على الرغم من تقارب المؤشرات الاقتصادية بين دولتي ماليزيا والإمارات العربية المتحدة، غير أن هناك بعض الإماراتيون الذين يبحثون عن شروط الهجرة إلى ماليزيا من الإمارات، وعن إجراءات الإقامة فيها. فما الدافع وراء مثل هذه الهجرة، وما هي شروطها ومتطلباتها.
يحتل الاقتصاد الماليزي المرتبة الخامسة والثلاثين كأكبر اقتصادٍ في العالم. في حين يحتل الاقتصاد الإماراتي المرتبة التاسعة والعشرين وفقًا لتصنيفات البنك الدولي. ويبلغ الناتج المحلي الإجمالي الماليزي ما يعادل ثلاثمائةٍ وخمسة عشر مليار دولارٍ أمريكيٍ، ومؤشر التنمية البشرية حوالي ثمانين في المئة. بينما يبلغ الناتج المحلي الإجمالي للإمارات ما يقارب ثلاثمائةٍ وثمانين دولارٍ أمريكيٍ، ومؤشر التنمية البشرية حوالي ثلاثةٍ وثمانين في المئة. كذلك بلغ معدل الفقر بين مواطني ماليزيا والأمارات العربية المتحدة صفرًا إلى جانب سويسرا والسويد والنرويج وفنلندا. وذلك بحسب إحصاءات البنك الدولي والتي أثبتت عدم وجود فقراء في دولتي ماليزيا والإمارات العربية المتحدة.

إذًا ما الذي يدفع المواطن الإماراتي إلى مغادرة بلاده باحثًا عن الاستقرار في أماكن أخرى من العالم، ثم لماذا قد يختار البعض منهم الهجرة إلى ماليزيا بدلًا من الهجرة إلى دول الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الأمريكية حيث الحداثة والرخاء في أعلى مستوياتهما. هذا ما سنتعرف عليه عزيزي القارئ من خلال مقالنا التالي، كما أننا سنستعرض بعض شروط الهجرة إلى ماليزيا من الأمارات.

أسباب الهجرة إلى ماليزيا من الإمارات

إن أكثر ما يدفع الإماراتيين للهجرة إلى ماليزيا في ظل تشابه المؤشرات الاقتصادية للبلدين هو:

  • الاستثمار: توفر ماليزيا بيئة عملٍ جيدةٍ للمستثمرين الإماراتيين الراغبين بإقامة مشاريعٍ في البلاد. ولم لا طالما أن ذلك سينعكس إيجابًا على الاقتصاد الماليزي، ويتيح لكثير من الماليزيين الحصول على فرصٍ عملٍ جيدةٍ.
  • الدراسة: تتميز المناهج الماليزية بالتطور والإتقان والتكامل. الأمر الذي قد يدفع بعض الإماراتيين  إلى اختيار الجامعات الماليزية المعترف بها من قبل الحكومة الإماراتية لمتابعة تحصيلهم العلمي فيها.
  • الزواج: قد تقتضي بعض الظروف هجرة المواطن الإماراتي، أو المواطنة الإماراتية إلى ماليزيا في حال الزواج من مواطنٍ أو مواطنةٍ تحمل الجنسية الماليزية.

دعنا عزيزي القارئ نستعرض معًا شروط الهجرة إلى ماليزيا من الإمارات بحسب الغرض من هذه الهجرة، ثم شروط الحصول على الجنسية الماليزية.

شروط هجرة الإماراتيين إلى ماليزيا من أجل الاستثمار

جذب النمو الذي شهده الاقتصاد الماليزي خلال السنوات الأخيرة الكثير من المستثمرين العالميين، ومن بينهم مستثمري الإمارات العربية المتحدة. وقد عملت ماليزيا على تنظيم دخول هذه الاستثمارات إلى البلاد من خلال إطلاق برنامج هجرةٍ خاصٍ بالمستثمرين أطلقت عليه تسمية برنامج ماليزيا بيتي الثاني. حيث منح هذا البرنامج المستثمرين فترة إقامةٍ طويلةٍ وصلت إلى عشر سنواتٍ قابلةٍ للتجديد، مع إمكانية إحضار العائلة كالزوجة والأولاد والأبوين، ومن ميزات هذا البرنامج:

  • إمكانية العمل والاستثمار لمدة عشر سنواتٍ في ماليزيا.
  • القدرة على شراء واستملاك العقارات والأراضي الماليزية.
  • يمنح أبناء المستثمر الحق في الالتحاق بالمؤسسات التعليمية الماليزية.
  • إمكانية زيارة البلد الأم في أي وقتٍ كان.

إلا أن هناك مجموعةً من الشروط التي يجب على المستثمر استيفاءها للتمتع بمزايا برنامج ماليزيا بيتي الثاني وهي:

  • امتلاك منزلٍ وسيارةٍ في ماليزيا.
  • توافر الإمكانيات المالية اللازمة لمواكبة متطلبات الحياة في ماليزيا طيلة فترة الإقامة.
  • شراء بوليصة التأمين الصحي على الحياة.
  • في حال كان عمر المهاجر الإماراتي أقل من خمسين عامًا فيجب ألا يقل دخله الشهري عن ألف رنجيت، ويجب أن يملك حسابًا بنكيًا في أحد المصارف الماليزية لا يقل عن خمسمائة ألف رنجيت.
  • في حال تجاوز عمر المهاجر الإماراتي للخمسين، فيجب ألا يقل دخله الشهري عن ألف رنجيت، ويجب أن يملك حسابًا بنكيًا لا يقل عن ثلاثمائةٍ وخمسين ألف رنجيت في أحد المصارف الماليزية.

شروط هجرة الإماراتيين إلى ماليزيا من أجل الدراسة

يتطلب حصول الإماراتيين على قبولٍ رسميٍ من الجامعات الماليزية، تسجيلًا إلكترونيًا عبر مواقع الجامعات الرسمية الإلكترونية. حيث ينشئ الطالب الإماراتي حسابًا إلكترونيًا، ثم تزوده إدارة الجامعة، التي يسعى للحصول على قبولٍ لديها، باسم المستخدم وكلمة المرور. يرفق الطالب بعد ذلك الوثائق المطلوبة بشكلٍ إلكترونيٍ علمًا أن المبلغ المطلوب للتسجيل يتراوح بين خمسٍ وسبعين إلى أربعمائةٍ وخمسين درهمًا إماراتيًا وذلك بحسب الجامعة. ويدفع الطالب مباشرةً عبر الموقع الرسمي للجامعة، مع الانتباه إلى أن المبلغ المدفوع غير قابلٍ للاسترداد. أما الوثائق التي تطلب الجامعة الماليزية من الطالب الإماراتي إرسالها إلكترونيًا فهي:

  • صورة عن جواز السفر ساري المفعول لمدةٍ تزيد عن مدة البرنامج الدراسي كاملةً، أو لمدةٍ لا تقل عن اثني عشر شهرًا اعتبارًا من التاريخ المتوقع لدخول الطالب إلى ماليزيا، وذلك في حال عدم رغبة الطالب بالحصول على فيزا تغطي كامل فترة الدراسة.
  • الشهادات الدراسية التي نالها الطالب في المؤسسات التعليمية الإماراتية، ثانوية عامة، أو شهادة بكالوريوس.
  • نسخة من إيصال دفع رسوم التأشيرة إلكترونيًا.
  • نسخة من إيصال دفع مبلغ التأمين، وذلك بحسب نوع التأمين الذي يختاره الطالب.
  • وثيقة فحصٍ طبيٍ في الإمارات، إضافةً إلى ملء استمارة الفحص الطبي التابعة للمؤسسة الماليزية للخدمات التعليمية العالمية EMGS.

ويراجع الطالب الإماراتي، بعد حصوله على رسالة الموافقة والقبول الجامعي في ماليزيا، السفارة الماليزية في أبو ظبي لتزويدها بنسخةٍ من الرسالة، وذلك من أجل حصوله على ختم SEV من السفارة الماليزية خلال يومين.

شروط هجرة الإماراتيين إلى ماليزيا من خلال الزواج

يعطي الزواج من مواطنٍ أو مواطنةٍ تحمل الجنسية الماليزية المواطن أو المواطنة الإماراتية الحق في الحصول على الإقامة المؤقتة في ماليزيا لمدة ستة أشهرٍ قابلةٍ للتمديد طالما كان عقد الزواج ساريًا. في حين أن الاستقرار والحصول على الجنسية الماليزية يتطلب وجود حياةٍ مشتركةٍ بين الزوجين لفترةٍ لا تقل عن عشر سنواتٍ في ماليزيا يثبت فيها الإماراتي احترامه لقوانين البلد وامتثاله لها. مع العلم أن ماليزيا لا تقبل الجنسية المزدوجة، لذا لا بد من استبعاد الجنسية الإماراتية عند الرغبة بالحصول على الجنسية الماليزية.

شروط الحصول على الجنسية الماليزية

صنف جواز السفر الماليزي في المرتبة السابعة عالميًا من حيث القوة، إذ يتيح لحامله زيارة مئةٍ وواحدٍ وستين دولةً بدون فيزا مسبقةٍ، ويشترط الحصول على الجنسية الماليزية استيفاء الشروط التالية:

  • الإقامة في ماليزيا لمدةٍ لا تقل عن عشر سنواتٍ، خلال السنوات الاثني عشرة الأخيرة.
  • ألا يقل عمر صاحب الطلب عن واحدٍ وعشرين عامًا.
  • أن يكون السجل القضائي خاليًا من الجرائم والعقوبات، ومن أية مخالفاتٍ للقانون والدستور الماليزي.
  • أن يجيد اللغة الماليزية المالايو.

ويزيد اطلاع صاحب الطلب على الثقافة والعادات والتقاليد الشعبية الماليزية من فرص حصوله على الجنسية.