أحكام الحائض من أكثر الأمور التي تشغل تفكير النساء أثناء صيامهن خلال شهر رمضان مبارك. لذلك كثير ما نراهن يبحثن في هذه الأحكام ليصلوا إلى  كل الأجوبة التي تدور في أذاهنهن. وفيما يلي سنتعرف على أبرز تلك الأحكام وفقًا للشريعة الإسلامية. 

أحكام الدورة الشهرية والصيام 

لقد اتفق أصحاب المعرفة بالشريعة الإسلامية على أن الصيام يحرم على المرأة وهي في حالة الحيض، سواء في شهر رمضان أو في أيام فضيلة أخرى، لذلك حتى لو صامت يعتبر صيامها غير مقبولًا. 

مع العلم يوجد لعلماء الحكمة والمعرفة العديد من الآراء في عدم قدرة المرأة الحائض على الصيام. حيث قال أحدهم أن صيامها ليس له علاقة بالطهارة بل في نية المرأة بالصيام، في حين قال البعض الآخر: أن صيام المرأة الحائض يسبب لها أضرارًا في جسدها من أوجاع وآلام، بالإضافة إلى مشاق الصيام. 

حكم تناول أدوية لتأخير الدورة الشهرية في رمضان 

تستطيع المرأة تناول أدوية من أجل تأخير الدورة الشهرية في حال عدم وجود أي ضرر على صحتها، ونتيجة لذلك يعد صيامها مقبولًا في هذه الحالة. في حين يعد صيامها مرفوضًا إذا كان تناول الدواء يسبب ضررًا. على كل الحال من الأفضل أن تترك المرأة الأمور تسير كما أراد الله تعالى. 

هل يشترط الاغتسال من الدورة الشهرية لصحة الصيام؟ 

اجتمع أهل العلم والمعرفة على أنه يمكن للمرأة الصيام إذا طهرت من حيضها قبل الفجر، حتى لو لم تغتسل. والدليل على هذا قوله تعالى: (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر). 

ما يترتب على الإفطار بعذر الدورة الشهرية 

يجب على المرأة الحائض أن تقوم بصيام الأيام التي أفطرتها في شهر رمضان بسبب الحيض. والدليل على هذا ما روته معاذة إذ قالت: (سألت عائشة فقلت: ما بال الحائض تقضي الصوم، ولا تقضي الصلاة. فقالت: أحرورية أنت؟ قلت: ألست بحرورية ولكني أسأل، قالت: كان يصيبنا ذلك، فنؤمر بقضاء الصوم، ولا نؤمر بقضاء الصلاة). 

وقت الصيام بعد الحيض 

لم يتفق أهل الحكمة والمعرفة على إمكانية صيام المرأة الحائض في رمضان في حال ثبتت طهارتها في نهار رمضان، حيث وجد رأيان في هذا الخصوص سنوضحهما فيما يلي: 

الرأي الأول: اتفق أهل الحنابلة والحنفية على امتناع المرأة الحائض عن الطعام والشراب والجماع إذا قامت بتطهير نفسها. كما بين أهل الحنفية أن إفطار المرأة يكون جائز في حال وجود عذر. ويجب العودة للصيام عند ذهاب هذا العذر. وهذا الحال ينطبق على المرأة المريضة، إذ يجوز لها الإفطار حتى تتحسن صحتها ثم تعود إلى الصيام. بالإضافة إلى ذلك أجتمع أهل الحنبلة على أن ما يحلل بوجود عذر سيحرم عند غياب العذر. حيث لا يجوز للمرأة الحائض التي طهرت في نفس اليوم أن تقوم بالإفطار، ويجب عليها الامتناع عن الجماع والشراب والطعام حتى انتهاء اليوم. 

الرأي الثاني: خالف أهل الشافعية والمالكية الرأي الأول. وقالوا إنه لا يجب على المرأة الحائض الامتناع عن الطعام والشراب والجماع بقية اليوم الذي طهرت فيه ويجوز لها الأكل والشرب. باعتبار أن ذهاب سبب الإفطار لا يقضي بالصيام بقية اليوم. بالإضافة إلى ذلك اعتبر أهل الشافعية إن امتناع المرأة الحائض عن الطعام والشراب والجماع بقية اليوم أمرًا محببًا وليس أمرا أو واجبًا.

الحكمة من عدم تكليف الحائض بالصيام 

يجب على النساء المسلمات الخضوع لأوامر الله تعالى، والابتعاد عن كل ما ينهاهم عنه، سواء كانوا على علم ما الغاية من هذه الأوامر أو لم يعلموا. إذ قال الله تعالى:(وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذ قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم). 

ومنع الله تعالى المرأة الحائض من الصيام رحمةً بها، وجاءت حكمته في هذا الأمر حفاظًا على صحتها باعتبار أن خروج الدم أثناء فترة الدورة الشهرية، يسبب الضعف في جسمها ويصحبه الكثير من الآلام. فإذا صامت المرأة في هذه الحالة سيجتمع عليها تعب الحيض وتعب الصيام، مما يؤدي إلى تحول فرض الصيام من حد الاعتدال إلى حد الضرر.