تغزو الصفحات الصفراء لتنبؤات الطقس مواقع الإنترنت والتواصل الاجتماعي، وذلك بالرغم من أنها غير مختصة. مما يعرضها لعقوبة من يقدم توقعات الطقس في السعودية من غير الجهة المعنية الحكومية.

كثيرًا ما تنتشر الكثير من أخبار الطقس من قبل الناس الهواة وذلك خلال فصل الشتاء الغني بتقلباته المناخية. كل ذلك كي يحصدوا أكبر عدد ممكن من التفاعلات وزيادة عدد متابعيهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

ما هي عواقب هذه التنبؤات على حياتنا الاجتماعية والعملية؟ وما هو مصير من يقدم هذه التنبؤات وفقًا للقانون السعودي؟

يستخدم علماء المناخ ومختصو الأرصاد الجوية في أنحاء العالم العديد من الأجهزة العلمية الحديثة، للوصول إلى أدق المعلومات والبيانات التي توصلهم إلى أكثر التنبؤات قربًا من الصحة.

حيث تراقب اليوم سواتل الطقس (أقمار الأرصاد الجوية Weather Satellite) الأحوال الجوية. بأجهزتها الاستشعارية التي تنفذ عملية المسح لتقيس الضوء المنعكس ودرجات حرارة الأشعة تحت الحمراء.

فعندما تدور هذه السواتر بمدارها القطبي بمدار قليل الارتفاع حول أحد القطبين فإنها ترصد البيانات المناخية لمدة تقع بين 10 أيام وحتى الشهر. أما بدورانها في مجال مرتفع عند خط الاستواء فهي ترصد العواصف والسحب وإمكانية حدوث الحرائق. لمعرفة المزيد يمكنك زيارة الموقع الرسمي للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO).

وبعد ما سبق ذكره ما هي الآلية التي يتبعها غير المختصين في تقديم معلوماتهم المناخية؟ ربما يتبعون الشعوذة أو ربما يتناقلون الأخبار والشائعات المناخية الكاذبة فيما بينهم. لكن هل يدركون ما هي الآثار السلبية المترتبة من جراء فعلتهم على عامة الناس؟

عقوبة من يقدم الأخبار والتوقعات الجوية في السعودية

كثيرًا ما تقود التوقعات العشوائية للمناخ العديد من الناس لتغيير مساراتهم وخططهم اليومية. كما قد تشكل هذه الأخبار في كثيرٍ من الأحيان مصدرَ خوفٍ وتوتر، وخاصةً عند الإنذار بطقس غير مرغوب. فالناس بحاجةٍ لمعلوماتٍ موثوقة من مصادر مبنية على أسس علمية وتكنولوجية.

فالإنذار بالعاصفة الشديدة قد يوجه الناس لضرورة الإخلاء. كما يوجه مراقبو حركة الطيران الطيارين وفق حركة السحب والعواصف. علاوة على ذلك، ينتظر المزارعون نشرات الأرصاد الجوية لتحديد مواعيد زراعاتهم.

وبعد كل ما ذكر ألا يعد التنبؤ العشوائي من غير المختصين للمناخ والطقس جريمة إنسانية واجتماعية واقتصادية يعاقب عليها القانون؟

وفقًا للقوانين السعودية فإن تقديم خدمات الأرصاد الجوية من قبل العامة أو الغير عائدين إلى المركز الوطني للأرصاد الجوية تعد جريمة يعاقب عليها القانون. وقد تضمن القانون العديد من المواد الناظمة حول عقوبة من يقدم توقعات الطقس في السعودية.

 

ما هي عقوبة التنبؤ بالطقس على تويتر

يجرم القانون السعودي تقديم خدمات الأرصاد الجوية من غير المختصين. حيث حظر موقع النيابة العامة بصفحته على تويتر القيام بخدمات الأرصاد الجوية لعلاقتها بالأمن القومي. واقتصار هذا الأداء على المركز الوطني للأرصاد.

الغرامة والسجن

تختلف العقوبة المترتبة على التنبؤ العشوائي للمناخ من غير المختصين وفق القوانين السعودية. فهي تتراوح بين السجن لمدة عشرة سنوات والغرامة التي قد تصل لمبلغ قدره مليوني ريال سعودي.

أما الاستمرار في التنبؤ من قبل المخالف بعد تبليغه حكم المخالفة سيعرضه لغرامة تترتب على كل يوم يقدم فيها التنبؤ بالطقس. كما ستتضاعف المخالفة عند تكراراها. أما التحقيق في هذا الأمر فهو يصب في صلاحيات المحكمة الجزائية في النيابة العامة.

اللوائح قيد المراجعة

أكد أحد المصادر الرسمية في المركز الوطني للأرصاد في السعودية أنه ما زالت القوانين الخاصة بتجريم تقديم خدمات الأرصاد الجوية بشكل عشوائي من غير المختصين قيد الدراسة، وقد تستمر المباحثات في هذا الجانب لمدة قد تصل حتى الستة أشهر.

ردود فعل المراقبين والراصدين

تباينت ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي بين الإيجابية والسلبية حول قرار تجريم التنبؤ بالطقس من غير المختصين. فهناك وسائل إعلامية أو وكالات أنباءإلكترونية صفراء اللون كل ما تهتم به هو الربح فقط. ولا تعتمد في إصدار بياناتها على أية وسيلة علمية. بينما يقتصر النوع الآخر الذي يمارس التنبؤ على الهواة من العامة وهم الفئة التي وجد البعض من المراقبين أنه من الظلم تجريمها. وما زال القانون الناظم تحت المجهر إلى الآن.

قد يستمر من يقدم خدمات الأرصاد الجوية من غير المختصين بتقديم نشراتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي رغم ما صدر في حقه من عقوبات. لذا تبقى المسؤولية على عاتق المتابعين. فحدد معاييرك بدقة قبل أن تختار مصدر أخبارك، واجعل المصادر المعنية العلمية المختصة هدفك الدائم.