ومن منّا لم تُحفر ذكريات العيد في ذاكرته، وكم هي المرات التي حضنّا فيها الملابس الجديدة وعددنا الساعات لليوم المعهود، هل عرفت ما هو اليوم الذي أتحدث عنه عزيزي القارئ إنه أول أيام العيد الذي يأتي ليحمل معه البهجة والسرور، وينشر الغبطة والسعادة في كل زاوية من زوايا البيت. ويعد عيد الأضحى من أعياد المسلمين المباركة التي ورد ذكرها بكثرة بين سطور القرآن الكريم وفي الأحاديث النبوية الشريفة، مما زاد قدسية هذا العيد ومكانته الدينية عند كل مسلم.  وسنتحدث في هذا المقال عن أحكام وآداب عيد الأضحى المبارك ومكانته المرموقة في الإسلام، تابع معنا للحصول على معلومات كافية ووافية عن الموضوع السابق.

سبب تسمية عيد الأضحى

قبل كل شيء هل تساءلت عزيزتي القارئ عن سبب تسمية عيد الأضحى بهذا الاسم؟ إنها قصة غريبة بعض الشيء حيث ألقت الذهول والاستغراب في نفس كل من سمعها. ولكنها في الوقت ذاته إثبات حقيقي على صدق إيمان نبي من أنبياء الله عز وجل. وتعود قصتنا إلى سنوات قديمة جدًا قبل الميلاد حيث رأى سيدنا إبراهيم في منامه بأن الله تعالى قد أمره بأن يذبح ولده إسماعيل ويضحي به كدليل على طاعته تعالى واتباع أوامره، فاستيقظ مذعورًا وسبّح بحمد الله وعاد إلى نومه ليعاوده الحلم من جديد، وقد كان موقف النبي إبراهيم واضحًا فلم يتوانى عن تقديم فلذة كبده كقربانٍ لله تعالى وإثبات على صدق الإيمان والطاعة. وفي الصباح قص رؤياه على نبينا إسماعيل فرد عليه قائلًا سمعًا وطاعةً يا أبي فلتفعل ما أمر به الله. وعندما قرر سيدنا إبراهيم ذبح ولده ظهرت معجزة الخالق ليجد نفسه يذبح كبشًا بدلًا من ابنه. ونزلت الآية الكريمة “وفديناه بكبش عظيم”.

وهكذا تم اشتقاق اسم عيد الأضحى من الأضحية الثمينة التي كادت أن تًقدم في هذا اليوم. ومنذ ذلك الحين يحتفل المسلمون بذكرى هذا الحدث في كل عام في العاشر من ذي حجة.

آداب عيد الأضحى

يمكن القول بأن عيد الأضحى هو إحياء لجميع العادات والتقاليد الحسنة والجيدة في المجتمعات الإسلامية، ففيه تخشع القلوب وتتوب النفس ويتحلى الناس بأعلى درجات التقى والإيمان. ونذكر من آداب عيد الأضحى:

  • بدايةً الحرص على الالتزام بجميع أنواع العبادات بوجود قلب خاشع قريب من الله عز وجل.
  • بالإضافة إلى تقديم الموائد والأطعمة الشهية والأكل من الأضحية.
  • كذلك يجب الإحسان على الفقراء والمساكين وإطعامهم من خير الخالق تعالى.
  • كما ينبغي التحلي بالأخلاق الحسنة الطيبة.
  •  ارتداء الملابس الجديدة، وإظهار أجواء الفرح والسرور.
  • زيارة الأقارب وصلة الرحم فقد أوصى الله تعالى بصلة الرحم وأكد عليها.

أحكام عيد الأضحى

ينبغي على المسلمين الالتزام بمجوعة من الأحكام خلال أيام العيد المبارك، نذكر منها:

  1. إقامة الصلاة في صباح يوم العيد: فهي واجبة على كل المسلمين تقربًا من ربهم ودليلًا صادقًا على طاعتهم وأن الله موجود في قلوبهم دائمًا وأبدًا. ومن الأحاديث النبوية الشريفة التي أكدت أهمية صلاة العيد: عن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) قال: (صلاةُ الجمُعةِ رَكْعتانِ، وصلاةُ الفطرِ رَكْعَتانِ، وصلاةُ الأضحَى رَكْعتانِ، وصَلاةُ السَّفرِ رَكْعتانِ تمامٌ غيرُ قَصرٍ على لِسانِ مُحمَّدٍ).
  2. الخطبة: يأتي دور الخطبة بعد صلاة العيد مباشرةً إذ يقوم الإمام بالخطب بالمسلمين، وهو شرط وحكم أساسي من أحكام عيد الأضحى.
  3. الأضحية: يمكن القول بأن الأضحية واجبة على المسلمين في عيد الأضحى المبارك إحياءً لذكرى اليوم الذي قرر فيه سيدنا إبراهيم التضحية بابنه. ويتم ذبح الأضحية بعد إقامة الصلاة وتوزيع الطعام واللحم على فقراء المسلمين والمحتاجين منهم. وقد ورد في الحديث النبوي الشريف: عن جندب بن عبد الله (رضي الله عنه) قال: صَلَّى النبيُّ (صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ) يَومَ النَّحْرِ، ثُمَّ خَطَبَ، ثُمَّ ذَبَحَ، فَقالَ: مَن ذَبَحَ قَبْلَ أنْ يُصَلِّيَ، فَلْيَذْبَحْ أُخْرَى مَكَانَهَا، ومَن لَمْ يَذْبَحْ، فَلْيَذْبَحْ باسْمِ اللَّهِ.

وهكذا نكون قد تحدثنا عن أحكام وآداب عيد الأضحى المبارك أعاده الله علينا وعليكم بالخير والصحة والعافية.