تسعى المملكة العربية السعودية، بعد انقضاء أكثر من نصف قرنٍ على استثمار النفط، إلى تحويل الآلاف من الكيلو مترات المربعة من الرمال إلى مدنٍ عصريةٍ ومنشآتٍ عملاقةٍ مزودةٍ بأحدث التقنيات التكنولوجية في العالم. فإذا كنت عزيزي القارئ مستثمرًا يبحث عن موضع قدمٍ في المملكة، فاقرأ سطورنا التالية، تعرف على كل المشاريع العملاقة في السعودية، ثم اختر منها ما يناسب طموحاتك. ومما لا شك فيه أنها ستجذب انتباهك بعناوينها وتكاليفها الخيالية.

المشاريع العملاقة في المملكة العربية السعودية

نفذت المملكة العربية السعودية في الآونة الأخيرة الكثير من المشاريع التطويرية الضخمة في البلاد. وقد شملت هذه المشاريع قطاعاتٍ مختلفةٍ، كقطاعات النقل، والسياحة، والصناعة، وغيرها. كما تسعى المملكة اليوم بخطواتٍ حثيثةٍ إلى تنفيذ مشاريع عملاقةٍ في إطار تحقيق رؤية السعودية 2030. حيث من المتوقع أن تحول هذه المشاريع المملكة العربية السعودية بحلول عام 2030 إلى درةٍ من درر الأرض، وتجعلها القبلة الأولى للسياحة والترفيه في العالم.
من الجدير بالذكر أن كلفة هذه المشاريع الأخيرة قد بلغت ما يزيد على ستمائةٍ وخمسةٍ وثمانين مليار دولارٍ أمريكيٍ. حيث يساهم صندوق الاستمارات العامة بغالبيتها. وهي تحظى باهتمامٍ مباشرٍ وتنفذ بتوجيهاتٍ من ولي العهد السعودي سمو الأمير محمد بن سلمان.

مشاريع تطوير مدن عصرية

  • مشروع مدينة نيوم: أعلن الأمير محمد بن سلمان عن هذا المشروع عام 2017، ويعد هذا المشروع هو الأضخم بين جميع مشاريع المملكة، ويهدف إلى جعل مدينة نيوم مركزًا عالميًا مزودًا بأحدث التقنيات الذكية، بكلفة تصل إلى خمسمائة مليون دولارٍ أمريكي. بحيث تكون هذه المدينة نواةً لاستراتيجية ما بعد النفط، والتي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل، وتقليل الاعتماد على النفط كمصدر وحيدٍ للدخل. ويقع المشروع شمال غرب المملكة، ويمتد بين ثلاث دولٍ هي السعودية، ومصر، والأردن. في حين تبلغ مساحته ستةً وعشرين ألفًا وخمسمائة كيلو مترٍ مربعٍ. كما يضم المشروع مدينة ذا لاين، وهي مدينة مليونية ممتدة بطول مائةٍ وسبعين كيلو مترًا. ومن المتوقع أن تساهم بإضافة مئةٍ وثمانين مليار ريالٍ سعوديٍ للناتج المحلي بحلول العام 2030.
  • برج جدة: برج سكني يبنى في مدينة جدة بطول ألف مترٍ. مما يعني أنه سيكون أطول برجٍ في العالم، تاركًا برج خليفة في الأمارات العربية في المرتبة الثانية. ويضم البرج مئتي طابقٍ، وأكثر من سبعمائةٍ وخمسين وحدةً سكنيةً، وثلاثة آلافٍ وتسعين موقفًا للسيارات، وستين مصعدًا كهربائيًا.

مشاريع سياحية وترفيهية في السعودية

  • القديّة: يهدف المشروع إلى إقامة أكبر مدينةٍ ترفيهيةٍ، وثقافيةٍ ورياضيةٍ على مستوى العالم تحت مسمى عاصمة الترفيه، وذلك في منطقة القدية الصحراوية. وتبلغ المساحة الإجمالية للمشروع ثلاثمائةٍ وأربعةٍ وثلاثين كيلو مترًا مربعًا. في حين تبعد المدينة عن مركز الرياض مسافة أربعين كيلو مترًا. ويتضمن المشروع أربعة نشاطاتٍ رئيسة، وهي: الرياضة، ورياضة السيارات، والترفيه، والإسكان والضيافة. ومن المتوقع أن تخلق المدينة الآلاف من فرص العمل الجديدة، والتي من شأنها تحفيز قطاعاتٍ متنوعةٍ للمساهمة في تعزيز الاقتصاد. كما ستساعد في تشجيع السياحة الداخلية للمواطنين، وتخفض نسبة إنفاقهم على السياحة الخارجية. حيث من المتوقع أن يجذب مشروع القدية الترفيهي نحو سبعة عشر مليون زائرٍ سنويًا.
  • مشروع البحر الأحمر: يقع المشروع بين مدينتي أملج والوجه على ساحل البحر الأحمر، بالقرب من محمية الأمير محمد بن سلمان الطبيعية. ويهدف إلى إنشاء منتجعاتٍ سياحيةٍ فاخرةٍ على أكثر من خمسين جزيرةً طبيعيةً. حيث تقدر المساحة الإجمالية للمشروع بحوالي ثلاثين ألف كيلو مترٍ مربعٍ. ومن المتوقع أن يحدث المشروع نقلةً نوعيةً ضخمة في قطاع السياحة السعودي، حيث سيفتح بوابة البحر الأحمر أمام العالم، لاستكشاف تنوع الحياة النباتية والحيوانية في المنطقة.
  • أمالا: أو ما يعرف بلؤلؤة الساحل، ويقع المشروع على ساحل البحر الأحمر ضمن محمية الأمير محمد بن سلمان الطبيعية، وتبلغ مساحته حوالي ثلاثة آلافٍ وثمانمائة كيلو مترٍ مربعٍ، ويقع في الوسط بين مدينة نيوم ومشروع البحر الأحمر، ويعتبر المشروع واجهةً سياحيةً على ساحل البحر الأحمر للنقاهة والصحة والعلاج.

مشاريع قطاع النقل في السعودية

  • مطار الملك عبد العزيز الدولي الجديد: يعد هذا المشروع أحد أهم المشاريع الحيوية التي تشهدها محافظة جدة، وقد أنشئ المطار على مساحة تقدر بمئةٍ وخمسة كيلو متراتٍ مربعةٍ، وهي تشمل المطار الحالي، والمناطق المشمولة بخطط التوسع بحيث يكون المطار في نهايتها قادرًا على استيعاب نحو مئة مليون مسافرٍ سنويًا. إضافةً إلى استيعاب الجيل الجديد من الطائرات العملاقة، وكذلك رفع مستوى الخدمات المقدمة لرواد المطار وفق أعلى المقاييس العالمية.
  • قطار الحرمين السريع: وهو عبارة عن خطوطٍ حديديةٍ مكهربةٍ ممتدةٍ بين مدينة مكة المكرمة والمدينة المنورة مرورًا بجدة، وبطولٍ يزيد على أربعمائةٍ وخمسين كيلو مترًا، وبسرعة ثلاثمائة كيلو مترٍ في الساعة. كما جهز المشروع بأنظمة إشاراتٍ واتصالاتٍ حديثةٍ، وقد أنشئ خمس محطاتٍ على امتداد السكة، ومن المتوقع أن ينقل القطار ما يقارب سيتن مليون مسافرٍ سنويًا.
  • مترو الرياض: وهو جزء من مشروع الملك عبد العزيز للنقل العام في مدينة الرياض. ويتألف من ستة خطوط مترو رئيسيةٍ تخترق العاصمة السعودية من جميع الاتجاهات، ويضم خمسًا وثمانين محطةً، تمتد على مسافة مئةٍ وستةٍ وسبعين كيلو مترًا تعمل عليها قطارات كهربائية بدون سائقٍ. وبطاقةٍ استيعابيةٍ تصل إلى ثلاثة ملايين وستمائة ألف  راكبٍ يوميًا.

مشاريع صناعية في السعودية

  • محطة الشقيق البخارية: يقع المشروع في مدينة جازان، وهو مشروع لتوليد الطاقة الكهربائية. ويتألف هذا المشروع من أربع وحداتٍ بخاريةٍ لتوليد الكهرباء تصل قدرة الواحدة منها إلى ستمائة وستين ميجا واط، لتكون بذلك القدرة الإجمالية للمحطة ألفين وستمائةٍ وأربعين ميجا واط. وتقدر تكلفة المشروع بحوالي اثني عشر مليار ريالٍ سعوديٍ. حيث تسعى المملكة إلى الوصول إلى تسعة ونصف جيجا واط من الطاقة المتجددة بحلول العام 2023.
  • مصفاة جازان: يعتبر هذا المشروع نواة المدينة وقلبها النابض، وهو من أضخم مشاريع تكرير النفط على مستوى العالم من حيث الحجم والتقنية المستخدمة في إنشائه، إضافةً إلى الطاقة الإنتاجية التي تزيد عن أربعمائة ألف برميلٍ يوميًا من النفط العربي الثقيل والمتوسط.