تعتبر زراعة الزيتون في الرياض وصحراء الشمال من الزراعات الحديثة، والتي قد تم إدخالها حديثًا على مناطق السعودية وصحرائها.كما يعد الزيتون من الأشجار المحببة لجميع شعوب العالم، وخاصة للشعوب التي تدين بالديانة الإسلامية، حيث أن  الزيتون له قيمة روحية عند المسلمين. ولذلك لأن الله  عز وجل قد ذكره في القرآن الكريم، ولقد كانت المناطق التي يُزرع بها الزيتون هي سورية، لبنان، فلسطين، الأردن، بالإضافة إلى باقي دول حوض البحر الأبيض المتوسط، فقد نقل العرب المسلمون أشجار الزيتون إلى إسبانيا والمغرب العربي. كما أُدخلت زراعة أشجار الزيتون على مساحات واسعة من أراضي المملكة العربية السعودية، وبالتالي فإنك تستطيع رؤية غابات من الزيتون، بشكل خياليٍ مذهل، حيث أن أشجار الزيتون، لم تكن تنمو في مناخ مثل مناخ السعودية الذي يعتبر مناخًا صحراويًا، كذلك بالنسبة إلى التربة فهي تربة رملية غير ملائمة لزراعة أشجار الزيتون.

زراعة الزيتون في الرياض وصحراء الشمال

زراعة الزيتون في الرياض وصحراء الشمال

زراعة الزيتون في الرياض وصحراء الشمال

تتصف شجرة الزيتون بجمالها  بالإضافة إلى كثافة تاجها الذي يزداد بالتقليم الدائم، وبما أن لونها  أخضر فضي، فهو ما يميزها عن اللون الاخضر لباقي الأشجار. ولقد بُدئ بزراعة الزيتون على جوانب الأرصفة والطرقات في مدينة الرياض، والحقيقة أن أشجار الزيتون قد أعطت المدينة منظرًا ساحرًا. بالإضافة إلى زراعتها في الحدائق العامة للمدينة باعتبارها من الأشجار الوارفة الظل؛ والسبب الأهم من ذلك هو نجاح زراعة أشجار الزيتون في السعودية. ولقد توسعت زراعة الزيتون في السعودية، لدرجة أن منطقة الجوف الواقعة في شمال السعودية بالقرب من الحدود الأردنية. مما أدى إلى دخولها في موسوعة غينيس للأرقام القياسية؛ وذلك بسبب وجود أكبر عدد من أشجار الزيتون بالمنافسة مع تشيلي، تونس، كاليفورنيا. وقد بدأت زراعة الزيتون في منطقة الجوف، وذلك تحديدًا في المنطقة الواقعة بين البسيطا ومدينة تبوك. ولقد حصل ذلك بعد عدة تجارب ناجحة، حيث وصل عدد أشجار الزيتون المزروعة في الجوف نحو 13 مليون شجرة وعلى مساحة 7350 هكتار.

أهمية مزرعة الزيتون في الجوف

تعد أشجار الزيتون من الأشجار التي لا تحتاج إلى رعاية كبيرة، وذلك لأنها تستطيع أن تتحمل الفروق التي تطرأ على درجات الحرارة. وكذلك لا تحتاج شجرة الزيتون نسبة عالية من الصوديوم المركز في التربة.

وفي الحقيقة أثرت مزرعة الجوف تأثيرًا كبيرًا في المملكة العربية السعودية من عدة نواحي. كما وأن أهميتها تتجلى بالأمور التالية:

  • تحويل الزراعة التقليدية إلى زراعة دائمة عن طريق زراعة الزيتون في الجوف عام 2007.
  • تنتج كل شركة تضم ٥ ملايين شجرة زيتون 15 ألف طن من زيت الزيتون سنويًا، وهو يعد نصف ما تستهلكه السعودية خلال عام واحد.
  •  أصبحت شركة الجوف للتنمية الزراعية أكبر معمل لإنتاج زيت الزيتون في الشرق الأوسط.
  • تعمل الشركة على إنتاج الزيتون المستخدم في عميلة التخليل وحفظه من عامٍ لآخر.
  • كما تساهم في تصنيع مستحضرات العناية بالشعر والبشرة.
  • تصدير 80 % من الزيتون، حيث تستهلك المملكة 20%فقط من إنتاج الزيتون.
  • إقامة مهرجان الزيتون السنوي والذي يستمر لمدة أسبوعين.
  • يضم المهرجان فعاليات ثقافية، تعليمية، اجتماعية، ترفيهية، بالإضافة إلى المسابقات الفنية والندوات.

فوائد أشجار الزيتون

تعتبر شجرة الزيتون من الأشجار المعمرة حيث يبلغ متوسط عمر الشجرة 500 عام، فبالإضافة إلى جمال منظرها فإن للزيتون فوائد غذائية عظيمة. نذكر منها:

  • يعد الزيتون مصدرًا غذائيًا غنيًا بالحديد، النحاس، الكالسيوم، وفيتامين E.
  • مصدر مهم للأحماض الدهنية التي تخفف من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. كما أنها تعمل على تنظيم نسبة الكوليسترول في الدم، بالإضافة إلى تحسين ضغط الدم.
  • كما يعتبر الزيتون من مضادات الأكسدة، وبالتالي فهي بدورها تقلل من خطر الإصابة بالسرطان.
  • يعالج الإمساك والاضطرابات المعوية.

مميزات زراعة الزيتون المكثف في الجوف

أقرت موسوعة غينيس للأرقام القياسية، بذهولها من الحجم الهائل لزراعة الزيتون المكثف في منطقة الجوف والتي لها مميزات كثيرة. منها :

  • تسجيل السعودية رقمًا قياسيًا في مجال زراعة الزيتون.
  • تساهم زراعة الزيتون في رفع معدل الاستثمار.
  • إقامة مشاريع ري بالاعتماد على الري بالتنقيط لزراعة الزيتون الذي لا يحتاج كمية كبيرة من المياه.
  • استغلال مساحات شاسعة لزراعة الزيتون، حيث يضم الهكتار الواحد 1600 شجرة زيتون.
  • استخدام الحصّاد الآلي وأحدث التقنيات للمعالجة.
  • تقلل زراعة الزيتون المكثف كمية المياه التي تحتاجها الشجرة، فهي تحتاج إلى 80 ليترًا من المياه. أما زراعتها بالطريقة المكثفة، فتحتاج فقط إلى 30 ليرًا من المياه صيفًا.
  • تساهم في تحسين الاقتصاد السعودي.
  • تحسين الوضع المعيشي لسكان الجوف، وذلك عن طريق تأمين فرص عمل لهم.
  • اتخاذ غصن الزيتون المثمر رمزًا للمنطقة.
  • امتداد زراعة الزيتون إلى منطقة عسير التي ساعدت طبيعتها الجغرافية وتربتها البركانية. بالإضافة إلى أمطارها الوفيرة، في نجاح زراعة أشجار الزيتون على أراضيها.
  • اعتبار زراعة الزيتون خيارًا استراتيجيًا لمستقبل الزراعة في السعودية، والتي تهدف للاكتفاء الغذائي الذاتي.
  • تأثير زراعة الزيتون على البيئة من حيث تحسين الغطاء النباتي.
  • تساعد زراعة الزيتون في تحسين المناخ ومقامة التصحر.
  • تسويق زيت الزيتون ضمن المملكة العربية السعودية وخارجها.

مصنع الزيت في الصحراء الشمالية

مصنع الزيت في الصحراء الشمالية

مصنع الزيت في الصحراء الشمالية

بدأ تشغيل مصنع الجوف في عام 2019، وقد شّيد بمساعدة شركة GAE الإسبانية، ولقد بلغت تكلفة المصنع 3.50 مليون دولار تقريبًا. ويضم المصنع معصرة زيتون ومطحنة تعمل بشكلٍ آلي وتُدار عن طريق الكمبيوتر.

وتعالج الشركة الزيتون منذ دخوله إلى المصنع، وذلك عن طريق تنظيفه وتقطيعه وفصله عن البذور، ومن ثم عصره وإعادته على شكل زيت ليتم معالجته بأحدث الطرق.

كما يمكن معالجة الثفل وباستخدام أقل كمية من المياه، ولقد ُصمم المصنع بتقنيات حديثة تتيح إنتاج زيت الزيتون وبأعلى مواصفات الجودة.

كما تعتبر شركة نادك أكبر شركة منتجة لزيت الزيتون في السعودية ودول حوض البحر الأبيض المتوسط. ويتم العمل بالتعاون مع شركة GAE الإسبانية لتصميم وبناء، أكبر مطحنة في قارة آسيا بالقرب من مزرعة نادك.

أنواع الزيتون في السعودية

أنواع الزيتون في السعودية

أنواع الزيتون في السعودية

في الحقيقة إن الزيتون كان ولايزال مورد غذائي أساسي، وقد تم استيراد أنواع كثيرة من أشجار الزيتون من كل من اليونان، إسبانيا، ايطاليا، تركيا. ومن أشهر الأصناف الموجودة في مزرعة الجوف هي السوراني، ومحسن النبالي. كما يوجد 260 نوع لأشجار الزيتون حول العالم منها:

  • إمبلتري وهو زيتون إسباني ثماره سوداء.
  • كالاماتا وهو زيتون يوناني.
  • لوكا موطنه فرنسا.
  • السوري موطنه بلاد الشام ويتميز بنكهة رائعة.
  • النبالي موطنه الأصلي فلسطين.
  • نورسيلا ديل بيليس وهو زيتون إيطالي.

مزرعة الجوف في السعودية هو مشروع سياحي

تحتفل الجوف منذ عام 2008 بإقامة مهرجان الزيتون، الذي يستمر لمدة ١٥ يومًا، فقد أصبح الزيتون هويةً لهذه المنطقة. ويتم خلال المهرجان عرض الأفراد لإنتاجهم من الزيتون بكل أنواعه، بالإضافة إلى عرض الشركات لإنتاجهم من الزيتون والزيت المحضر بأحدث الطرق الآلية. كما أن فعاليات المهرجان تضم حفلات فنية ومسابقات، بالإضافة إلى ندوات حول زراعة أشجار الزيتون المكثف. ويعتبر المهرجان ملتقىً اجتماعيًا ثقافيًا يحضره سياح من السعودية ومن كل دول العالم.

وفي ختام مقالنا نكون قد قدمنا لكم شرحًا عن زراعة الزيتون في الرياض والصحراء الشمالية، كما ذكرنا لكم أهمية مزرعة الجوف للزيتون المكثف، و مميزات زراعة الزيتون في المملكة العربية السعودية، وتحدثنا عن مصنع زيت الزيتون في المنطقة، بالإضافة إلى ذكر فوائد وأنواع أشجار الزيتون.