تضم المملكة العربية السعودية خمس عشرة محميةً طبيعيةً، منها اثنتي عشر محميةً بريةً، وثلاث محمياتٍ بحريةٍ، غير أن أهم وأكبر هذه المحميات البرية، هي محمية الإمام عبد العزيز بن محمد السعودية، التي تتميز بموقعها الاستراتيجي، وبامتدادها على مساحةٍ جغرافيةٍ واسعةٍ، إضافةً إلى احتوائها على أنواعٍ مميزةٍ من الحياة النباتية والحيوانية.
لذا نرى عزيزي القارئ أنه قد يكون من الممتع لنا سويًا أن نتعرف على مزايا هذه المحمية المميزة من خلال مقالنا التالي.
عناصر المقالة
موقع محمية الإمام عبد العزيز بن محمد في السعودية
تقع هذه المحمية في الجزء الجنوبي الغربي من صحراء الدهناء، شمال شرق مدينة الرياض، على مسافة ستين كيلو مترًا عنها. في حين تبعد حدودها الشرقية مسافة مئة وسبعين كيلو مترًا عن مدينة الدمام.
وتضم هذه المحمية روضة خريم، ومركز غيلانة، والمناطق المجاورة لها، وتمتد على مساحة إحدى عشر ألفًا وثلاثمائة كيلو مترًا مربعًا. وقد أعطاها هذا الموقع والامتداد أهميةً استراتيجيةً، حيث يصل عدد التجمعات السكانية المحيطة بها إلى ما يزيد على خمسة عشر مليون نسمةٍ.
الشروط الطبيعية في محمية الإمام عبد العزيز بن محمد
تعتبر هذه المحمية من المحميات ذات البيئة الصحراوية، وتحتوي على تشكيلات جغرافيةٍ وجيولوجيةٍ مشابهةٍ لمثيلاتها المنتشرة في شبه الجزيرة العربية. حيث تغطي الكثبان الرملية الغالبية العظمى من مساحتها، في حين تتخللها بعض الأودية والشعاب مثل وادي الخويش وشعيب الطوقي.
ومن جهةٍ أخرى فهي تضم عددًا من الروضات مثل روضة خريم، وعددًا من المسطحات المائية التي تظهر في موسم الأمطار. ويمكن أن نلاحظ أيضًا عددًا من الكهوف والدحول في الجزء الشمالي منها.
أهمية محمية الإمام عبد العزيز بن محمد
تضم المحمية مناطقًا ذات تنوع حيواني ونباتي، فهي تحتوي على أنواع مختلفة من الحيوانات الفطرية، مثل النعام ذو العنق الأحمر والمها العربية، وبعض أنواع الغزلان، وأنواعٍ مختلفةٍ من الطيور، بعضها من الطيور المستوطنة، والبعض الآخر من الطيور المهاجرة.
من جهة أخرى فإن فيها تنوعًا نباتيًا لا يقل عن تنوعها الحيواني. فقد رصد فيها ما يقارب مئة صنفٍ من الفصائل النباتية. وهي تتركز في البقع والتجمعات المائية الموجودة في الروضات.
الهدف من إنشاء محمية الإمام عبد العزيز بن محمد
يساعد تحويل المناطق إلى محمياتٍ ملكيةٍ في تنظيم هذه المناطق، بحيث لا تتضرر أملاك المواطنين وقراهم وأماكن هجرتهم التي تقع ضمن نطاق هذه المحميات. وكغيرها من المحميات البرية الموجودة في المملكة، فقد تم إنشاء هذه المحمية لعدة أسباب، نذكر منها:
- وضع قيود على أعمال الرعي والصيد الجائرين التي تحدث في المملكة بصورة غير شرعية.
- وضع شروط صارمة فيما يتعلق بمواضيع الاحتطاب وصولًا إلى منعها بشكل نهائي.
- زيادة الغطاء النباتي الموجود في المنطقة، والمحافظة على الأنواع النباتية الموجودة.
- توفير البيئة المناسبة للنباتات والحيوانات بما يحميها من خطر الانقراض، ويساعد في زيادة أعدادها.
- إعادة الخصائص الطبيعية التي فقدتها البيئة بسبب الملوثات والاستغلال السيء للبيئة.
- تنشيط السياحة البيئية، والاستمتاع بها وفق أنظمةٍ وتعليماتٍ محددةٍ.
هيئة تطوير محمية الإمام عبد العزيز بن محمد الملكية
تأسست هيئة تطوير محمية الإمام عبد العزيز بن محمد في الثاني من شهر حزيران عام 2018 ميلادي، بعد صدور الأمر الملكي القاضي بإنشاء مجلس المحميات الملكية، برئاسة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود. وقد سمي الأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبد العزيز آل سعود، رئيسًا لمجلس إدارة الهيئة.
تتلخص مهمة هذه الهيئة في العمل على تطوير المحمية، وجعلها متنفسًا لجميع أفراد المجتمع، من خلال المحافظة على التوازن البيئي، واستعادة التنوع النباتي والحيواني. وكذلك العمل على تطوير السياحة البيئية، والقيام بالنشطات التي من شأنها أن تجذب السياح من خارج المملكة، مما يساعد في دعم اقتصاد، ودفع عجلة التطور فيها إلى الأمام.