لكل شيء في هذه الحياة مرجع وأساس فعلى سبيل المثال عندما نبني بيت فإننا نستخدم المواد بنسب معينة للحصول على متانة مناسبة قادرة على المقاومة والصمود في وجه السنوات والزمن. وهكذا هو جسمنا إذ يتكون من عدد كبير من المواد المتوازنة بشكل يحافظ على وجودنا وسلامتنا. وبالتالي فإن أي خلل في هذه المواد وتراكيزها ونسبها سيخرق القاعدة ويخلق نقطة ضعف لتجد العلل والأمراض سبيلها إلينا. ويعتبر ارتفاع الكوليسترول من أكثر المشكلات التي نسمع عنها هذه الأيام. فما أسباب وعلاج ارتفاع الكوليسترول؟ وما هي أهم الاختلاطات الناتجة عنه؟ وما السبيل للحفاظ على مستواه الطبيعي داخل الجسم. تابع معنا عزيزي القارئ هذا المقال للإجابة عن جميع التساؤلات السابقة.

أسباب ارتفاع الكوليسترول

هناك العديد من العادات الخاطئة التي قد تشكل ركيزة أساسية لارتفاع الكوليسترول وتساعد على حدوثه، نذكر من أهم الأسباب:

  • قبل كل شيء النظام الغذائي السيء: يعتمد البعض في غذائهم على الوجبات السريعة المليئة بالزيوت الضارة والدهون التي تتراكم داخل الجسم. كما يفضل آخرون أطعمة المنزل الدسمة الغنية بالسمن والزيوت المشبعة، سيرتفع كوليسترول الدم على المدى الطويل في الحالتين السابقتين.
  • بالإضافة إلى الكسل: تساعد ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة الشدة بشكل منتظم ومستمر على الحفاظ على شكل الجسم الجميل وخفض نسبة الكوليسترول الضار في الدم. وذلك عن طريق حرقه واستخدام الطاقة الناتجة عنه.
  • كما نذكر طبيعة الجسم: يمكن القول بأن بعض الأجسام أكثر استعدادًا للإصابة بارتفاع الكوليسترول في الدم مقارنةً بغيرهم. ويرتبط ذلك مع وجود جينات خاصة تنتقل من جيل لآخر وتساعد على حصول الحالة السابقة. وبعبارة أخرى فإن ارتفاع الكوليسترول هو مرض عائلي بامتياز.
  • كذلك العادات السيئة: دلت الدراسات أن ارتفاع الكوليسترول أكثر شيوعًا بين صفوف المدخنين والكحوليين مقارنةً بالآخرين. إذ تؤثر هذه العادات على طبيعة جدر الشرايين وتجعلها مكانًا مناسبًا لتراكم المواد الدسمة وتجمعها. وبالتالي زيادة تركيزها ونسبتها.
  • ارتفاع مشعر كتلة الجسم: البدانة عبارة عن تراكم للدهون ضمن الجسم وبالتالي فهي سبب رئيسي لارتفاع قيمة الكوليسترول فوق القيم الطبيعة.
  • التقدم بالعمر: مع مرور السنوات تنقص قدرة الجسم على حرق الدهون والتخلص منها وتتراكم ضمن الجسم وتؤدي إلى حدوث الأمراض المزمنة المتعلقة بالعمر.

 أهم الاختلاطات الناتجة عن الكوليسترول المرتفع

يترافق ارتفاع الكوليسترول مع أمراض القلب والشرايين وقد يؤدي ذلك إلى مضاعفات خطيرة على حياة المريض وقد تودي بحياته، وأهم الاختلاطات:

  • حدوث تصلب عصيدي في الشرايين قد يؤدي إلى نقص تروية أحد أعضاء الجسم (إذا نتج عنه انسداد جزئي) أو انقطاعها (في حال الانسداد التام). وتتعلق خطورة الحالة بنوع العضو المصاب ويمكن القول بأن انقطاع التروية القلبية والدماغية هما أخطر الحالات.
  • يزيد احتمال الإصابة بارتفاع الضغط الشرياني حيث يوجد ترافق واضح بينهما.
  • احتشاء العضلة القلبية والذبحة الصدرية اختلاطان خطيران لفرط الكوليسترول في الجسم.

علاج ارتفاع الكوليسترول

يمكن ضبط الكوليسترول وإعادته إلى الحدود الطبيعية باتباع الخطوات التالية:

  • في البداية الالتزام بنمط حياة صحي: يعتبر الطعام الصحي والحاوي على الخضار والألياف والبروتينات شرط أساسي للسيطرة على دهون الجسم. كما ينبغي ممارسة الرياضية كالمشي والركض والسباحة بشكل منتظم يوميًا.
  • ثم الأدوية: هناك العديد من الأدوية التي تساعد على خفض الكوليسترول بآليات متعددة ومختلفة. ويمكن القول بأن الستاتينات أهمها إذ تعمل بفعالية على مستوى الكبد وتخفض تركيز الكوليسترول في الدم. كما قد يصف الطبيب الأدوية المثبطة لإفراز الحموض الصفراوية أو امتصاص الكوليسترول.
  • العلاجات الطبيعية: ينصح بعض أطباء الأعشاب بالمواد التالية كعلاج مساعد على خفض الكوليسترول، وهي الشعير والثوم والشوفان.

وهكذا نكون قد تحدثنا عن أهم الأسباب المؤدية إلى ارتفاع الكوليسترول كما تطرقنا إلى ذكر الاختلاطات وطرق العلاج. نتمنى أن يكون مقالنا قد قدم لك عزيزي القارئ معلومات مفيدة وكافية، تابع مقالاتنا الطبية للحصول على مزيد من المعرفة والمتعة.