تعد أسباب النزف الرحمي من الأمور الهامة التي تبحث عنها الكثير من النساء، إذ يشكل النزف الرحمي عرضًا شائعًا للعديد من الاضطرابات المتعلقة بالجهاز التناسلي. ويستوجب عند حدوثه استشارة الطبيب. ومعرفة السبب الكامن وراء حدوثه. لا داعي للقلق فهذه المشكلة شائعة جدًا وتواجه معظم النساء خلال مرحلة ما من حياتهن. ومعظمها حالات بسيطة وقابلة للعلاج. ولمعرفة المزيد عن النزيف الرحمي وأهم أسبابه وطرق علاجه نقدم المقال التالي.

النزف الرحمي غير الطبيعي

قبل الحديث عن النزف الرحمي غير الطبيعي. يجب تعريف النزف الرحمي الطبيعي أو الطمث الطبيعي. وهو النزف الذي يحدث بفواصل بين 22 إلى 35 يوم ويستمر لمدة 5 أيام وسطيًا (أقل من 8 أيام). ولا تزيد كميته عن 80 مل. وتبعًا لهذه المعلومات، يمكن تشخيص النزف الرحمي غير الطبيعي إذا حدث:

  • بفترات زمنية خارج الدورة أو بفواصل غير منتظمة.
  • تطاول فترة الطمث أكثر من 7 أيام.
  • زيادة غزارة الطمث وتجاوز الكمية ل 80 مل.
  • النزف بعد الجماع.
  • النزف بعد سن اليأس.

جميعها أشكال غير طبيعية للنزيف الرحمي. وعند حدوثه يجب إجراء المزيد من الفحوصات لتحديد السبب.

أهم أسباب النزيف الرحمي

تعد التغيرات الهرمونية أهم أسباب النزف الرحمي. وتحدث في الحالات التالية:

  • نزف السحب الناتج عن إيقاف تناول موانع الحمل الفموية الحاوية على الهرمونات، أو نزع اللولب الهرموني.
  • تعاني معظم المراهقات من اضطرابات بدوراتهن الطمثية وخاصة في الدورات الأولى. هذه الاضطرابات طبيعية ولا تستدعي القلق.
  • تبدأ الدورات الطمثية بالتقارب قبل سن اليأس وهذا التغيير طبيعي، ويحدث لدى أغلب النساء نتيجة التغيرات الهرمونية في تلك المرحلة.
  • متلازمة المبيض متعدد الكيسات.
  • فقدان الوزن السريع.
  • الشدة العاطفية أو الفيزيائية.

تشكل بقية حالات النزف الرحمي كلًا مما يلي:

  • أورام الرحم الليفية: وهي أورام حميدة لكن يمكن أن تصل لأحجام كبيرة وتسبب نزفًا غزيرًا.
  • بوليبات باطن الرحم.
  • البطانة الرحمية الهاجرة.
  • اضطرابات التخثر.
  • سرطان باطن الرحم.

تشخيص النزف الرحمي

يستدعي تشخيص النزف الرحمي القيام بالعديد من الإجراءات. بدايةً، سيقوم الطبيب بسؤال المريضة عن دوراتها الطمثية بشكل مفصل، وقد يساعد في هذه الحالة توثيق المعلومات لعدة دورات متتالية على شكل ملاحظات وإعلام الطبيب بها. وبعد أخذ القصة المرضية والسؤال عن الصحة العامة، تطلب الفحوص التالية:

  • اختبار حمل، وهو اختبار مهم ويجب إجرائه لنفي الحمل، والنزف المرتبط به والذي يستدعي إجراءات مختلفة.
  • اختبارات دموية شاملة: وهي مهمة جدًا ليس فقط في التشخيص، إنما في الكشف عن اختلاطات النزف الرحمي كفقر الدم وعوز الحديد.
  • تصوير الرحم بالأمواج فوق الصوتية: يمكن من خلاله الكشف عن الآفات الموجودة ضمن الرحم كالأورام الليفية والبوليبات.
  • تنظير باطن رحم: يتيح هذا الفحص رؤية باطن الرحم من خلال منظار يتم إدخاله عبر عنق الرحم.
  • الخزعة النسيجية: تؤخذ خزعة من باطن الرحم وترسل إلى المخبر لإجراء الفحص النسيجي.

معالجة النزف الرحمي

يعتمد علاج نزيف الرحم غير الطبيعي على السبب المؤدي لحدوثه وعلى خطورة الحالة، والأعراض المرافقة كفقر الدم، كما يعتمد العلاج على ما إذا كانت السيدة قد أتمت حياتها الإنجابية أو ترغب بالإنجاب، فقد تمنع بعض العلاجات من إمكانية الحمل أو تشكل خطورة عليه، ولكن بشكل عام، تشكل الخيارات العلاجية كلًا مما يلي:

  • العلاج الدوائي: ومثالها الأدوية الهرمونية التي تعتبر الخط العلاجي الأول للدورات الشهرية غير المنتظمة، وتأتي بأشكال متعددة كموانع الحمل الفموية، واللصاقات الجلدية، والحقن العضلية.
  • اللولب الهرموني: وهو جهاز يصغر يدخل إلى جوف الرحم ويفرز الهرمونات بشكل مستمرة وبجرعة مضبوطة

تحتاج بعض الحالات إلى إجراء عمل جراحي لإيقاف النزيف، يختلف نوع العمل الجراحي باختلاف الحالة المرضية:

  • تجريف بطانة الرحم: وذلك إما باستخدام الكهرباء أو الليزر، وهو كفيل بإيقاف النزف الرحمي، ولكن يُمنع الحمل بعد القيام به.
  • استئصال الورم العضلي أو تصميم الشريان الرحمي: ونعني بتصميم الشريان قطع الإمداد الدموي عن الورم ومنعه من النمو.
  • استئصال الرحم: يلجأ إلى هذا الإجراء في حال كانت الأورام الليفية لديك كبيرة جدًا، أو في حال فشل الخيارات العلاجية السابقة بإيقاف النزيف.

وأخيرًا لابد من التأكيد على مراجعة الطبيب في حال ملاحظة أي نزف، مما يضمن العلاج السريع والكشف المبكر عن كل الأمراض المحتملة والمرافقة للنزف الرحمي.