ادم سميث Adam Smith . الفيلسوف الغريب الأطوار ذو الشخصية المتقلبة. أب الرأسمالية والمؤسس الأول لهذا النظام من خلال كتابه ثروة الأمم أهم المؤلفات الاقتصادية في التاريخ الحديث. كما أنه يعد أبرز رواد الاقتصاد السياسي في التاريخ الإسكتلندي. وأحد أشهر المفكرين الاقتصاديين وأكثرهم تأثيرًا على الفكر الاقتصادي في عصرنا الحالي. الأمر الذي دفع الكثيرين إلى التساؤل عنه من هو؟ وما هي أهم إنجازاته؟ من خلال هذا المقال على منصة كيف يمكنك التعرف على السيرة الذاتية لآدم سميث Adam Smith. والكثير من المعلومات حول هذه الشخصية. لذلك تابع معنا حتى النهاية عزيزي القارئ.

من هو ادم سميث Adam Smith

ادم سميث Adam Smith رائد الأعمال والفيلسوف الإسكتلندي الشهير. ولد في منطقة كيركالدي في إسكتلندا بتاريخ 16 يونيو عام 1723. ليصبح بعدها أحد أهم الاقتصاديين على مدار التاريخ الأسكتلندي فهو صاحب كتاب ثروة الأمم الذي صنف كأهم كتاب اقتصادي في التاريخ الحديث والذي يعد الأساس الأول لنظام الرأسمالية.

مما دفع الكثير من المفكرين الاقتصاديين إلى اعتراف بهذا الكتاب كمرجع اقتصادي يدرس إلى الآن في الكثير من المدارس الاقتصادية العالمية. لكن يشتهر ادم سميث Adam Smith أيضًا بكونه مدرس أكاديمي متميز تخرج على يده العديد من المفكرين الاقتصاديين البارزين.

بدايات ادم سميث Adam Smith

عاش ادم سميث تحت رعاية والدته وكان مقربًا منها للغاية. وذلك بسبب وفاة والده الذي كان يعمل كمدعي عام بعد ولادته بشهرين فقط. الأمر الذي ترك مسؤولية رعاية ادم وتربيته على عاتق والدته مارغريت التي سعت جاهدتًا لتقديم أفضل تعليم لطفلها. بدأت علامات الذكاء والفطنة تظهر على ادم سميث Adam Smith في سن مبكرة للغاية. إذ فور دخوله إلى المدرسة أظهر ادم الكثير من المهارات الفكرية التي ميزته عن جميع زملائه.

تلقى ادم سميث تعليمه بواحدة من أفضل المدارس في اسكتلندا وهي مدرسة بيرغ الواقعة في كيركالدي. وذلك ما بين عامي 1729 و1737. ليتوجه بعد ذلك وهو في سن الرابعة عشر إلى دراسة الفلسفة بجامعة غلاسكو. وليكمل تعليمه بعدها من خلال دراسة الأدب الأوروبي بكلية باليول في جامعة أوكسفورد.

الحياة المهنية لآدم

بدأ ادم سميث Adam Smith حياته المهنية أستاذًا للفلسفة الأخلاقية في جامعة غلاسكو وذلك في عام 1751. لتأخذ محاضراته شعبيًة واسعًة جدًا رغم أنه كان يتصف بضعف مهارته بالتحدث أمام الجمهور.

تابع ادم بعمله كأستاذ أكاديمي لمدة 13 عام والتي يصفها بالسنين الذهبية في حياته. ليقدم بعدها استقالته عام 1763 من أجل التفرغ للكتابة والفلسفة. إذ عاش مسيرة أدبية زاخرة مليئة بالكتب والمؤلفات.

سافر ادم بعد ذلك إلى فرنسا عام 1788 ليتم تعينه هناك عضوًا في الجمارك. لكنه قرر العودة إلى موطنه بعد وفاة والدته التي كانت تعيش في فرنسا. وعمل في موطنه على تأسيس الجمعية الملكية في إدنبره ثم شغل المنصب الفخري للورد ريكتور في جامعة غلاسكو.

الحياة الشخصية لآدم

على الصعيد الشخصي فقد اتسمت حياة ادم سميث بالكثير من الغرابة إذ لم يتزوج ادم قط ولم يكن لديه أي أخوة. أما عن الشخص الوحيد المقرب من ادم فهي والدته التي يعدها أكثر الشخصيات التي أثرت به وذلك من خلال دعمها الدائم وإيمانها الكبير به رغم شخصيته الغريبة وتصرفات غير الاعتيادية.

إذ اتصف ادم بفقدانه الاتصال بالواقع والتحدث مع أشخاص خياليين لفترات من الزمن لكنه يعود بعدها إلى رشده. وقد وصلت به مخيلته الواسعة إلى تخيل نوبات ألم ومرض شديد دون وجود أي إصابة فعلية. الأمر الذي دفع البعض إلى وصفه بالمجنون.

إنجازات ادم سميث Adam Smith

إنجازات ادم سميث Adam Smith

أثناء فترة التنوير الأسكتلندي عام 1950 وبعد تخرج ادم سميث Adam Smith بفترة قصية وبداية عمله كأستاذ أكاديمي تعاون سميث من الفيلسوف الشهير ديفد هيوم. وعملا معًا على إنشاء رابطة فكرية متميزة أنتجت الكثير من المؤلفات عن التاريخ والاقتصاد والسياسة والدين. الأمر الذي يفسر انتخابه كعضو في الجمعية الفلسفية في إدنبره عام 1752.

وألف ادم أثناء هذه الفترة كتابة نظرية المشاعر الأخلاقية الذي تم نشره عام 1759. وأوضح سميث من خلال هذا الكتاب نظريته حول كون التعاطف المتبادل هو أساس المشاعر الأخلاقية. وبعد نشر هذا الكتاب أزادت شهرة سميث بشكل كبير وأصبح مقصدًا للكثير من الطلاب. ولا سيما الأغنياء الذين التحقوا بجامعة غلاسكو التي كان يعمل بها في ذلك الوقت.

وبعد استقالة ادم من عمله كمدرس في جامعة غلاسكو وتفرغه للكتابة والتأليف عام 1762 تم انتخابه كزميل في الجمعية الملكية في لندن. وليعين فيما بعد عضوًا في النادي الأدبي عام 1775.الأمر الذي أتى ثماره. إذ قام في هذه الفترة بنشر أفضل كتبه وأشهرها والذي يعد خلاصة أفكاره ونظرياته. وهو كتاب ثروة الأمم الذي حقق نجاحًا مبهرًا بعد نشره عام 1776.

حيث بيعت الطبعة الأولى من هذا الكتاب خلال ست أشهر فقط محققًا بذلك أعلى نسبة مبيعات في ذلك الوقت. وأوضح ادم سميث Adam Smith من خلال هذا الكتاب وجه نظره حول أبعاد المصالح الذاتية وأثرها وكذلك أسس من خلال هذا الكتاب أول نظام اقتصادي سياسي شامل وهو نظام الرأسمالية مما دفع البعض إلى تسميته بأب الرأسمالية ومؤسسها.

وفاة ادم سميث Adam Smith

توفي ادم عام 1790 في إدنبره وذلك بعد معاناته مع المرض ليختم حياته بواحدة من أغرب الوصاية. إذ تحسر وهو على فراش الموت على عدم إنجازه للمزيد وأوصى بحرق كافة أوراقه الشخصية كآخر أمنية له. ليعيش ادم سميث حياته كشخص غريب الأطوار ويختمها وهو كذلك.

وبناءً على ما تقدم سابقًا نستنتج التأثير الكبير الذي يمارسه فكر ادم سميث Adam Smith على عصرنا الحالي ونستنتج سبب المكانة الفلسفية والفكرية التي يتمتع بها وبذلك نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال نرجو أن نكون قدمنا المعلومات بشكل كافي ومبسط.