العديد منا يبحث عن، أهمية العمل في حياة الإنسان. حيث يحتل الأهمية الكبرى في حياة الإنسان فهو الميدان الذي تظهر فيه قدرات ومهارات وكفاءات الإنسان بعد المدرسة والجامعة. كما يعتبر مصدر الرزق الأساسي والمورد الأول لتلبية حاجات الإنسان المادية بكافة أشكالها. كما يعتبر البوابة لإقامة علاقات اجتماعية سليمة ومتكافئة مع أقرانه في نفس مكان العمل. بالإضافة إلى ذلك فهو يحدد المستوى الاجتماعي والاقتصادي للفرد. وما يزيد من أهمية العمل أنه قد يكون مصدر سعادة الشخص أو شقائه. كما يعتبر العمل وسيلة يلبي المجتمع من خلاله حاجات كل من المنتج والمستهلك في آن معًا.
كما لا بد من الإشارة إلى اختلاف تعريف العمل اللائق فالعمل اللائق من وجهة النظر الاقتصادية هو العمل الذي يؤمن دخلًا كافيًا وتكون فيه الحقوق محميةً. أما من وجهة نظر أخلاقية فهو العمل الذي تتجسد فيه مصالح الآخرين دون الإضرار بها.

أهمية العمل في حياة الإنسان

تظهر أهمية العمل في حياة الإنسان جليةً وخاصةً في وقتنا الحالي حيث تحولت مجتمعاتنا إلى مجتمعات استهلاكية. فمن خلاله فقط يستطيع الإنسان تلبية كافة متطلباته واحتياجاته من مأكل ومشرب ومسكن واحتياجات عائلته ومن يعولهم من أفراد. كما يساعد العمل في انتشال الأفراد من الفقر والتشرد ويضعهم في الطريق الصحيح لبناء مجتمعاتهم وإظهار إمكاناتهم وقدراتهم. بالإضافة إلى ذلك أهمية العمل في إبعاد الأفراد عن سكة الحرام من سلب، ونهب، وسرقة ويبعدهم عن ذل السؤال والتشرد. كما لا ننسَ أهمية العمل على المجتمع. فالمجتمع الذي كل أفراده يسعون إلى نيل رزقهم بالعمل بكل جهد وإخلاص هو مجتمع ناجح قوي ومحصن ضد كل الأمراض والآفات المجتمعية كالتسول والسرقة. لأن التأثير متبادل بين المجتمع والفرد فالمجتمع السليم المكتفي ذاتيًا هو ما كان أفراده منتجون ومكتفون ذاتيًا والعكس بالعكس.

أهمية العمل في الإسلام

العمل هو ذلك المجهود الذي يبذله الإنسان في شي معين وينتج عنه منتوجًا معينًا وذلك لمصلحة خاصة أو عامة. وقد حثت الشرائع السماوية على العمل الكريم الذي يكسب صاحبه رزقًا يوفر من خلاله حياةً كريمةً له ولعائلته. كما أكد الإسلام على ضرورة السعي في الأرض للحصول على الرزق الطيب الحلال من خلال قوله تعالى: (فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله). وفي هذا السياق حض الإسلام على العمل من خلال التأكيد بأنه لا يتساوى من أكل من نتاجه وعمله مع من أكل من عمل ونتاج غيره. وذلك بقول رسول الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم (ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يديه) وإن نبي الله داوود عليه السلام كان يأكل من عمل يديه.

فوائد العمل في حياة الإنسان

يحقق العمل الكثير من الأشياء الإيجابية للإنسان نذكر منها:

  • يساعد العمل في تطور المعرفة وزيادة الخبرة من خلال فهم كافة المهارات والمعارف المطلوبة منهم.
  • يساهم العمل في تطوير وتنمية المسار الوظيفي للإنسان الأمر الذي يساعد في تطوير شخصيته وكفاءته ضمن العمل.
  • يساعد في توجيه طاقات الإنسان لتحقيق النجاح في عمل معين من خلال فهم تطبيقات هذا العمل.
  • المساعدة في دمج الإنسان مع مجتمعه وإقامة علاقات جديدة مع أشخاص جدد مما يساعد في بناء وتطوير شخصيته.
  • تحقيق مصالح الإنسان من خلال تأمين المال بطرق مشروعة ليلبي حاجاته وحاجات عائلته.
  • يساعد العمل في تخليص المجتمع من بعض الآفات المجتمعية كالتسول، والبطالة، والسرقة، والإجرام.
  • يساعد العمل في صحة الإنسان النفسية والبدنية والعقلية.

قيمة العمل في حياة الإنسان

  • العمل يعطي الإنسان قيمته بين أقرانه في المجتمع فالإنسان الذي لا يأخذ مكانه الصحيح في المجتمع.
  • يساعد العمل في رفع شأن صاحبه ويحسن نظرة المجتمع له.
  • يؤمن العمل لصاحبه كل الاحتياجات المادية التي يحتاجها من مأكل ومشرب وملبس ومسكن له ولعائلته.
  • يزرع روح المودة والمحبة والاحترام بين أطياف المجتمع.
  • يساعد العمل المجتمع في تحقيق متطلبات الحياة لأفراده فلولاه لتحولت المجتمعات إلى مجتمعات استهلاكية.

العوامل المساعدة في إيجاد فرصة العمل

هناك عدد من العوامل التي تساعد في إيجاد فرصة للعمل ويمكننا هنا ذكر عدد منها:

  • عوامل سكانية: تتعلق بالكثافة السكانية، وعدد الولادات، والوفيات، والهجرات، فكلما ازداد عدد السكان ازداد الضغط على العمل.
  • عوامل اجتماعية: تتعلق بإقبال وإحجام السكان نحو العمل كإقبال المرأة نحو العمل من عدمه.
  • عوامل ثقافية: فالمجتمعات التي يسعى أبناؤها للتعلم ينقص الطلب نحو العمل.
  • عوامل اقتصادية: تتعلق بسياسة الأجور وبالقدرات الاقتصادية للسكان.

حقوق وواجبات العمل

حرصت القوانين والأنظمة في جميع المجتمعات على توفير عدد من الحقوق للإنسان العامل نذكر منها:

  • تكليف العامل بالعمل الذي يتناسب مع إمكانياته، وقدراته الجسدية، والعقلية، والثقافية، أو بمعنى آخر وضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
  • تكليف العامل بأعمال تتناسب مع طاقته.
  • توفير وسائل الرعاية الصحية والاجتماعية ضمن بيئة العمل.
  • تأمين حقوق العمل من الأجور والحوافز والمكافآت وصرفها في مواعيدها دون تأخير.
  • ضمان حقوقهم عند الوفاة أو إصابة العمل أو التقاعد وتأمين مستقبلهم وعوائهم من خلال مرتبات تقاعدية.

كما يترتب على كل إنسان العديد من الواجبات اتجاه عمله نذكر منها:

  • إدراك العامل بأهمية العمل وفق نظرة دينية وإنه في حال التقصير سوف يحاسب.
  • التزام العامل بالأمانة وابتعاده عن الغش والخداع في عمله.
  • إتقان العامل في عمله وتفانيه اتجاهه.
  • ألا يتقاعس في العمل الموكل له وأن لا يدخر أي جهد في سبيل تنفيذه على أكمل وجه.

وفي ختام المقال لا بد من التأكيد على أن كرامة الإنسان بالعمل ودرجة إتقانه له. ولا يمكن تجزئة العمل إلى عمل له قيمة وعمل ليس له قيمة. فعامل النظافة مثله مثل الطبيب كلهما لا يستطيع المجتمع أن يستمر بدونهما.