يعدّ الاستثمار في الأسهم واحدًا من طرق الاستثمار الهام في زمننا الحالي. كما يعتبر نوعًا إضافيًا من أنواع الاستثمارات الرئيسية الأربعة في النقد، والسندات، واستثمارات الملكية. وكأيّ استثمارٍ آخر فهو عرضةٌ للمخاطر.  ولكنه في نفس الوقت يقدم عوائد عاليةً جدًا.

ما هي الأسهم

السهم هو حصة تمثل وحدةً ملكيةً صغيرةً في شركة. وبشرائك للأسهم في إحدى الشركات هو امتلاك حصةٍ معينةٍ من ملكية هذه الشركة. كما تستطيع امتلاك الأسهم بنفسك عن طريق الاستثمار المباشر أو باستطاعتك جمع أموالك مع أموال أشخاصٍ آخرين و تجمعهم في استثمار جماعي يسمى صناديق الاستثمار.
كما تشتري صناديق الاستثمار مجموعةً من الأسهم يجري اختيارها وإدارتها بواسطة مدير الصندوق. فإذا وضعت أموالك في الصندوق، فلا يتوجب عليك إجراء استثمارات فردية.
عندما تمتلك الأسهم فإنك بشكلٍ مباشرٍ تصبح أحد المساهمين في الشركة. وهذا يمنحك الحق في التصويت على بعض قرارات الشركة ولكن إذا كنت تستثمر في صندوق استثماري فلا يمكنك هذا. بالإضافة إلى ذلك تشترى الأسهم وتباع في البورصة أو سوق الأوراق المالية.

كيفية الاستثمار في الأسهم بالسوق

لمعرفة كيفية طرق الاستثمار في الأسهم ينبغي عليك فهم آلية العمل في سوق الأسهم. فالاستثمار في الأشياء التي تجهل تفاصيلها تكون غالبًا دربًا يؤدي إلى الخسارة والمخاطر المالية. إذًا ما الأمور الواجب معرفتها قبل الاستثمار في الاسهم؟
إن كنت تود الاستثمار في الاسهم فلتعلم أنَّ هذا يعني شراءها والاحتفاظ بها لمدةٍ من الزمن لكي تحقق مكاسب ماليةً. ويكون كسب المال من الأسهم بطريقتين:

  • تحقيق الشركة للنمو فتصبح ذات قيمة وبالتالي ترتفع قيمة أسهمها. ونتيجةً لذلك ستحقق المكاسب بارتفاع قيمة استثماراتك في هذه الشركة.
  • توزع بعض الشركات أرباحًا في كل سنة كفائدة لحاملي أسهمها، ويطلق على هذه الأرباح “توزيعات الأرباح النقدية”.

وكنتيجةٍ لما ذكرناه فإنك في حال شرائك لأسهم شركاتٍ كبيرةٍ وطويلة الأجل، ستحصل على توزيعات أرباح ولكن من دون نموٍ سريعٍ في قيمة الأسهم. لذا إن كنت مستثمرًا على المدى الطويل وتسعى لدخل ثابت لا إلى زيادة كبيرة في أسعار الأسهم فإن الأسهم المُوزِّعة للأرباح جيدة لذلك.
أما فيما يخص الشركات الصغيرة فهي غالبًا لا توزع أرباحًا سنويةً على حاملي أسهمها. لذا يكون لدى هذه الشركات فرصةً أكبر للنمو بسرعةٍ مما يمنح نسبة نمو أكبر لرأس المال المستثمر، ولكن تبقى نسبة المخاطرة أعلى.

طرق الاستثمار في سوق الأسهم

إن كنت تود بدأ الاستثمار في سوق الأسهم إذًا يمكنك ذلك من خلال الاستثمار في سوق الأسهم إما على المستوى الفردي بشكلٍ مباشرٍ أو عن طريق صناديق الاستثمار:

شراء وبيع الأسهم

في حال كنت تفضِّل شراء و بيع الأسهم بشكلٍ فردي، وترغب بالاعتماد على نفسك بشكلٍ كلّي فيمكنك الاستعانة بخبير أو مستشار مالي بشكل مستمر. وتأتي أمامك ثلاث خيارات للاستثمار المباشر:

  • وسيط عبر الأنترنت.
  • سمسار بورصة تقليدي.
  • مستشار مالي أو مدير استثمارات إذ بإمكانك الطلب منه شراء أو بيع الأسهم نيابةً عنك، وسيفعل المستشار أو مدير الاستثمارات ذلك عبر وسيط أو سمسار.

الاستثمار عن طريق صندوق استثماري

يضع الكثير من الناس أموالهم في صندوق استثماري حيث يستثمرونها في الأسهم أو أصولٍ اخرى. كالسندات، أو الاستثمارات النقدية، أو الممتلكات الاستثمارية، التي يختارها مدير صندوق محترف.
هذا ويمكنك الاستثمار في صناديق الاستثمار إما عن طريق البنوك أو مدير الصندوق أو مستشار مالي أو سمسار تقليدي أو وسيط عبر الإنترنت.

مكاسب ومخاطر الاستثمار في سوق الأسهم

كما يمكن انخفاض أسعار الأسهم أيضًا، ولذا فإن شراء الأسهم لا يخلو من المخاطرة. و لكن على المدى الطويل تستطيع تحقيق عوائد ماليةٍ جيدةٍ. ففي حال رغبت بمضاعفة أموالك في سنةٍ مثلًا فإن الأسهم ليست خيارًا مناسبًا لذلك. ولكن اذا كان هدفك في الاستثمار المالي طويل الأمد لمدة من 5 إلى 10 سنوات فإن سوق الاسهم يعتبر خيارًا مربحًا حتمًا
ولقد صممت الأسهم لكي تزود المستثمرين بنوعين من العائد أولهما الدخل السنوي وثانيهما هو نمو رأس المال على المدى الطويل.

وعلاوةً على ذلك تمنح غالبية الأسهم دخلًا على شكل أرباح. حيث تدفع عادةً مرتين في السنة. كما يمكن اعتبار الأرباح الموزعة بمثابة مكافأة للمساهمين. هذا ويجري توزيع الأرباح عندما تحقق الشركة أرباحًا ويكون لديها أموال سائلة بعد الإيفاء بجميع التزاماتها.

وبالنتيجة فإنه كلما كانت الشركة أكثر ربحيةً كلما ارتفعت الأرباح الموَزَّعة. أمّا إذا كانت الشركة تكسب مبالغً كبيرةً من المال وتسدد أرباحًا كبيرةً، فعادةً ما تعتبر استثمارًا جيدًا و بالتالي يرتفع سعر سهم الشركة.

والاستثمار الثابت الذي تحدثنا عنه غالبًا ما يستخدم في دفع فواتير الإيجار والأجور. كما تستخدم الشركات جزءًا من أرباحها أيضًا للاستثمار في المعدات والبحث و التطوير. في المقابل يجري توزيع نسبة أرباحها لحاملي أسهمها كون توزيعات أرباح الأسهم تُدفع عادةً مرتين في السنة، فإنها يمكن أن توفر للمستثمرين دخلًا منتظمًا.

كما تُعرف الشركات التي تمنح توزيعات أرباح سخيةً باسم أسهم الدخل. أما بالنسبة لبعض شركات البرامج الاستثمارية الضخمة فإنها تعيد استثمار كافة أرباحها.  وغالبًا ما تكون هذه الشركات في مرحلةٍ مبكرةٍ من تطورها فهي تحرص على التوسع و النمو وتعرف باسم شركات النمو. وترتفع أسعار أسهم هذه الشركات عندما يتنجح بإنجاز خططها الاستثمارية.

كما يتحقَّق نمو رأس المال الطويل الأجل عند ارتفاع سعر السهم خلال فترة زمنية معينة.

الاستثمار في سوق الاسهم إما استثمار أو مضاربة

يختار المستثمر في سوق الأسهم سهم شركة ما بعد اطلاعه على أداء الشركة والتعرف على خدماتها وقوة منتجاتها. ثم يطّلع على قوائمها المالية الفصلية (ربع، نصف سنوي) والقوائم المالية في ختام السنة المالية. وبعدها يقارن بين أداء الشركة في فتراتٍ سنويةٍ مختلفةٍ أو بين أداء الشركة وشركة منافسة لها.

يُسمى هذا الأسلوب بالتحليل الأساسي ويتبع هذا الأسلوب من يريد جني أرباح من التوقعات بارتفاع السهم خلال عدة شهور أو سنين أو حتى يتقاضى أرباحًا من الشركة مقابل حمله لسهم الشركة.
وتسمى استراتيجية اقتناء السهم بهذه الطريقة الشراء والاحتفاظ أي امتلاك السهم وبقائه في المحفظة الاستثمارية لفترةٍ من الزمن.

يُحلل المضارب في سوق الأسهم السهم باستخدام الرسم البياني الخاص بأداء السهم. ولا يلتفت المضارب إلى منتجات وخدمات الشركة ولا إلى القوائم المالية في الغالب.
بل كل ما يهمه هو حركة السهم التي تتضح من خلال الرسم البياني. وهذا النوع من التحليل يُسمى بالتحليل الفني. وينقسم المضاربون إلى أقسام فمنهم المضارب المتأرجح، والمضارب اليومي.

وفي الختام أثبتت الدراسات مرارًا و تكرارًا، أن الاستثمار في الأسهم واحدةٌ من أفضل الاستثمارات الطويلة الأجل في السوق المالية. إذ إنها تتفوق على السندات الحكومية وسندات الشركات والعقارات وأنواع أخرى كثيرة من الأصول. لذا فتجرأ وبادر إلى العمل بسوق الاستثمار في الأسهم إن كنت لست من محبي التجارة.