يبحث الكثير من الرجال والنساء باستمرارٍ عن طرقٍ فعالةٍ تمكنهم من إزالة الشعر الزائد غير المرغوب به بشكلٍ نهائيٍ. وذلك بعد أن سئموا استخدام طرق إزالة الشعر التقليدية التي تستهلك الكثير من الوقت والجهد. ناهيك عن أنها تعطي نتائجًا مؤقتةً، إذ لا يلبث الشعر أن يعود للظهور من جديدٍ بعد فترة قصيرة من إزالته. وتعتبر عملية إزالة الشعر بالليزر بمثابة حل ٍفعالٍ بديلٍ لهذه الطرق، إذ لا يعمل العلاج بالليزر على إزالة الشعر من الجذور فقط، إنما يعطي نتائجًا تحول دون نمو بصيلات الشعر مرةً أخرى.

يمكنكم الآن باستخدام هذه التقنية الظهور بمظهر لائقٍ في أي وقتٍ كان بعيدًا عن جلسات العلاج التقليدية المتكررة والمؤلمة. فإذا كنت عزيزي القارئ تبحث عن حلٍ جذريٍ لمشكلة الشعر الزائد، بعد أن تسبب لك بالكثير من الإحراج في الفترات الماضية، فقد تكون عملية إزالة الشعر بالليزر هي الحل الأمثل لحالتك. إلا أننا ندعوك قبل إجرائها إلى الاطلاع على مقالنا التالي. إذ أن هناك مجموعةً من التحضيرات التي يجب أن تسبق العملية، وأخرى يجب أن تليها. وذلك بغرض الحصول على نتائجٍ أكثر فعاليةً، وتفاديًا لحدوث أية مضاعفات ٍجانبيةٍ قد تؤثر سلبًا على النتائج. إضافةً إلى أننا قد زودناك بكل ما قد ترغب بمعرفته عن تفصيلات هذه العملية.

إزالة الشعر بالليزر

تعرف إزالة الشعر بالليزر بأنها إجراء طبي يهدف إلى إزالة الشعر الزائد غير المرغوب به من مناطق معينة في الجسم. وذلك باستخدام جهازٍ يصدر شعاعًا مركزًا من ضوء الليزر باتجاه الحويصلات الأنبوبية للشعر. حيث تعمل صبغة الميلانين الداكنة الموجودة في الشعر على امتصاص طاقة الليزر الضوئية التي تتحول تدريجيًا إلى حرارةٍ تؤدي إلى احتراق جريبات الشعر المسؤولة عن إنتاج الشعر داخل الجلد. وهذا ما يؤدي إلى توقف نمو الشعر، أو تأخيره على أقل تقدير.
يعمل الليزر بشكلٍ أفضلٍ مع الشعر الأسود الغامق، ويشكل التباين الكبير بين لون البشرة الفاتحة المرافقة للشعر الداكن مزيجًا مثاليًا للعلاج بالليزر. غير أن أجهزة الليزر المتطورة أصحبت قادرة الآن على استهداف الشعر الأسود الغامق لذوي البشرة السمراء بشكلٍ أكثر فعاليةً.

كيف تستعد للتخلص من الشعر الزائد بالليزر

تعتبر عملية إزالة الشعر باستخدام تقنية الليزر عمليةً طبيةً يتوجب على المريض فيها اتخاذ التدابير اللازمة تجنبًا للمخاطر التي قد ترافقها. لذا عادةً ما تبدأ هذه العملية بإجراء جلساتٍ مسبقةٍ مع طبيبٍ ذي خبرةٍ عاليةٍ. حيث يحتاج الطبيب للتأكد من عدم وجود أسبابٍ تمنع الشخص من استخدام هذه التقنية، كتعاطي بعض الأدوية المستخدمة في علاج حب الشباب، أو بعض المميعات كالأسبرين. كما قد يطلب أيضًا مجموعةً من التحاليل للتأكد من مستويات الهرمونات في الدم، وأن نمو الشعر هذا ليس ناتجًا عن ارتفاعٍ ما في مستوياتها. ثم يجري بعد ذلك تحديد المناطق التي ستخضع للعلاج بالاتفاق مع المريض. وهناك بعض الأمور التي لا بد من أخذها بعين الاعتبار قبل البدء بالعملية:

  • البقاء بعيدًا عن أشعة الشمس، واستخدام واقٍ شمسيٍ واسع المدى أينما ذهبت.
  • استخدام كريماتٍ مفتحةٍ للبشرة إذا كنت قد حصلت على حمامٍ شمسيٍ مؤخرًا أكسب بشرتك لونها الأسمر.
  • تجنب طرق إزالة الشعر التقليدية كالنتف، والشمع، والتحليل الكهربائي قبل أربعة أسابيعٍ على الأقل من بدء العلاج بالليزر.
  • حلق الشعر الموجود في المناطق المرغوب بمعالجتها باستخدام شفرات الحلاقة فقط، قبل يومٍ واحدٍ من بدء العلاج، حيث تبقي هذه الطريقة على جذع الشعرة سليمًا تحت الجلد.

خطوات التخلص من الشعر الزائد باستخدام تقنية الليزر

بعد الانتهاء من التحضيرات الخاصة بإجراء عملية إزالة الشعر بالليزر، تبدأ خطوات العملية على الشكل التالي:

  1. تخدر المنطقة المستهدفة بشكلٍ موضعيٍ باستخدام جل تخديرٍ يوضع عليها قبل نصف ساعةٍ من بدء العملية.
  2. يستخدم الطبيب جهاز ليزرٍ محمولٍ باليد، مزودٍ بجهاز تبريدٍ مثبتٍ في طرف الجهاز، أو يستخدم جل تبريدٍ لتقليل خطر إصابة الجلد بالحروق والالتهابات.
  3. تمرر أشعة الليزر على المنطقة المستهدفة في غرفةٍ خاصةٍ، بعد ارتداء الطبيب والمريض نظارات حمايةٍ من أشعة الليزر.

قد لا يستغرق علاج منطقةٍ صغيرةٍ كمنطقة أعلى الشفة إلا بضعة دقائقٍ، بينما تحتاج المساحات الواسعة من الجسم كالظهر مثلًا إلى وقتٍ أطول قد يتجاوز الساعة. كذلك لا بد من الإشارة إلى أن تمرير أشعة الليزر على سطح الجلد قد يشعرك بإحساسٍ مزعجٍ مثل وخز الإبر، إلا أن ذلك طبيعي تمامًا ولا يشير إلى وجود خطأ طبيٍ.

إجراءات ما بعد عملية إزالة الشعر بالليزر

تترافق عملية إزالة الشعر بالليزر باحمرارٍ وتورمٍ في المنطقة المعالجة خلال الساعات القليلة الأولى التي تلي العملية، وللحد من هذه الآثار ومضاعفاتها لا بد من اتباع الخطوات التالية:

  • استخدام كمادات الثلج للحد من ظهور تورماتٍ على سطح الجلد.
  • الاستحمام بالماء البارد في حال كان الطقس يسمح بذلك، حيث يساعد تدفق الماء البارد في ترطيب الجلد وتهدئته.
  • الابتعاد عن ارتداء الملابس الضيقة تفاديًا لاحتكاكها مع الجلد، إذ قد يسبب ذلك تهيج البشرة.
  • عدم التعرض لأشعة الشمس، مع استخدام واقٍ شمسيٍ واسع الطيف في حال الخروج من المنزل.
  • عدم استخدام العطور، أو أية موادٍ كيميائيةٍ، أو مواد التجميل خلال أربعٍ وعشرين ساعة من نهاية الجلسة.

عدد جلسات عملية إزالة الشعر بالليزر

يعتمد عدد الجلسات اللازمة لإزالة الشعر باستخدام تقنية الليزر على مكان المنطقة المعالجة، ولون البشرة، وخشونة الشعر. ويمكن القول وسطيًا بأن معظم المرضى احتاجوا لما يقارب سبع جلساتٍ على الأقل. حيث يمر الشعر بعددٍ من مراحل النمو، ويمكن لليزر التأثير فقط على بصيلات الشعر النشطة في مرحلة التنامي، وبالتالي فالأمر بحاجةٍ لعدة جلساتٍ للقضاء على الشعر في جميع مراحل نموه. وتحل هذه المشكلة باختيار مواعيدٍ متباعدةٍ عن بعضها بما يكفي لتبدأ بصيلات الشعر بالنمو مرةً أخرى. لذا ينصح الأطباء عمومًا بالانتظار بين ثلاثةٍ إلى ثمانية أسابيعٍ بين الجلستين، وذلك بحسب طول دورة نمو الشعرة في المنطقة المعالجة. وعادةً ما يظهر الشعر بعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيعٍ من بدء العلاج، وينبغي أن يسمح لهذه الشعرات بأن تتساقط تلقائيًا دون تدخل المريض.

سلبيات عملية إزالة الشعر بالليزر

قد تترافق عملية إزالة الشعر باستخدام تقنية الليزر بمجموعةٍ من الآثار الجانبية التي قد تؤثر سلبًا على المريض، نذكر منها:

  • قد يتسبب التلف الذي يحدثه الليزر في بصيلات الشعر بتحفيز ظهور التهاباتٍ في الجلد.
  • تغير في لون الجلد في المنطقة المعالجة، وغالبًا ما يكون هذا التغير مؤقتًا، إلا أنه يمكن أن يكون دائمًا أيضًا.
  • احمرار وتهيج البشرة، وظهور طفحٍ جلديٍ قد يحتاج إلى عدة أسابيعٍ حتى يختفي.
  • يمكن أن يتسبب الاستخدام غير الصحيح لأشعة الليزر بإصابة الجلد بحروقٍ مترافقةٍ مع فقاعاتٍ وبثورٍ.
  • إصابة العيون بأضرارٍ في حال كانت المنطقة المعالجة قريبةً من العين، ولم توضع على العيون نظارات الحماية المخصصة.
  • قد لا يستجيب أصحاب البشرة الداكنة للعلاج بشكلٍ مثاليٍ.

لا بد من الإشارة إلى أن أغلب هذه المضاعفات هي مضاعفات مؤقتة تزول خلال أسابيعٍ قليلةٍ، كما أن الإصابات الدائمة نادرة الحدوث، ويمكن الحد منها باتباع خطوات الاستعداد لعملية إزالة الشعر بالليزر آنفة الذكر.