قال تعالى : “شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم اشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر” صدق الله العظيم.

يمدح الله سبحانه وتعالى شهر الصيام من بين سائر الشهور، بأن اختاره من بينهن لإنزال القرآن الكريم فيه، وكما اختصه بذلك فقد ورد الحديث بأنه الشهر الذي كانت الكتب الإلهية تنزل فيه على الأنبياء، فقد روي من حديث جابر بن عبد الله وفيه : أن الزبور أنزل لاثنتي عشرة ليلة خلت من رمضان، والإنجيل لثماني عشرة، والباقي كما تقدم. رواه ابن مردويه

قي مقالنا لليوم سوف نتكلم عن شهر اليمن والخير والبركات شهر رمضان، وسنتعرف إلى الكثير من خصائص هذا الشهر وعن كفارة عدم قضاء صيام الشهر الكريم.

ما هو شهر رمضان

شهر رمضان هو الشهر التاسع في ترتيب الأشهر الهجرية، وتعتبر بدايته عندما تثبت رؤية الهلال للمسلمين، وعند انقضاء الشهر يأتي عيد الفطر السعيد، وهو الشهر الذي أنزل فيه القرآن الكريم ليكون هداية للناس ورحمة لهم، ففي كلام الله يجد الإنسان الراحة والهداية وحلاوة يستشعرها قلب المؤمن، ومن يغفل عن تلاوته يدخل في قلبه الجفاء والوحشة فجاء الفضل في تلاوة القرآن في سائر الأوقات وبشكل خاص في أوقات غروب الشمس وفي وقت الفجر المبارك حيث يقال بأن أبواب السماء تكون مفتوحة للدعاء.

فضل شهر رمضان

من الطبيعي جدا أن يتميز شهر رمضان عن باقي الشهور، لذلك سنورد إليكم الفضائل التالية :

1ـ يتميز هذا الشهر بوجود صلاة التراويح، والتي يترتب عليها أجرا كبيرا عند أدائها كما ورد في الكثير من الأحاديث

2ـ من أكثر الأمور الرحمانية التي تميز هذا الشهر هو وجود ليلة القدر فيه، وكما قال الله سبحانه وتعالى في فضلها ” ليلة القدر خير من ألف شهر” وذلك لأنها الليلة التي أنزل فيها القرآن الكريم، وقال أيضا تعالى ” تنزل الملائكة فيها من ك أمر سلام هي حتى مطلع الفجر”

3ـ إن لأداء العمرة في رمضان ثواب مضاعف

4ـ قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ” هذا شهر رمضان قد جاءكم، تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب النار” ولهذا دلالة كبيرة على عظمة هذا الشهر الفضيل  وفتح أبواب الجنة

5ـ صيام شهر رمضان الكريم يمحو الذنوب ويكفر السيئات ولصيام أول ليلة في رمضان أجر خاص وثواب عظيم وفيه تغلق أبواب النار

سيدنا محمد وشهر رمضان

روى ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان، فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة” فقد كان من المغرمين في هذا الشهر الكبير ويجتهد في تلاوة القرآن الكريم، وأيضا الصحابة رضي الله عنهم تعايشوا مع شهر رمضان، وكانوا إذا بشروا بقدوم الشهر أقبلوا على القرآن الكريم لعلمهم بالأجر والثواب الذي كتبه الله في ذلك.

كفارة عدم قضاء صيام رمضان

يجب على المسلم المبادرة في قضاء ما فات من صيام في رمضان، وقد أجمع العلماء في الدين على ترتب الإثم على من أخر رمضان حتى حل رمضان الذي يليه بغير عذر، وقد تم توضيح الأمور فيما يأتي :

الجمهور : وقد أجمع جمهور الفقهاء من الشافعية والمالكية والحنابلة بضرورة إلزام الفدية، وقد أقروها مستنيرين بأفعال بعض الصحابة كأبي هريرة رضي الله عنه، وبهذا تكون الفدية إطعام مسكين عن كل يوم أفطره المسلم ومن الممكن أن تكون الفدية قمح أو دقيق أو نصف صاع من التمر أو الشعير.

أبو حنيفة : أما بالنسبة لأبي حنيفة فقد أقر بعدم لزوم الفدية، فاستدل ذلك من قوله سبحانه وتعالى : “ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر” صدق الله العظيم، حيث أن الله تعالى أمر بالقضاء ولم يذكر الإطعام في قوله، وهنا يجوز تعويض الطعام بالنقود لأن المقصود من الإطعام هو سد حاجة المسكين.

ومن الواجب التنويه إلى أن بعض العلماء كابن تيمية اشترط في جواز قيمة الإطعام مصلحة المسكين وحاجته، ولكن الكفارة طعاما أبرأ للذمة.