يشير مصطلح ثقافة المؤسسة إلى مجموعة المعتقدات والسلوكيات التي تحدد طريقة عمل المؤسسة بشكل عام، كما تتضمن هذه الثقافة تحديد علاقات الموظفين وتعاملهم مع بعضهم البعض، وطريقة إدارة أعمال المؤسسة، وكيفية التعامل مع المؤسسات الأخرى والقيام بالمعاملات التجارية الخارجية، وتتأثر بالاتجاهات الوطنية والعادات والتقاليد وبالعلاقات الاقتصادية الدولية. لا تعتمد العديد من الشركات على نص أو عقد صريح يحدد ثقافة هذه المؤسسة، لكنها تتطور بشكل عفوي عن طريق أسلوب عمل المؤسسة وطريقة اختيارها للموظفين والعمال، وعدد ساعات العمل وطريقة صياغة القرارات ومعاملة العملاء الخارجيين، وغيرها من المزايا التي تعبر عن ثقافة المؤسسة بأسلوب غير مباشر.

نبذة تاريخية عن تنمية ثقافة المؤسسة

يعود أول ظهور لمفهوم ثقافة المؤسسة إلى ستينات القرن الحالي وقد ظهرت حينها العديد من الجامعات والشركات التنظيمية والتجارية، ومع أوائل الثمانينيات تبلور هذا المفهوم وأصبح معروفًا على نطاق أوسع، ولكن بقي استخدامه محصورًا بيم المدراء والمسؤولين الأكاديميين الذين عرفوه بأنه طريقة لوصف شخصية المؤسسة ومجموعة قيمها واستراتيجيتها المستقبلية وعلاقات الموظفين وطبيعة بيئة العمل، ومع تقدم الزمن تطوّر فهوم ثقافة المؤسسة بشكل واضح وطرأت عليه العديد من التعديلات، ومع حلول عام 2015 بدأ مفهوم ثقافة المؤسسة يرتبط بالاتجاهات الوطنية والاقتصادية وحجم المؤسسة وطبيعة عملها، ونوعية منتجاتها. ومع ازدياد التواصل الدولي، وكنتيجة للعولمة التي شهدها العالم في القرن العشرين، أصبحت ثقافة المؤسسة تتأثر بثقافات متعددة وعالمية، وأصبح الوعي بثقافة المؤسسة أكثر حدة الآن من أي وقت مضى.

كيفية تنمية ثقافة المؤسسة

يمكن تنمية ثقافة المؤسسة باختلاف نوعها باتباع الخطوات التالية:
الخطوة الأولى: إعادة تقييم مبادئ وأهداف المؤسسة الرئيسة
وهي أولى الخطوات المتخذة في مجال تطوير ثقافة المؤسسة، وتتم من خلال العودة إلى أهداف المؤسسة الرئيسية ومراجعتها وتقيمها بشكل جيد، ومن ثم اتخاذ قرارات العمل بما يتوافق مع هذه الأهداف، وضمان ثقافة قوية ومتينة قادرة على دفع المؤسسة نحو النجاح والتقدم. يجب أن تضع المؤسسة أهدافها على المدى الطويل ولمدة لا تقل عن خمسة سنوات، وخلال هذه الفترة يجب أن تمثل هذه الأهداف قوة إرشادية للموظفين والعمال وقادرة على توجيه أسلوب العمل، كما يجب أن تكون قابلة للتنفيذ ضمن إمكانيات ميزانية المؤسسة.

الخطوة الثانية: تقييم نوع ثقافة المؤسسة
يجب البدء بهذه الخطوة بمجرد الانتهاء من تقييم مبادئ المؤسسة وأهدافها، وتتضمن تحديد نوع الثقافة التنظيمية التي ترغب اعتمادها أثناء عمل المؤسسة، ومقارنتها مع أهداف الشركة، بحيث تضمن ثقافة المؤسسة تحقيق أهدافها على المدى البعيد، يمكنك الاستعانة بأفكار العاملين ضمن المؤسسة عند القيام بهذه الخطوة، أو إجراء استطلاع رأي يشارك فيه جميع أعضاء المؤسسة حول مدى قوة ثقافتها وكيفية تحسينها.

الخطوة الثالثة: وضع خطة تنمية وتطوير واضحة
بعد معرفة الأهداف وتقيّم ثقافة المؤسسة وتحديد النقاط السلبية والإيجابية في عمل المؤسسة، يجب البدء بوضع خطة عمل استراتيجية مفصلة تتضمن تحديد جدول زمني وميزانية محددة لتنفيذها، مع وضع معايير عمل عامة تضمن تقدم المؤسسة نحو الأفضل، يجب أن تستوفي هذه الخطة جميع جوانب المؤسسة بما في ذلك علاقات الموظفين بين بعضهم البعض.
الخطوة الرابعة: مراقبة النتائج ومتابعة التنمية الحاصلة
أفضل طريقة للتأكد من أن أهدافك قيد التحقيق وثقافة المؤسسة في تنمية مستمرة هي تقييم الجهود المبذولة وخطة العمل والنتائج بشكل منتظم، يمكن القيام بذلك عن طريق قياس مدى مشاركة الموظفين ومدى تقدم العمل، وإجراء استطلاعات رأي لجمع البيانات، ومن ثم إجراء التعديلات بما يتوافق مع نتائج الاستطلاعات فثقافة المؤسسة تتطور مع تطور فريق العمل.

أفكار مهمة عن تنمية ثقافة المؤسسة

هناك العديد من الأفكار المهمة والضرورية لتحسين ثقافة المؤسسة والتي تضمن تأثير سريع وناجح على نوعية هذه الثقافة، أهم هذه الأفكار:

التعامل بشفافية ومصداقية:
يزيد هذا النوع من التعامل من ثقة الموظفين بالإدارة العليا، ما ينعكس إيجابًا على جودة العمل وعلى ثقافة المؤسسة، كما يجب تعزيز التواصل بين الإدارة العليا والموظفين وإبقائهم على اطلاع بأعمال الشركة وأهدافها وخططها المستقبلية.

اعتماد سياسة الباب المفتوح
يتم ذلك من خلال القيام بالاجتماعات الصغيرة والمناقشات بين أفراد المؤسسة الواحدة، وتسهيل اختيارهم لساعات وأسلوب العمل.

إنشاء برامج للتعارف بين أفراد المؤسسة
أكد أكثر من85٪ من قادة الموارد البشرية على أهمية برامج التعارف بين أفراد المؤسسة في تحسين ثقافتها التنظمية، وقد أظهر اتباعها تحسنًا واضحًا على جودة عمل الموظفين ونوعيته، وانعكس إيجابًا على ثقافة المؤسسة.