباع أي طريقة لختم القرآن مع نهاية الشّهر الفضيل.

طريقة لعدم نسيان القرآن بعد ختمه

الفكرة الأقرب والأوضح لذلك هي ضرورة التّكرار، فبهذه الطّريقة يتجنب الفرد غياب أي سورة عن ذاكرته كما تنشّط الذّهن وتعوّده على الحفظ السّريع، إضافةً إلى ذلك هي ربط الأفكار ببعضها و تخصيص وقت يومياً لتلاوة القرآن وإن لم يكن غيابياً تلك هي خيرُ طريقة لترسيخه في الذاكرة، كمان يمكن الاعتماد على الكتابة خلال مراجعته و قراءة القرآن في كل صلاة لتبقى على اطلاع دائم لكل السّور مما يسهّل عملية التّذكر.

في نهاية هذا المقال نذكّر بأن الفرد ولو قام بصيام شهر رمضان كاملاً أو حتّى ختم القرآن وحفظه، إلّا أّنه يجب عليه التّقيد بمضمونه في الحياة العامّة والالتزام بكل ما أمرنا الله تعالى به وذلك حتّى يكون العمل مقبول عند الله وينال المؤمن الأجر الكامل، كما ننوه بأهمية حُسن النّوايا وتحرّي الصّدق في الحياة فهي من الفرائض التي يحاسب عليها الإنسان.