ازدادت في الآونة الأخيرة ثقافة النساء المتعلقة بصحتهن الجنسية. وأصبحوا أكثر درايًة بأغلب الحالات الطبية. ولأن صحتك سيدتي هي جزء من صحة المجتمع بأكمله. وجب علينا تشجيعك على المزيد من الحرص والاهتمام. وعلى مناقشة جميع المواضيع مهما كانت محرجة. ولذلك، سنعرض في مقالنا هذا أحد أشيع الاضطرابات النسائية وهو التهاب المهبل البكتيري.

التهاب المهبل البكتيري

يحتوي المهبل بشكل طبيعي على الجراثيم. ويحدث الالتهاب البكتيري عند ازدياد أعداد هذه الجراثيم. ما يؤدي إلى اختلال التوزان الطلبيعي للمهبل  وتغير درجة حموضته وحدوث الأعراض المزعجة. تحدث هذه الحالة المرضية عند جميع النساء وبكافة المراحل العمرية. إلا أنه أكثر شيوعًا لدى النساء في سن النشاط التناسلي.

أعراض التهاب المهبل

يؤدي إصابة المهبل بالجراثيم الممرضة إلى ظهور مجموعة متنوعة من الأعراض، وهي:

  • الإحساس بحرقة أو ألم أثناء التبول.
  • مفرزات مهبلية غير طبيعية ( قد تكون بلون رمادي أو أخضر).
  • رائحة مهبل كريهة تشبه رائحة السمك الفاسد.
  • حكة أو الشعور بعدم الارتياح نتيجة تهيج جدران المهبل.

لا تشكو جميع النساء من هذه الأعراض بنفس الدرجة. كما يكون هذا الالتهاب بدون أية أعراض عند البعض.

متى يجب اللجوء إلى طبيب

يجب عليكِ طلب الاستشارة الطبية في الحالات التالية:

  • عند ملاحظة أي تغير حديث وغير مألوف بمفرزاتك المهبلية، يشمل ذلك المفرزات ذات الرائحة الكريهة أو اللون غير الطبيعي.
  • في حال وجود سوابق إصابة بالتهاب المهبل البكتيري. ولكن الأعراض الآن مختلفة عن الحالة السابقة.
  • تتشابه أعراض التهاب المهبل البكتيري مع أعراض الأمراض المنقولة بالجنس. لذلك يجب عليك استشارة الطبيب في حال ظهور هذه الأعراض بالتزامن مع وجود شريك جنسي جديد، أو عدة شركاء.
  • عند محاولة علاج هذه الأعراض بمضادات الفطور وفشل الاستجابة.

أسباب التهاب المهبل البكتيري

يحمي المهبل نفسه من الإصابة بالالتهاب عن طريق الجراثيم المفيدة الموجودة بشكل طبيعي ضمنه. تفرز هذه الجراثيم مادة حمضية (حمض اللبن) تحول الوسط المهبلي إلى حمضي مانعًا بذلك نمو الجراثيم الممرضة الأخرى. وعندما تنقص أعداد الجراثيم المفيدة يزداد نمو الجراثيم الممرضة ويحدث التهاب المهبل.

عوامل خطر الإصابة بالتهاب المهبل

هناك العديد من الممارسات الخاطئة وعوامل الخطر التي تنقص من أعداد الجراثيم المفيدة الموجودة في المهبل، وتؤهب للإصابة بالتهاب المهبل البكتيري. ونذكر من هذه العوامل كلًا مما يلي:

  • غسيل المهبل بشكل متكرر: ونقصد بذلك شطفه باستخدام الصابون أوالغسولات المهبلية (الدوش المهبلي). ينظف المهبل نفسه بشكل طبيعي، ولا يوجد حاجة لتنظيفه بشكل متكرر لأن ذلك يؤدي إلى فرط نمو الجراثيم الممرضة وزيادة التأهب للإصابة بالتهاب المهبل.
  • يمكن أن يحدث التهاب المهبل نتيجة النقص الطبيعي في الجراثيم المفيدة (بكتيريا العصيات اللبنية). ويحدث ذلك عندما لا تنتج بيئتك المهبلية ما يكفي من جراثيم العصيات اللبنية الجيدة.
  • من الممكن أن يؤهب امتلاك شركاء جنسيين متعددين أو شريك جديد للإصابة بالتهاب المهبل الجرثومي.

علاج التهاب المهبل البكتيري

تعالج معظم حالات التهاب المهبل الجرثومي باستخدام الصادات الحيوية، يجب طلب استشارة الطبيب في جميع حالات التهاب المهبل، كما تتوفر أشكال علاجية مختلفة كالأقراص الفموية، والجل المهبلي، والمرهم المهبلي. تحتوي هذه المستحضرات على الصادات الحيوية النوعية (الميترونيدازول، والتينيداوزل، والكليندامايسن)، ويجب أن تستمر مدة تناول الدواء إلى 5 أو 7 أيام، حتى في حال غياب الأعراض بوقت أبكر. قد يؤدي العلاج غير الكامل إلى إعادة تفعيل العدوى من جديد وعودة الأعراض.

يحتاج التهاب المهبل البكتيري المتكرر إلى تناول الصادات الحيوية لفترة أطول لتفادي نكس الحالة ومقاومة الجراثيم على الصادات الحيوية. كما يجب الامتناع عن ممارسة الجنس حتى غياب الأعراض بشكل كامل.

مضاعفات التهاب المهبل البكتيري

يترافق التهاب المهبل الجرثومي غير المعالج بالعديد من المضاعفات، نذكر منها:

  • زيادة خطر الولادة المبكرة ونقص وزن الجنين عند الولادة: يحدث هذا الاختلاط عند حدوث التهاب المهبل الجرثومي أثناء الحمل.
  • يترافق التهاب المهبل البكتيري بخطر مرتفع للإصابة بالأمراض المنقولة عن طريق الجنس.
  • يزداد خطر حدوث الالتهاب بعد العمليات الجراحية النسائية.

الداء الحوضي الالتهابي: يؤهب التهاب المهبل الجرثومي للإصابة بالتهاب الرحم وملحقاته.