تعتبر مبطلات الصيام في شهر رمضان من الأمور الهامة، لذلك من الضروري على كلّ مسلمٍ صائمٍ أن يتعرف على المبطلات جيّدًا. كي يحافظ على صحة الصيام، مع ضمان تحقيق الأجر والثواب منه. ويأتي تعريف الصيام في الدين الإسلامي بأنّه الإمساك عن جميع المُفطرات، طيلة الفترة الممتدة من طلوع الفجر وحتى غروب الشمس. لهذا السبب سيوضح المقال مفطرات الصيام، الواجب تجنبها.

أنواع مفطرات الصيام في شهر رمضان:

فرض الله تعالى على عباده الصيام لما فيه خيرٌ لهم من جميع النواحي، وقد حرّم بعض الأمور التي تُفسد الصيام وتضرّ بالصائم. وتنقسم المفطرات إلى قسمين، هما:
• المُفطرات المسببة لخروج أشياء من الجسم: أي هي الأفعال التي تؤدي إلى ضعف الجسد. وذلك نتيجة خسارة الجسم للطاقة المصروفة على تلك الأمور. وبالتالي حدوث الضرر للصائم.
• المفطرات التي تُسبب دخول أشياء للجسم: أي أنها تُفسد الفعل الأساسي من الصيام، وهو عدم تناول شيء طيلة الفترة المحددة له.

مفطرات صيام شهر رمضان من النوع الأول:

تأتي هذه المفطرات بخمسة أنواع، وهي:
• الجِماع: وهي العملية الجنسية التي تتم بين الرجل والمرأة. فمن عمد إلى فعل ذلك خلال فترة الصيام، بَطُلَ صيامه وحمل إثم فعلته. لذلك وجب عليه قضاء صيام في يومٍ آخر. بالإضافة إلى أداء الكفّارة التي تُزيح عنه الإثم.
• الاستمناء: وهو فعل إخراج المني من الجسم، عن طريق استخدام اليد أو شيءٍ آخر. فمن واجبات الصائم التحكم في شهواته، وعدم الانجرار وراءها. وفي حالة إكمال الاستمناء يجب على الصائم قضاء اليوم والتوبة لله. أما عند القيام بتلك العملية وعدم إكمالها، فيجب التوبة فقط وإتمام صيام اليوم.
• الحجامة: وهي عملية العلاج بواسطة تطبيق كاسات الهواء على منطقة الظهر، لإخراج الدم الفاسد من الجسم. وتعد من المفطرات لأنها تُسبب الإجهاد كعملية التبرع بالدم، لذلك يجب الامتناع عنها. وفي حال اضطرارية الحجامة يجب قضاء اليوم الذي يُفطره الصائم.
• الإقياء: وهي عملية إخراج ما في المعدة عن طريق الفم. وتعد من المُفطرات حين يتقيأ الصائم عامدًا مُتعمدًا. فيجب عليه في هذه الحالة قضاء اليوم. أما حين يحدث الإقياء دون إرادة الصائم، فلا يُفطر ويُكمل صيامه.
• نزول دم الحيض أو النفاس: تُفطر المرأة بمجرد رؤيتها لدم الحيض أو دم النفاس. حتى وإن كان في آخر يوم الصيام. ويجب عليها قضاء الأيام التي تُفطرها فيما بعد. ومن الأمور غير المُحببة تناول الأدوية التي تؤخر من نزول الدم من أجل الصيام. فلذلك آثارٌ ضارةٌ بالصحة، والله تعالى لا يرضى بالإساءة للجسد وإهماله.

مُفطرات الصيام في شهر رمضان من النوع الثاني:

• تناول الطعام والشراب: ويعتبر هذا الفعل من مفطرات الصيام، نتيجة وصول الطعام أو الشراب إلى جوف المعدة من خلال الفم. وبالتالي إفساد فكرة الصيام كلها. ويمكن أيضًا أن يفسد الصيام عند دخول الماء عن طريق الأنف ووصوله للمعدة، فكما هو معروفٌ اشتراك الأنف والفم بمجرى التنفس ذاته.
• تعاطي ما هو بحكم الطعام والشراب، أي توجد موادٌ يأخذها الصائم فتُفسد صيامه. مثل:
1. عملية حقن الدم للصائم. فهو يُعتبر كالغذاء، لذلك يؤدي إلى الإفطار.
2. إبر الفيتامينات أو الإبر المُعطاة للتغذية: وهي من الأمور التي تُغني عن الطعام والشراب. لذلك تسبب إفساد الصيام ووجوب قضاءه. أمّا الإبر التي لا تحل محل الغذاء، فلا تُسبب الإفطار كإبر الأنسولين أو اللقاحات.
3. عملية غسيل الكلية: تعد من المُفطرات، نتيجة إخراج الدم وتصفيته وإضافة موادٍ مغذيةٍ له. والتي تعمل بديلًا عن الطعام والشراب.

شروط إثبات المُفطرات في شهر رمضان:

يترافق وجود المُفطرات التي ذُكرت في الفقرات السابقة مع ثلاثة شروط، كي يفسد الصيام. وهي:
• معرفة جميع أنواع المُفطرات، وعدم الجهل بأيٍّ منها.
• أن يتذكر الصائم الأمور التي تُفسد صيامه.
• أن لا يُجبر الصائم على فعل أي شيءٍ من المُفطرات.

الأمور التي لا تُبطل صيام شهر رمضان:

• الحُقن التي تُعطى في الشرج.
• قطرة العين والأنف، مع ضرورة التأكد من عدم وصولها إلى الحلق.
• قلع الأسنان أو معالجتها عند الطبيب، مع تجنب ابتلاع أي شيء خلال العلاج.
• علاج الجروح الجلدية.
• الأدوية التي تؤخذ تحت اللسان من أجل تجنب الأزمات القلبية، شريطة ألّا تصل مكوناتها إلى الحلق.
• الأدوية الموضعية التي تُوصف لعلاج أمراض المهبل، كالغسول أو التحاميل وغيرها.
• القسطرة البولية أو العلاجات التي تدخل في المجرى البولي عند الإنسان.
• المضمضة أو الغرغرة مع تجنب ابتلاع السائل.
• الأدوية التي تُعطى عن طريق الجلد، كالمراهم أو اللزقات الطبية الجلدية.
• إجراء تنظير للمعدة، ولكن يشترط عدم إدخال مواد مغذية في العملية.
وهكذا يبين المقال للصائم ما يجب عليه الابتعاد عنه خلال شهر رمضان، وكيفية التحقق من صحة صيامه.