تطبيق دليل الأدوية الموحد الذكي الإمارات لا يمكن إنكار أن التكنولوجيا والثورة المعلوماتية، وما أنجبته من تقنياتٍ رائعة كان لها دور كبير في نهضة البشرية ورفع السوية المعرفية والثقافية عند مختلف الفئات العمرية في المجتمع، واستفاد قطاع الرعاية الصحية من هذه الميزة كمحاولة لزيادة مستوى الوعي الصحي، وفي هذا السياق قدمت وزارة الصحة في بعض الدول كالإمارات العربية المتحدة العديد من البرامج الثقافية الصحية وجعلتها في متناول أيدي جميع من يملكون هواتف ذكية، وسنتناول في مقالنا هذا أحد هذه التطبيقات؛ ألا وهو تطبيق دليل الأدوية الموحد الذكي الإمارات، كما سنتطرق إلى أحد أهم التحولات الفريدة التي شهدتها الإمارات.

التحول الرقمي في الإمارات

تعتبر الإمارات العربية المتحدة من الدول السباقة في المنطقة العربية في مجال الاستفادة من التقنيات الحديثة وابتكار كل ما هو جديد ومفيد، كما تربعت على عرش الصدارة في أتمتة أنظمتها الحكومية، وشهد العام 2001 م عملية بدء تقديم بعض الخدمات الإلكترونية مثل “الدرهم الإلكتروني”، كما وشهد عام 2011 م إطلاق الحكومة الإماراتية الإلكترونية؛ التي وفرت العديد من الخدمات الإلكترونية، وبالتالي وفرت الجهد والوقت، وقدمت أفضل الخدمات بأسرع الطرق وبجودة عالية، أما العام 2013 م فقد شهد ظهور إحدى أهم نتائج الثورة الصناعية الرابعة؛ ألا وهي الحكومة الرقمية القائمة حتى الوقت الحالي، وتعتمد هذه الحكومة على الثورة الرقمية وتكنولوجيا المعلومات بشكل أساسي، وبالحديث عن أبرز الإنجازات الرقمية في مجال الصحة العامة حتى عام 2020 م، فيحتل ظهور تطبيق “دليل الأدوية الموحد” في الإمارات العربية المتحدة مركزًا هامًا.

لمحة عن تطبيق دليل الأدوية الموحد الذكي في الإمارات

هو تطبيق فريد من نوعه، ويعدّ الأول في إدارة أدوية الدليل الموحد في الإمارات العربية المتحدة وفي الشرق الأوسط، أطلقته وزارة الصحة ووقاية المجتمع الإماراتية كطريقة علمية مبتكرة وإبداعية؛ لتوفير المعلومات عن الأدوية ومستجداتها وأحدث أخبارها والدراسات عنها، حيث يؤمن أكثر من 30 ألف معلومة دوائية من مصادر موثوقة، وقام المعنيون ببرمجة التطبيق بربطه بشبكة ميكروميدكس العالمية الخاصة بالمعلومات الدوائية، ويُتيح هذا التطبيق ميزة الحوكمة الافتراضية؛ التي يتم من خلالها إدارة العمليات والطلبات والتقييم والحذف والتعديل على الأدوية، مما يجعل هذا التطبيق متوافقًا مع منظومة التميز الحكومي، فهو يوفر تقييم ما يزيد عن 2000 صنف دوائي، علمًا أنه أُدرج واُستخدم ما يقارب 1500 صنف منها، وتتم هذه العملية بالتنسيق والتعاون مع الشركات الدوائية العالمية والمحلية.

ومن الجميل أن تعلم أن وزارة الصحة ووقاية المجتمع في الإمارات قد حصلت على تسجيل الملكية الفكرية من وزارة الاقتصاد في الدولة بعد إطلاقها لتطبيق دليل الأدوية الموحد الذكي؛ تقديرًا لجهود العاملين عليه وإبرازًا لأهميته وإفادته الكبيرة.

أهداف التطبيق

  • إن إحدى أهم أهداف التطبيق تتضمن تقديم خدمات لأفراد الطاقم الطبي من أطباء وصيادلة وممرضين؛ من حيث توفير المعلومات المفيدة والدلائل العلمية الموثوقة، بالإضافة إلى التعرف على آرائهم المهمة في تقييم الأدوية المتاحة، وتوفير إمكانية طلبها.
  • يحقق هذا التطبيق هدفًا اقتصاديًا؛ من خلال تحديد الأدوية ذات الأهمية الاقتصادية من قبل شريحة واسعة من الخبراء في المجال ومستخدمين عاديين.
  • تعزيز الإدارة السليمة للموارد المالية؛ من خلال ما توفره التطبيقات الذكية من خدمات.
  • اطلاع أغلب الناس على مستجدات الأدوية وما هو متوفر منها.
  • توفير العلاجات الفعالة والمتطورة؛ مما أسفر عن تقليل أعداد الوفيات الناتجة عن الأمراض القلبية.
  • تأمين المعلومات الصحية التي ترفع مستوى الوعي عند مختلف شرائح المجتمع؛ وكدليل على ذلك فقد لوحظت قلة انتشار ظاهرة تدخين التبغ وغيره.
  • استخدام نظام الأرشفة الذكية لجميع الطلبات.
  • توفير الجهد والوقت، وتأمين السرعة بالأداء.

معلومات تقنية عن التطبيق

يوجد التطبيق على أجهزة الآندرويد والآبل، ويظهر باسم (MOHAP Formulary)، يفوق عدد مرات تثبيته الألف مرة، وشهد الأول من سبتمبر/ أيلول من عام 2016م آخر عملية تحديث متوفرة لتطبيق دليل الأدوية الموحد الذكي الإمارات، وأصبح بحجم 31 ميغابايت.

كيفية العمل بميزة التقييم التي يوفرها التطبيق

تحتوي المستشفيات أعدادًا كبيرةً من المرضى والمرافقين والأطباء والصيادلة والممرضين، ويُمكن أن يشارك كل هؤلاء في عملية التقييم الدقيقة من خلال تجميع الآراء حول دواء معين ومطبق بشكل فعلي، ثم تأخذ لجنة تقييم الأدوية الخاصة بكل مستشفى قرارها الحاسم، وترفع طلبًا بتوفير الأدوية الفعالة والمطلوبة بشكل إلكتروني ليصل إلى الجهات المعنية في وزارة الصحة ووقاية المجتمع، ثم يُراجع مركزيًا من قبل لجنة خاصة مؤلفة من 15 فريقًا استشاريًا لكل التخصصات الطبية تقريبًا، وبعد التصويت الإلكتروني من قبل أعضاء هذه اللجنة يُرفض الطلب أو يُعمّم على جميع المستشفيات في الدولة؛ إذا كان يحمل من المنفعة ما يخدم الجميع.

أصبحت دولة الإمارات إحدى أفضل الأماكن التي يقصدها الناس للهجرة أو العمل أو حتى الدراسة؛ بسبب التقدم المذهل في جميع مجالات الحياة فيها، والتطبيق الذي تحدثنا عنه في مقالنا هذا ما هو إلا عينة بسيطة ولدت نتيجة هذا التقدم.