الغرفة الحمراء الدموية أحد أشهر الأشياء الموجودة ضمن الديب ويب. لكن لايزال مصطلح الغرفة الحمراء غير معروف للغاية بالنسبة إلى مستخدمي الإنترنت العادي بالعودة إلى التفاصيل القليلة المذكورة حوله. وبرغم ذلك قد يصل البعض إلى درجة وصف الغرف الحمراء بأسطورة العصر نظرًا لأن المعلومات المتداولة حولها غير قابلة للتصديق.

هل سمعت يومًا بالديب ويب؟! إنه الجانب الآخر للإنترنت والذي يمتاز بأنه مختص بكل ما هو غير قانوني. حيث تشمل الأعمال المتداولة عبر الديب ويب تبييض الأموال، والاتجار بالمخدرات والأسلحة، وغيرها الكثير من الأعمال غير المشروعة. لذلك يمكنك بكل بساطة أن تتخيل مدى خطورة هذا الجانب من الإنترنت. وبرغم ذلك لايزال هناك جزء آخر أكثر رعبًا وخطورةً من الديب ويب وهو الإنترنت المظلم. فهنالك تتمركز الجرائم بدرجة عالية من القسوة والوحشية. وإن أردت مثالًا حيًا عن مدى خطورة الإنترنت المظلم سيكفيك البحث حول ما يعرف بالغرفة الحمراء الموجودة ضمن هذا الجزء من الإنترنت. حيث ستشاهد الرعب بمعناه الحقيقي والحي أمام عينيك مباشرة.

فإن أردت التعرف أكثر على الغرفة الحمراء الدموية وما تقدمه عبر الإنترنت المظلم، ما عليك سوى أن تمتلك قلبًا من حديد لمتابعة القراءة.

الغرفة الحمراء الدموية

على الرغم من من تسمية الديب ويب بأنه الجزء الآخر غير المرئي من الإنترنت، إلا أنه في الحقيقة يشكل ما يقارب 75% منه. وهذا يعني أنه يشمل ما يزيد عن ثلاثة أضعاف الإنترنت المتعارف عليه. ويتميز الديب ويب بشكل عام بانعدام القيود أو القوانين من ناحية المنتجات والخدمات المعروضة. وغالبًا ما تكون هذه الأشياء عبارة عن جرائم بحق الإنسانية كالاختطاف والقتل وحتى الاغتصاب. وهذا بالضبط ما تقدمه الغرفة الحمراء لزوارها. حيث تعرض الغرفة الحمراء أو ما تعرف باسم Red Room مقاطع حية ومباشرة لضحايا عشوائية يتم تعذيبهم. وتختلف طريقة التعذيب من ضحية لأخرى. بل من الممكن أيضًا أن يختار المتفرج طريقة التعذيب والقتل بعد دفع الرسوم الإضافية. ومن الجدير بالذكر تواجد الضحايا من مختلف الأعمار والأجناس في الغرفة الحمراء. حيث يتم تعذيبهم ثم قتلهم بأقسى الطرق وأكثرها وحشية بغرض الترفيه عن المتفرجين الذين قاموا بدفع رسوم المشاهدة.

منشأ الغرفة الحمراء

وبالنظر إلى مدى وحشية الغرفة الحمراء، قد تتساءل عن طريقة ابتكار هذه الفكرة السادية للتسلية. حيث بحث المهتمون بهذا الشأن حول تاريخ إنشاء الغرفة الحمراء. ونتيجة لأبحاثهم استطاعوا ربط فكرة الغرفة الحمراء بأعمال مجرم أسترالي الجنسية يدعى بيتر سكارلي. إذ تبدأ قصة بيتر بارتكابه جرائم التعذيب والقتل العشوائي ضمن الأراضي الأسترالية. الأمر الذي جعله يملك ملفًا جنائيًا بأكثر من 177 تهمة، لتطارده الشرطة الأسترالية لمدة طويلة. إلا أن بيتر نجح في الهروب إلى الفلبين ليخطط اعتماد ميوله السادي كعمل لكسب المال. حيث أقام منشأة ضخمة تبث مقاطع مباشرة للتعذيب بأنواعه المختلفة. و الجدير بالذكر أن عمله لم يكن الأول في هذا المجال لذلك لم يحقق النجاح المطلوب في البداية. لكن استطاع بيتر تحسين أعماله بعد أن أضاف بعضًا من لمساته الخاصة بجعل الغرفة مضاءة باللون الأحمر أثناء التعذيب بالإضافة إلى انتقاء ضحاياه من الأطفال الذين لم تتجاوز أعمارهم بضعة أشهر. وبعدها لاقت أعمال بيتر الدموية نجاحًا مبهرًا لدرجة أنه بدأ بتوظيف بعض الأشخاص لمساعدته في الاختطاف والتعذيب.

كيفية الانضمام إلى الغرفة الحمراء

تتوفر خدمة الغرفة الحمراء على شبكة الويب العميقة. الأمر الذي يجعل من يودون الانضمام إليها بحاجة إلى متصفح TOR المعتمد في مختلف نشاطات الإنترنت المظلم. وبرغم ذلك ينصح البعض بمتصفح آخر يدعى المتصفح الشبح من أجل دخول الديب ويب بأمان. وعند الدخول إلى الصفحة الرئيسية للغرفة الحمراء ضمن شبكة الإنترنت العميقة سيظهر أمامك زر “انضمام”. وبعد الضغط على الزر، ستجد نوعين من المقاعد المختلفان بالسعر والخدمات المقدمة. وعند اختيار نوع المقعد سيطلب الموقع في الحال مستحقاته اللازمة لبدء عرض مقطع التعذيب. بالإضافة إلى ذلك توفر الغرفة الحمراء خدمة “الدردشة” لمناقشة أشخاص آخرين يملكون الميول ذاته من دون الإفصاح عن المعلومات الشخصية.

وبالطبع لم يتم ذكر طريقة الانضمام إلى الغرفة الحمراء بغرض التشجيع على ذلك بأي شكل من الأشكال. حيث تشمل مخاطر دخول أي شخص إلى مثل هذه المواقع معاناته من عدم الاستقرار والاضطرابات النفسية لدرجة قد تدفعه إلى الانتحار. من دون أن ننسى تعرض متصفحي هذه المواقع إلى المساءلة القانونية حالما يتم اكتشاف هوياتهم.

الأسعار وطرق الدفع في الغرفة الحمراء

في الحقيقة يمكنك التفكير في الغرفة الحمراء على أنها سينما تعرض أفلامًا مرعبة بنكهة دموية واقعية. فكل ما عليك هو حجز مقعد إلكترونيًا لتشاهد مقاطع تصوّر السادية في أقسى مظاهرها على شاشة حاسوبك الشخصي. ومثل باقي الخدمات المتواجدة ضمن الإنترنت المظلم يتم التعامل في الغرفة الحمراء بعملة البيتكوين. وكما ذكرنا سابقًا توفر الغرفة الحمراء نوعين من المقاعد، وهما:

  • مقعد المتفرج الذي يسمح بالمشاهدة فحسب. وتصل رسوم هذا المقعد إلى 0.6 بيتكوين للعضو الواحد.
  • مقعد القائد الذي يمتاز بخدمات متنوعة كالتحكم بطريقة التعذيب وكيفية قتل الضحية. وتصل رسوم هذا المقعد إلى 5 بيتكوين للعضو الواحد.

قانونية الدخول إلى الغرفة الحمراء

وبالطبع إن الدخول إلى الغرفة الحمراء أو مواقع مشابهة يعد أمرًا غير قانوني يعرضك للمساءلة والمحاسبة. حيث تعتبرك مختلف سلطات العالم كشريك في جريمة الاختطاف والقتل. ويعود السبب في ذلك إلى تجاهلك التبليغ عن هذه الأعمال بالإضافة إلى مشاركتك وتمويلك للجريمة عبر حجز مقعد وتسديد رسومه.

وإن كنت تتساءل عن السبب خلف إخفاق الشرطة في الإمساك بمسؤولي الغرفة الحمراء أو تتبعهم فالأمر بسيط للغاية. إذ تمتاز عملة البيتكوين بأنها صعبة التتبع عبر الشابكة. كما أنهم ينتقون ضحاياهم بذكاء شديد من المشردين والمهاجرين بطرق غير شرعية، فلا يمكن الإبلاغ عن اختفائهم لعدم امتلاكهم وثائق رسمية.

وفي الختام نأمل أن نكون قد نجحنا في إلقاء الضوء على موضوع الغرفة الحمراء الدموية. حيث تظهر هذه الخدمة المقدمة عبر الإنترنت المظلم مدى الرعب الذي يمكن أن تصل إليه السادية البشرية. وهذا ما يمكننا اعتباره على أنه تحذير للدخول إلى مثل هذه الأماكن المظلمة.