تعتبر مهنة الرعي من أهم المهن التي مارسها الإنسان، والتي يرجع ماضيها إلى العصور القديمة.
كان الإنسان يربي الحيوانات المستأنسة ويعتني بها بإطلاقها في المراعي لتأخذ حاجتها من الغذاء والهواء، كالأبقار، والأغنام، والماعز، والإبل. وكانت مهنة الرعي السبيل الأول لكسب العيش. ونظرًا لأن المملكة تشتهر بالرعي منذ القدم بسبب موقعها الجغرافي الجيد والهام لا يسعنا إلا التكلم عن حرفة الرعي في المملكة العربية السعودية وبشكلٍ مفصل.

حرفة الرعي في المملكة العربية السعودية

كان الرعاة يربون الحيوانات ويعتنون بها بهدف الاستفادة من منتجاتها كاللحم، والصوف، والحليب، والبيض، وغيرها من المنتجات.
ونتيجةً للتضخم السكاني الهائل وتطور التكنولوجيا وظهور الإنترنت، وبشكلٍ خاص التطور الذي ظهر بشأن تربية الحيوانات في المزارع الحديثة تراجعت حرفة الرعي ولم يعد الإنسان يهتم بهذه المهنة نظرًا لأنها متعبة جدًا، إضافةً إلى أن مردودها قليل مقارنةً مع الأعمال الأخرى.

أهمية المراعي الطبيعية

تعتبر المراعي الطبيعية من أهم وأفضل أنواع المراعي، فهي تساعدنا في الحفاظ على صحة الحيوانات، وتوفر لها الأمان من الحيوانات المفترسة. إضافةً إلى ذلك يكون إنتاج الحيوانات المرباة في المراعي الطبيعية، أو المزارع أفضل من تلك التي لا تربى فيهم، يعود ذلك لتنوع الأعلاف وارتفاع قيمتها الغذائيةْ، علاوةً على ذلك، تعتبر أعلافًا رخيصة الثمن مقارنةً بالأعلاف الجاهزة والخاصة بالحظائر المغلقة.

أسباب انخفاض الثروة الحيوانية وأسباب تدهور المراعي

انخفض معدل الثروة الحيوانية في الآونة الأخيرة بسبب:

  • استهلاك اللحوم بكثرة من قِبل السكان.
  • تراجع المراعي الطبيعية فانخفضت أعداد الأراضي التي تحتوي على نباتات للرعي، وبالتالي انخفضت كمية الأعلاف المقدمة للحيوانات.

يرجع تدهور المراعي إلى سببين رئيسيين هما:

  • السبب الرئيسي هو الرعي الجائر وذلك يعود للعدد الكبير من الحيوانات مقابل رقعة صغيرة من الأرض الصالحة للرعي.
  • السبب الثاني هو انتشار بعض النباتات الشوكية والسامة في الأراضي المخصصة للرعي.

الجهود المبذولة من المملكة للحفاظ على الثروة الحيوانية

اهتمت المملكة العربية السعودية بالثروة الحيوانية، فوضعت العديد من القوانين والمشاريع، ثم بالإضافة إلى ذلك أشرفت على مكافحة الأمراض عند الحيوانات. كما أنها قدمت الكثير من الخدمات الطبية وخدمات التوجيه وأمنت كل المستلزمات اللازمة لذلك، مع وضع برنامج حيوي للمشاريع الحيوانية يهدف للحفاظ عليها.

أساليب تنمية الثروة الحيوانية

نظرًا لأن الثروة الحيوانية تعد من الأنشطة الثانوية التي تعتمد على الزراعة، ساهمت بتوفير العمل لكثيرٍ من الأشخاص وبذلك وفرت حياةً أفضل لسكان الريف. كما ساهمت الدولة بتنمية الثروة الحيوانية عن طريق:

  • إقامة محميات طبيعية في مناطق الري.
  • زراعة نباتات تتناسب مع التربة الرملية.
  • الاهتمام بالحيوانات ووضعها الصحي.
  • الاهتمام بتغذية الحيوانات وتأمين الغذاء الكافي لهم.
  • توفير فراش الحيوانات والحفاظ على جفافه.
  • توفير المياه الصالحة للشرب.

برنامج دعم مربي المواشي

تعقيبًا على ما ذُكر سابقًا عن أهمية المراعي وأهمية الرعي في المملكة، وُضع برنامج دعم لمربي المواشي، وذلك بهدف تنمية حرفة الرعي بالإضافة لتنمية الثروة الحيوانية.
ويأتي برنامج الدعم لتحقيق رؤية المملكة 2030 وبذلك توزع مصادر الدخل، وبالتالي تنمية الثروة الحيوانية. ولكن بشروط وهي:

  • يجب أن يكون المتقدم ذو جنسية سعودية أو مقيم في السعودية.
  • أن لا يكون أصغر من 21 عامًا.
  • أن يملك من 50 إلى 500 رأس من الماشية داخل أراضي المملكة.
  • أن تتوفر فيه الشروط الصحية.
  • ألا يكون من موظفي القطاع الحكومي أو الخاص.

 

والآن قد تعرفنا على حرفة الرعي في المملكة العربية السعودية وتراجع هذه الحرفة نتيجةً لقلة الثروة الحيوانية في المملكة، بالإضافة إلى الجهود المبذولة من المملكة للحفاظ على الثروة الحيوانية.