العين هي عضو الرؤية في الجسم.تتألف من عدة أجزاء لكل منها شكل معين، ووظيفة خاصة به، كذلك حجم ثابت، و مكان محدد. ولا بد من الإشارة أن هذه الأجزاء تعمل مع بعضها بشكل متناسق، لتشكل صورة واضحة للجسم تنطبع على شبكية العين. وبعد ذلك ترسل هذه الإشارات إلى الدماغ ليقوم بتحليلها، وتتم عملية الرؤيا. ولكن أي خلل بشكل أي جزء من هذه الأجزاء أو حجمه سيؤدي إلى عيوب في الرؤيا. تختلف حسب السبب الذي أدى لحدوثها، وفي هذا المقال سنتكلم عن أحد هذه العيوب وهو قصر النظر.

كذلك سنذكر أسباب قصر النظر وأعراضه وطرق علاجه.

كيف تتم الرؤيا

حتى نرى الأجسام يجب أن تسقط أشعة الضوء عليها. بعد ذلك تنعكس هذه الأشعة عن الأجسام لتدخل على العين. حيث تمر الأشعة الضوئية من غشاء رقيق يبطن العين يدعى الملتحمة ويمر بعدها غشاء شفاف يغطي الجزء الأمامي للعين هو القرنية، ثم تقوم العدسة بعد ذلك بإرسال صورة الجسم إلى شبكية العين. وهي بدورها ترسلها إلى الدماغ عن طريق العصب البصري، فيترجمها الدماغ وتراها العين.

أعراض قصر النظر

ويعرف أيضًا بحسر البصر وهو حالة شائعة الحدوث، فالشخص الذي يعاني من قصر النظر. يرى الأشياء القريبة بشكل واضح بينما الأشياء البعيدة تكون غير واضحة. وهذه الحالة قد تحدث فجأة، أو تتطور يشكل تدريجي، وأهم أعراضه:

  • هناك مجموعة من الأعراض العامة مثل:
      • عدم رؤية الأجسام البعيدة بشكل واضح.
      • كذلك يحدث التراجع في التعليم وفي العمل أيضًا.
  • كذلك توجد أعراض خاصة بالأطفال حيث أن الطفل بعمر أقل من 8 سنوات لا يستطيع التعبير عن إصابته أو إدراك ما يعاني منه لكن الأهل أو المعلمة يشكون بالأمر إذا لاحظوا الأعراض التالية:
      • يقلص الطفل عينيه عند النظر إلى جسم بعيد.
      • يقرب الكتاب أو أي شيء ينظر إليه إلى مسافة قريبة جدًا من وجهه.
      • يجلس في الصف في المقاعد الأولى، كما يقترب كثيرًا من التلفاز .
      • يبتعد عن الرياضة وعن كل الفعاليات التي تتطلب رؤية جيدة لمسافات بعيدة.
      • كما يعاني من صداع شديد وخاصةً أثناء الدراسة.

أسباب قصر النظر

  • غالبًا تكون الأسباب وراثية لها علاقة بالتاريخ العائلي حيث نجد عدة إصابات في العائلة الواحدة.
  • كذلك انخفاض الإضاءة أثناء العمل والدراسة تؤدي لقصر النظر.
  • وحسب الإحصائيات إن النساء تصاب بقصر البصر الحاد أكثر من الرجال.
  • كذلك الخدج المصابين باعتلال شبكية العين الخاص بالخدج يصابون بحسر البصر أكثر من غيرهم.
  • كما أن الإصابة بأمراض العين الوراثية يزيد من خطر الإصابة بحسر البصر.

مضاعفات حسر البصر

  • التنكس البقعي.
  • الزرق.
  • كذلك الساد.
  • وانفصال الشبكية.
  • إجهاد العين والشعور بالصداع المستمر، والحاجة لإغماض العينين دائمًا للحفاظ على التركيز.
  • كذلك يصبح المريض غير قادر على القيام بفعالياته بشكل جيد.
  • هذا ناهيك عن الأعباء المادية بسبب الحاجة للفحوص المتكررة.

تشخيص قصر النظر

يجب أن يخضع جميع الأطفال تحت سن الخامسة، لفحص عيني وذلك للبحث عن بعض الأمراض كانحراف النظر، وكسل العين، وكذلك ضعف الرؤيا.

ولتشخيص قصر البصر يعتمد طبيب العيون الإجراءات التالية:

  • يبدأ الطبيب باستجواب المريض أو أهله إذا كان المريض صغير السن ليحدد تاريخ المرض ومتى أجري فحص العيون السابق.
  • كما يقوم الطبيب بفحص النظر لمعرفة حدة الرؤيا.
  • كما يتم أيضًا فحص العيون بواسطة المجهر.
  • كذلك يقيس الطبيب ضغط العين.
  • وأيضًا الفحص بمنظار العين الذي يمكن الطبيب من رؤية الجزء الخلفي من العين.

علاج قصر النظر

إن علاج قصر البصر يتوقف على درجة الإصابة بقصر النظر. ففي الحلات الخفيفة يمكن الاكتفاء بالعلاجات الطبية مع المراقبة بشكل جيد. وأهم العلاجات الطبية المتبعة:

  • العدسات اللاصقة: وتتوفر بأشكال وأنواع مختلفة لتناسب جميع الإصابات، فمنها الصلبة والنافذة للغاز واللينة .وهي تستعمل على العين بشكل مباشر لتصحيح الرؤيا.
  • النظارات الطبية:  تعتبر أكثر أمانًا من العدسات اللاصقة التي قد تسبب تخريش العين. أو الإصابة بالتهاب ملتحمة جرثومي أو فيروسي في العين. كذلك عند استخدام النظارات الطبية تستطيع اختيار ما ترغب به من العدسات وتجديدها عند الحاجة.

أما الإجراءات الجراحية فيلجأ إليها عندما لا يريد المريض ارتداء العدسات اللاصقة أو النظارات الطبية. ومن هذه الإجراءات:

  • الليزك: تعد جراحة العين بواسطة الليزك من أكثر الوسائل المستخدمة لتصحيح قصر البصر. وهذه العملية تتم بطرق خاصة وبفترة قصيرة لا تتجاوز النصف ساعة. حيث يتم تسليط حزمة من الليزر لتعدل تحدب القرنية وبالتالي إصلاح الخلل فيها. ولا بد من الإشارة إلى أن نتائج هذه الجراحة لا تظهر إلا بعد مرور شهرين وحتي ثلاثة أشهر. ويجب من أجل نجاح العملية والوقاية من المضاعفات استخدام طرق واقية للعين والقطرات العينية والمضادات الحيوية. وهذه العملية لها عدة مضاعفات نذكر منها:
      • التعرض للعدوى وبالتالي حدوث الالتهابات.
      • الحساسية للضوء.
      • نزف دموي.
      • جفاف العينين.
      • هبوط الضغط الدموي للمريض.
      • كذلك تشكل ندوب في العين.
  • اقتطاع القرنية بالانكسار الضوئي: وهو إجراء يستخدم لتصحيح قصر النظر حيث يستعمل الليزر لنحت الطبقة الوسطى من القرنية. وبالتالي يصبح منحى القرنية مسطحًا مما يسمح للضوء بالتركز على شبكية العين. وهنا يجب أن يحقق المريض المرشح لهذه العملية الشروط التالية:
      • أن يكون عمر المريض أقل من 18 سنة.
      • قياس الحدقة في غرقة مظلمة 6 ميليمتر.
      • لا توجد التهابات في العين.
      • سوء الانكسار مستقر وقابل للتصحيح.

وختامًا عزيزي القارئ بما أن العين هي نافذة الجسم على العالم الخارجي. لذا يجب عليك الاعتناء بها جيدًا. والحرص على سلامتها كما يجب عدم التردد بمراجعة طبيب العينية عند الشعور بأعراض في العين، حتى لا تتطور الإصابة وتصبح النتائج غبر مرضية.