ها قد اقترب موعد عيد الأضحى المبارك إذ تفصلنا عنه أيام قليلة معدودة. بحيث يستعد المسلمون للعيد المبارك في كل مناطق العالم. وباعتبار قطر إحدى الدول الإسلامية من الطبيعي أن يكون لذلك العيد مكانة خاصة في نفوس القطريين. ولأداء طقوس العيد، يشترون الأضاحي استعداد لذبحها يوم النحر، كما ويشترون زي العيد للأطفال، وكذلك يبدعون بالتجهيز لإعداد طبق ضيافة العيد.
وقد أعلن الديوان الأميري من خلال مرسوم له  أن يوم الثلاثاء الموافق ل20 يوليو 2023 هو أول يوم من أيام عيد الأضحى المبارك في دولة قطر. سنتحدث في مقالنا هذا عبر موقع كيف عن مظاهر عيد الأضحى في دولة قطر العربية، باعتبارها أحد دول الخليج العربي الإسلامية.

الأهمية الدينية لعيد الأضحى

يرتبط عيد الأضحى عند المسلمين بمناسك الحج،حيث يقف حجاج بيت الله الحرام بيوم التاسع من ذي الحجة في جبل عرفات. وفي اليوم العاشر من ذي الحجة وهو أول يوم من عيد الأضحى، أو كما يسمى يوم النحر، يتوافد حجاج بيت الله الحرام إلى صعيد منى لرمي أول الجمرات، وهي جمرة العقبة الكبرى.

يعتبر عيد الأضحى نهاية مناسك الحج الركن الخامس من أركان الإسلام، وعموده الذي لا يقوم إلا به، وهو إلى جانب ذلك، يحمل معنى التضحية، حيث ضحى النبي ابراهيم بولده اسماعيل، إلا أن الله قد أوحى للنبي بأنه افتداه بذبح عظيم أنزله من السماء. ومن هنا جاءت تسميته بعيد الأضحى، لأن المسلمين يذبحون الأضاحي من المواشي اقتداءً بالنبي. وعيد الأضحى له تسميات أخرى في البلدان المختلفة مثل عيد الكبير وعيد القربان.

ومن العادات المنشرة بكثرة أن المسلمين يستحمون فجر العيد ويرتدون زي العيد، ويذهبون لأداء صلاة العيد. وقد اعتاد المسلمون في قطر على أداء صلاة العيد جماعة.كما اعتادوا على شراء المواشي للتضحية بها، وبعد أداء صلاة العيد يستعد المسلمون لاستقبال حجاج بيت الله الحرام. كما تقوم النساء بصنع الحلويات. كذلك يعتبر عيد الأضحى فرصة للزيارات العائلية وصلة الأرحام في المجتمع القطري.

مظاهر وطقوس عيد الأضحى في قطر

لا تختلف مظاهر عيد الأضحى في دولة قطر كثيرًا عن غيرها من البلدان العربية والإسلامية، وتتجلى مظاهر العيد بما يلي:

  • صلاة العيد: أهم مظهر من مظاهر العيد هي صلاة العيد،  بحيث يستيقظ المسلمون ويستحمون ويتعطرون ويرتدون أجمل اللباس، ويتوافدون إلى الساحات والمساجد لأداء صلاة العيد.
  • بعد صلاة العيد يذهب المسلمون لذبح الأضاحي من المواشي ويوزعونها على الفقراء والمساكين، وقد يحتفظون بقسم منها للطهي للعائلة.
  • العيدية وهي مبلغ مالي يعطيه كبار السن للصغار لإدخال البهجة على قلوبهم، ويشتري به الصغار الحلويات والألعاب.
  • شراء لباس العيد حيث تتجول النساء والرجال والأطفال قبل يوم العيد في الأسواق القطرية لشراء اللباس الجديد والمسمى لباس العيد.
  • تقوم النساء قبل يوم العيد بتحضير أشهى الحلويات الشرقية والمعمول لتقديمها لضيافة الزائرين في يوم العيد.
  • زيارة الأهل والأقارب وصلة الرحم، والتصدق على الفقراء لكي  يشعر المحتاجون من المسلمين بأن العيد لا يحمل لهم  سوى البهجة والسرور.
  • إقامة الولائم والجلسات واجتماع أفراد العائلة على طبق واحد في بيت الجد، وتبادل الأحاديث الممتعة.
  • ومساء يوم العيد تبدأ الاحتفالات والمهرجانات في الساحات، ويقبل المسلمون على المقاهي والمولات التجارية والحدائق للاستمتاع بأجواء العيد.

طبق ضيافة عيد الأضحى من التراث القطري

من أشهر ما يميز البيوت القطرية صباح يوم العيد عند استقبال الأهل والأقارب، هو الفالة أو الفوالة، وهي من أهم العادات الاجتماعية الأصيلة في المجتمع القطري، ودليل الكرم والضيافة.
و الفالة هي طبق يقدم للضيوف مكون من القهوة الخليجية والتمر والحلويات العمانية و الحلويات الشعبية كالبلاليط واللقيمات. ويختلف طبق الفالة بين بيت وآخر، فمنهم من يضيف له الحلويات الشامية والكعك، والبعض يضيف الفاكهة اللذيذة الطازجة، والبعض يضع الشوكولاتة.

ومن الأمور التي يحرص القطريون على وجودها في المنزل قبل يوم العيد، هي البخور والعود، وهي من أهم سمات البيت الخليجي صباح العيد نظرًا لرائحتها الزكية، وهي من مكملات الضيافة.